اعتاد العرب على توريث السلطة ، من الأب الى الابن او الاخ او ابن العم ، المهم ان تبقى الرياسة والسلطة بينهم ولا تنتقل الى غيرهم ، حتى اصبحت ملكاً عضوض ، يعض عليه بالنواجذ ! ، تطور الزمن وانتقلنا الى الديمقراطية ، وانتقلت معها العديد من عادات وتقاليد الجاهلية ، الا وهي توريث السلطة والاحتفاظ بها ، ولكنها ليست داخل العشيرة ، وانما داخل الحزب الواحد
صدام ابكانا ، وبعد ان استلم حزب الدعوة الحكم ، ابكونا على من ابكانا ! ، منذ ثلاثة عشر عام وهم يحكمون ، ومن يعتقد ان الديمقراطية عبارة عن صندوق انتخابات فهو لم يعرف الديمقراطية على حقيقتها ، الذي يصل الى السلطة عن طريق الانتخابات ، تبقى مشروعية حكمه منقوصة ، ما لم يقدم شيء يرضي به الجماهير ، اذ الرضا الجماهيري هو معيار الشرعية ، وليس الصندوق فقط ، والا فان هتلر وموسوليني قد تحققت لهم مشروعية صندوق الانتخابات ، بينما هم من اعتى جبابرة القرن العشرين ، حكموا البلاد بتسييس كل ماهو وطني ومحايد
سيّسوا الاعلام ، ليسيطروا على الرأي العام الجماهيري ، كما سيطر بني العباس على منبر رسول الله ليتحكموا بالناس ، ويثبتوا دعائم حكمهم ، فكانت شبكة الاعلام العراقي ، شبكة هزيلة حزبية بشكل صارخ ، حتى وصل الامر لان يرأسها النائب السابق عن حزب الدعوة و ( البعث ) علي الشلاه ، بينما يجب ان تكون الشبكة فوق جميع الانتماءات ، لترتبط بالشعب فقط ولا احد غيره ، وتسيسها تفريغ لها من محتواها ، والحكم عليها بالنبذ والفشل.
استنساخ التجارب بين ولايتي ذاك وولاية هذا ، تشابهت في كل النهايات ، مع اختلاف الطرق ، الهيئات المستقلة بقيت غير مستقلة ، حتى انهم شقوا وثاروا ضد مجلس النواب ، حينما تهددت هيئاتهم بفعل وثيقة الاصلاح التي وقع عليها زعماء الكتل ، بعض الهيئات تضمن لهم بقائهم في السلطة ، كمفوضية الانتخابات ، واُخرى تضمن عدم محاسبتهم على فسادهم ، كهيئة النزاهة ، والثالثة تضمن استمرار تمويلهم عن طريق بيع العملات ، كالبنك المركزي ، بينما حاربوا وأزالوا جميع المنافسين ، سواء عن طريق جبهة الخراب البرلمانية ، والاستجوابات السياسية الموجهة ضد وزراء المنافسين ، او عن طريق رئيس وزرائهم ، وتقيده لفريقه الحكومي ، وقراراته الارتجالية المربكة ، وأعادوا سيناريوا الادارة بالوكالة ، وكان على رأسها الداخلية والدفاع ، ونحن يشتد بِنَا الوطيس من كل جانب ، ونخوض حرباً ضروس ضد ابشع تنظيماً ارهابياً عرفه العالم ، ولكن ليس المهم ادارة الدولة بشكل جيد ، والحفاظ على أمن الناس وحقن دمائهم ، وانما المهم ان يستمر حكم بني دعوة ، وان كان على جبال الجثث .