23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

قال القاضي، إن الأرض لمصر والسيادة لها عليها، وفي البحر والجو فكل مافي مصر لأهل مصر وحدودكم محمية.     السلطات السعودية قررت على مايبدو أن تضرب مصر من خاصرتها الجنوبية من خلال توطيد العلاقات أكثر مع أثيوبيا، وحتى السودان ردا على قرار مجلس القضاء بعائدية جزيرتي صنافير وتيران لمصر خلافا لما كان متوقعا من تسليمها للسعودية.     النفط العراقي جاهز لتعويض الإمدادات السعودية التي قطعت من مدة إعتراضا على النهج المصري في إدارة أزمات المنطقة في سوريا واليمن والعراق وليبيا، كما أن حكومة بغداد قررت أن تذهب بعيدا في دعم الإقتصاد المصري بشحنات إضافية وبأسعار جيدة مقارنة بالسوق العالمي، ودون أن تدفع مصر تنازلات سياسية، أو تشعر بأنها مدينة للعراق.
    السعودية ستتجه الى أثيوبيا لتدعيم جهود بناء سد النهضة العملاق في سبيل وقف إمدادات المياه عبر النيل، وتقويض جهود تطوير قطاع الزراعة والصناعة والبنى التحتية التي يشكل النيل مصدرا دائما لها، وهذا الضغط السعودي سيستمر ومن علاماته رفع عقوبات واشنطن التي فرضت على الخرطوم بجهود من الرياض مايعني أن نظام الرئيس عمر البشير بدأ ينساق الى السياسة السعودية لأسباب ليست إستراتيجية، بل مرتبطة بالضغوط الداخلية التي يعاني منها، وتحديدا من خصومه السياسيين، وتجنبا لربيع عربي يضرب بلاده.    لم يكن متوقعا من الشعب المصري أقل من هذا، فهو يرفض الخنوع والخضوع، ولطالما دخل في حروب ونزاعات من أجل كرامته، وهو من الشعوب القليلة التي لاتسمح للكرامة أن تصادر، أو تغيب، أو تؤجل، بل تستحق في كل يوم أن تنتفض لأجلها الأمة، وإذا كان شعب كهذا الشعب يرفض الذل وطاعة الظالمين فحري به أن يمنع ذهاب أرضه الى غير أهلها، أو تكون غرضا للمساومة من أي جهة كانت.
    صحيح أن الماء عزيز وشحيح وأن مصر تعيش من خيرات النيل، وأن هناك من يحاول هذا الأيام أن يمارس دورا شريرا بدعم بناء سد النهضة ليكون سلاحا في معركة السياسة، وقد سبق وأن تحركت إسرائيل لتمتين علاقاتها مع أديس أبابا وجمهورية جنوب السودان لإنشاء مشاريع زراعية وصناعية وسدود بغرض تعطيل نهضة مصر، وتقليل نسبة المياه الواصلة الى أراضيها لكن الشعب المصري يعرف كيف يناور ويحاور، ولديه العمق الحضاري الكافي ليواجه به من ولد قبل يومين، أو عقدين من الزمن ليمنعه من أيذائه وسلب كرامته.
    مصر الأبية ستبقى عصية على من يريد وقف الحياة فيها.