17 نوفمبر، 2024 4:19 م
Search
Close this search box.

حكاية مكررة (4)

” تعرفين أيتها الكمنجة
نحن متشابهان تماما
فها أنا أيضاً أصرخ
لكنني لا أعرف كيف أقنعهم !؟ ”
(مايكوفسكي /أدب_روسي.)
رجعت رقية الى البيت وذهبت الى فراشها مباشرة بحجة انها متعبة ولكن لم يغمض جفنها ابدا .. بقيت تفكر بما قال جعفر وبنفسها وبما عليها ان تفعل ؟؟وكيف يمكنها ان تتخلص من هذه الغصة ..
اخيرا ..
أتتها فكرة انها أنهت عامها الاخير في السادس الاعدادي وهي ع ابواب تقديم جامعي وكانت عمتها رافضة للموضوع بحجة انها تريدها ان تستقبل زوجها وتهتم به .
جلست مع والدها عندما كان يشاهد نشرة الاخبار قائلة :
أبي ؟؟ أريد أستمارة تقديم جامعي ..أود ان اكمل دراستي
الأب : واذا رفض جعفر الموضوع ؟؟ زواجكم بات قريبا
رقية :أبي شهادتي هي سندي ومستقبلي ماذا افعل ان كان هو عاطلا عن العمل ؟؟ من أين أعيل أسرتي ؟؟ بينما لو اكملت مسيرتي الدراسية وعملت بأحدى الوظائف لن احتاج ان اقلق ع شيء واذا كان جعفر رافضا للموضوع أذن سأفسخ خطبتي منه من بعد أذنك ياوالدي .
الأب :حقيقة ياأبنتي قرارك يحمل الحكمة من جميع الجوانب ولذلك سأساندك مع ماتريدين .
فقبلته رقية : شكرا ياأبي .
بعد مرور 3ايام ع هذا الحديث جاء جعفر عصر اليوم الثالث فجلسا معا وحينما اطمئنت رقية انها اصبحا لوحدهما
قالت له : جعفر لقد وجدت حلا يخرجنا من هذا المأزق ولكن أريده ان يبقى سرا بيننا ؟
جعفر : مأزق ؟ ماذا تعنين ؟ اقسم اني لن انطق بحرف لمخلوق أبدا ..
رقية : انت لاتود هذا الارتباط وانا لا اريد أن أسس سعادتي ع أطلال سعادة غيري بالنهاية انا فتاة وان أحببت يوما ما لن اتنازل عمن احببت .. لقد درست الامور من جميع الجوانب ووجدت حلا لكن مطلوب منك ان تساعدني ..الان اسمعني جيدا عمتي (والدة جعفر) رافضة ان اكمل دراستي صحيح ؟
جعفر يستمع بتركيز : نعم ان امي لاتحب الفتاة التي تدرس تقول ان الجامعات تتلف أخلاق الفتيات .
رقية :حسنا .. عليك ان تساندها فيما ترفض
اندهش جعفر : ولكني لاابغض ذلك ؟
رقية : لسنا في صدد بغض او محبة هنا ياجعفر نريد ان نخرج انفسنا من زواج فاشل انا أصر ع أكمال دراستي وانت وعمتي ترفض ذلك وتتفاقم الامور فيتم فسخ الخطبة وتكون انت حرا ولكن عليك أن تعدني بعدم تكرار هذا الامر ؟
جعفر : ان تم الأمر كما تقولين سأكون ممتنا لك طوال حياتي ولك علي وعدا ما أن ننهي ذلك سأعود لايران مسرعا واكمل دراستي هناك واخطب حبيبتي ولن اعود للعراق مجددا .
رقية رغم وجعها الا أنها أحست ببهجة كنور الشمس حين يتخلخل الغيوم بعد نزول الغيث ..شكرا لك ياجعفر واتمنى ان تصل لما تريد ان شـــاء الله .
وسار كل شيء كما اتفقا وكانا فرحين جدا لانها وصلا لحل ينقذها من غرق التعاسة ونفذ جعفر ماوعد به .. ودخلت رقية كلية التربية لتكمل دراستها وفي دكات الجامعة وجدت قلبآ أحتضنها وملأ قلبها سعادة وتزوجت ورزقت بولد وبنت وكونت أسرة صغيرة أساسها الحب والاحترام والتفاهم ..

أحدث المقالات