22 ديسمبر، 2024 10:16 م

لم بقي لي شيء, كل شي قضى, قد انتهى حبر قلمي, هذه الاوراق الاخيرة في دفتري, لا اكتب بعدها شي, فقد انتهى تفكيري و عقلي, لا اجيد شيء بعد الان.انا جالس قرب نافذتي, الجو قارص لدرجة ان الطيور لا تجد مأونا لها, قد اتعبها البحث عن مكان دافئ, اصبحت تلوذ بالطرقات الضيقة و تقف قرب الكابينات لتحمي نفسها من شدة البرد, استرجعت ذاكرتي و عشت ايام شبابي و اصبحت اتذكر المؤلم منها و المفرح بها, ثم رجعت الى مراهقتي سأروي لكم ما حدث بها.
كنت ذات ليلة اسير منفرداً افكر في داخلي كيف هذه الناس تعيش و كيف حالهم هل هم سعداء ام حالهم كحالي بأسين؟ اخذني تفكيري الى معشوقي الذي لم اتركه و لم يتركني الى هذه الحظة, سألته ان يكون لي حبيباً اكمل دربي و اموت بين كفيه, جاءني جواب لا تستطيع فأنك ان احببت بجنون و ان كرهت بجنون و اخشى عليك من حبيبك قد يغضبك, قلت لا تخاف انا ايضاً سريع الغضب و هكذا هو يتفهمني ولا يغضبني و سوف نعيش سعداء, قال لي هذا طلبك و لا تنسى انك انت من طلبت ذلك, لكن احذر من السير دون دراية و الحب دون تعقل و تفهم و لا تغضب سريعا و كن حليماً حتى تحيا ما بقي من عمرك الجميل و تكون سعيداً, رجعت الى بيتي لكن لا اعلم لماذا تغير قلبي و اصبح فرحاً مستبشراً, اظنه استقبل حبيباً قبل لقاءه. بعد ايام طويلة و انا ادعوا معشوقي بما طلبت, الى ان جاء طلبي انثى ليس كل انثى جميلة و رقيقة و لديها كل الاحاسيس و الجمال و الرقة و الحنان, بعد ايام من لقائنا عشقتها بجنون اصبحت كمعبودي حتى انها انستني معشوقي الاول, لا ارفض لها طلباً ولا ترفض لي طلب. ذات ليلة افقت رأيت منها رسالة الكترونية تقول لقد عملت فلانه بحبنا و انا قلت لها ما بداخلي لك و انها فرحت بذلك, قلت بما انها فرحت فهذا يساعدنا غداً سوف نلتقي و انت برفقتها اني مشتاق الى عينيك الجملتين, بعد ذلك علمت جميع النساء من حولنا حتى اهلي, ذات مساء نطقت ودعاً لها و قلت سوف أاتي في كذا يوم لكي نتزوج لكن بعد فترة تغير قرار ابي في ذلك فخذلت في الموعد بعد هذه الحادثة تغيرات عما كانت علية و استمرت الايام و تتغير تدريجياً علي كثرت المشاكل و العراك بيننا و بعضهن تصل الى القطع الابدي الا ان الحب ما زال قوياً فيرجعنا الى عهدنا, لكن نعود الى عراكنا, انا من طبيعتي لا احب المشاكل و الزعل و العراك ولا ازعل من احد مهما فعل بي, اتجنب كل شيء فيه مشاكل و اكون مرتاح النفس و العقل و ادوم على ضحكتي فهي رفيق دربي حتى في شدتي, لكن مع حبيبتي فقد زادت المشاكل الى اكثر من مستواها, كثرت الايام بيننا و انقضت الاشهر و الاسابيع و نحن على نفس الحال غارقين في بحر شكوكنا و مشاكلنا. تذكرت معشوقي الابدي فقد لجأت اليه سريعاً لكن وجدته غير راضي علي و اسمعه يردد في مشاكله يأتي و في فرحه ينسانا, قلت له عذراً الى عزيزي فقد انستني الحياة زيارتك و قرب قلبي لك اسألك العفو و الصفح عني, اني مهموم و مغموم قد تغيرت كثيراً, هو يعلم من هي التي تغيرت و قال بلى قد تغيرت هكذا الزمن و الايام سبحان من لا يتغير, رجعت خائب الامل كل شيء انتهى  لا نجاة من غرق  و وحل المشاكل و لا اظن نعود الى سابق اواننا, لكن ابقى عسى ربك يمتحنني و يرجعها لي مثل اول لقاء بيننا, بقيت اسأل ربي و اسأل معشوقي طوال يومي, الى ان وصلت ذات ليلة قالت لي انتهى كل شيء انك في طريق و انا في طريق..مع السلامة!.
اصبحت حائراً بين توسلاتي السابقة و بين كبريائي الحالي قلت لا اغصبها على شيء بما اني اعشقها فأني اتمنى لها حياة كريمة حتى لو كانت بدوني. و انتهى كل شيء بيننا, بقيت وحيداً حائراً مستنجداً بمعشوقي الاول ان يخرجني من حالتي هذه, الا ان جوابه لي هذا ما جنيت به على نفسك.
استمريت وحيداً الى ان وصلت الى منصب كبير رغم صغر سني لان لا اتجاوز عقدين و نصف من عمري, الا ان توفيقاً من ربي حظيت بمكان رفيع جداً في دولتي اصبحت منشغلاً في عملي لا ارجع الى بيتي الا كل اسبوع ساعتاً لتغير حقيبة  ملابسي ثم ارجع بحقيبة اخرى الى مكتبي و عملي, الا انني لم انسى حبيبتي اراقبها من يوم لأخر و بعض الاحيان اشاهدها من نافتي المضلله و من خلف حرسي الكثير, لا استطيع الوصول اليها فهي الان متزوجه قهراً!,
ذات ليلة كهذه الليلة اصابتني نوبة دماغية شديدة, اخذني الحرس الى اقرب مشفى من بيتي, قد اغلقوها تماماً و افرغوا الطابق العلوي لي حتى يصل لي احداً, جاءت دكتورة في عقدها الرابع  كشفت عليه و قالت يجب دخول العمليات فوراً –هذا ما يروية لي الحرس الخاص لي- فقال لها حسنناً ادخليه و نحن معك و اختاري معاونين من الثقات, فأن اصاب سيدي شيء فمصير حياتكم جميعاً الموت بتهمة القتل العمد لمسؤول رفيع في الدولة, دخلت الى صالة العمليات ثم خرجت منها سالماً بعد يومين من دخولي في البنج العام, افقت على صلوات عائلتي و اصدقائي و من حولي مستبشرين بنجاتي من هذه النوبة, اخرجت الدكتورة جميع من في الغرفة الا بنت قريبة من عمري قلت من هذه قالت انها ابنتي هي طالبه في كلية الطب و اجلبها معي للتعلم و الممارسة و لتكون ماهره, الا انها كانت جميلة فعلاً –ليس كجمال حبيبتي- القيت عليها التحية و السلام, و بينما نتعرف على بعضنا و اذا بأتصال من فخامة الرئيس ليطمان على صحتي و كيف هي حالتي, بعد انتهى الاتصال نظرت اليهن و هن منبهرات من هذا الاتصال لتقول البنت الى هذه الدرجة انت مهم و الكل من حولك هنا و فخامة الرئيس يطمأن عليك بنفسه, فضحكت و قلت لها هذا شيء القليل و حديثي فيه شيء من الغرور انتهى فحصي تماماً كثرت اللقاءات بيني و بين بنت الدكتورة كثيراً الى ان خرجت و قالت الدكتورة عد لي بعد اسبوع للفحص و حافظ على نفسك و لا تجهدها فأنك صغير, هذا الاسبوع افكر بهذه البنت الجميلة و طريقة حديثها و مدى تفكيرها و معرفتها انها فعلاً مثال للمرءه المثقفة الواعية, جاء يوم الفحص و ذهبت مساءاً لكي لا اسبب مشاكل للناس و زحام معهم, دخلت عليهن في غرفة الفحص و بدأ فحصي عن مرضي و باقي اجزاء الجسم, في هذه الاثناء جاء اتصال من مكتب الرئيس يخبرنا ان فخامته يطلبنا غداً صباحاً للحضور عنده فلا تتأخر عليه, امرت الحرس ان يتجهزوا فوراً للذهاب, اعترضت الطبيبة على ذلك و مانعه ذهابنا قبل اكمال الفحص, قلت لها لا تخافي لا يصيبنا شيء, قالت ابنتها كيف لا يصيبك و ضغطك مرتفع و نسبة السكر في الدم ايضاً مرتفعة قلت لأمها اعطيني دواء خافض لهن حتى اذهب, رغم مركزي و قيادتي الا اني رجعت الى شبابي قلت للبنت هل لديك هاتف؟ قالت بلى, قلت هذه رقم هاتفي الخاص اتصلي عليه حتى احتفظ برقم هاتفك و ان اصابني مكروه اتصل عليك لتخبري والدتك, وجدت وجنتها تغيرت اصبح لونها كالفراولة الطازجة و هي تقول نعم سوف اتصل بك, خرجت من الرده الخاصة و الحرس من حولي كأنهم جيش منظم قلت لهم الذي ينام يجلس خلف و الذي يبقى يكون مساعداً للسائق و مستيقظ معه و انا ايضا ابقى مستيقظ, تحرك الموكب و وصلنا نصف الطريق جاءت رساله تقول انا “سرى” هل عرفتني اجبتها بلى و هل يخفى القمر, بقي حديثنا طويلاً الى ان وصلت الى العاصمة و اصبحت قريب من مكان اقامتي قلت لها تذهب لتخلد الى النوم و انا ارتاح قليلاً, استمر الحال هكذا الى ان تعلقت بي البنت كثيراً, الا اني اتذكر حبيبتي دائماً, و لا استطيع نسيانها لحظة واحده, لكن هذه البنت كانت مجنونه بي, بقيت معها الى ان تزوجنا بحمدالله, فتحت مكتب اخر لي في المحافظة التي تسكنها حبيبتي الاولى, جرى العمل به في خدمة الشباب و الناس, اتصلت باحد اقرباء حبيبتي و قلت لها ان تأتي, جاءت لي و تكلمنا قليلا و سالتها عن احوالها قالت جاء لها طفلا! و اسميته علي على اسمك!, بقيت حائراً من كلامي و انا اكفكف دموعي و اقول بحرقة قلبي عسى ربي يسعدها, ثم اردفت تقول ان حياتها ليس سعيدة انها في مأزق مالي و معيشي و حالتهم يرثى لها, اخرجت ظرفاً كبيرا في مال, قلت لهذه القريبة ان تأخده و تقول لها ان هذا ما جمعته من نصف راتبي الذي كنت انوي ان اشتري به بيتنا, لكن القدر لم يكن في صالحنا, اوصلي هذا المبلغ لها و قولي لها ان تشتري بيتاً كما كنا نصمم و نفكر كيف نبني و دعيها تستأجره و تاكل من اموال البيت, و اوصيها ان تحتاج شيء سأقدم لها ما تتمناها و ان زوجها سوف يكون في عمل حكومي قريباً فلا تثير المشاكل و العراك و لتكن حلمية صابره و تربي ابنها احسب تأديب, ذهبت و انا قلبي يعتصر الماً…..
قد انتهى دفتري لم احسب ان حكايتي طويلة الى هذا الحد حتماً سوف اكمل ما في جعبتي الى ان اصل الى وقتي هذا لكن دعوني ارتاح قليلاً ثم اذهب لشراء دفتر اخر لكتاباتي….يتبع