حربٌ إعلامية وفتنة تغلي, في داخل قدر ضغط, يكاد أن ينفجر, ومالك المطعم لا تهمه النتيجة, فهو ليس بقرب المطبخ, من يحترق هم من في الداخل, والنساء ولدات, يعوضن أرباب الحروب, أبناء العراق أصبحوا حقل تجارب, دون ذنب سوى أنهم يقدمون أنفسهم, قرابين مجانية لكل مشروع, دون معرفة النتائج.
ساسة متمرسون في السرقة, وآخرون يرفعون شعار القضاء على الفساد, رغم مشاركتهم لعقد ونصف بتقسيم الكعكة الدسمة, ديموقراطية ولدت بعملية قيصرية, لم يحسب الشعب حسابها, ولم يفهم الجيل الجديد محاسنها, ولم يرى من خلال التجربة, سوى نهب الأموال, والفقر والبطالة وقلة الخدمات, هذا ما شهده شباب اليوم, فأخذ يغرد بالعودة لنظام التفرد بالحكم, تحت شعار الحكم للشعب, تظاهراتٌ فوضوية مخطط لها مسبقاً, فدخول المنطقة الخضراء, ليس بالأمر السهل, يسأل سائل كيف لأناس عُزل, يقتحمون تلك الأسوار, ويدخلون المنطقة المحصنة؟
دخولٌ أولي إيذاناً بتعطيل البرلمان, الذي خرج منه التيار الصدري, لعدم تمكنه من الحصول على نِصابٍ, يُمَكِنَهً من تنصيب رئيس جمهورية, كي يمضي بتشكيل الحكومة, ليتخذ سلاح الشارع, حربٌ أهلية خُطِطَ لها خارجياً, حيث لم تفلح تظاهرات تشرين, لتخرج بنتيجة واحدة, وهي فصل التيار الصدري, عن ركائه من المكون, ليستغلوا حصول قائمته, على حصيلة 73 مقعداً برلمانياً, رفض الصدر مشاركة دولة القانون, وزعيمها المالكي, يمثل العدو اللدود كما يراه الصدريون.
رمى السيد الصدر الكرة بحضن الشعب, ليدعمهم بكل قوة, تغريدة للإعتصام داخل بناية البرلمان, ثم الخروج والاعتصام خارج بواباته, لمنع أي اجتماعٍ برلماني, مُصعداً من مطالبه, بإقصاء جميع كتل الإطار, من المشاركة في الانتخابات القادمة, وحل البرلمان الحالي, باللجوء الى القضاء, أجاب مجلس القضاء الأعلى, أن ليس ذلك من صلاحياته دستورياً, وطالب بعد إقحامه بالخلافات السياسية.
تظاهراتٌ مضادة لاختراق الدستور, من قبل قوى الإطار التنسيقي, تطرح اللجوء للحوار, تلك الخطوة العقلائية, التي رفضها التيار الصدري جملة وتفصيلاً, واضعاً الشعب في الواجهة, يسيره من خلال تغريدات تويترية, صَعَّدَ الإطار التنسيقي ليفصح عن إعتصامٍ مفتوح؛ ليقوم الصدريون بالمقابل, لتحشيد موحد داعيا كل المحافظات, في ساحة التحرير ليدخلوا, المنطقة الخضراء ورفد الاعتصام.
فإلى أين يسير العراق؟