هذه لمحة ونبذة وجيزة يسيرة عن مجموعة من المرجعيات النجفية المعاصرة لزمان مرجعية زعيم الحوزات العلمية السيد الخوئي -المتوفى عام ١٤١٣ للهجرة النبوية- والمتأخرة عنه فإليكها في حلة أنيقة رشيقة:
أ/ القديس السيد عبد الأعلى السبزواري
وقد كانت له مرجعية في ظل مرجعية السيد الخوئي وفي عرضها وقد استمرت إلى حين شهادته قدس سره الشريف على يد البعث الصدامي البائد وذلك في شهر صفر المظفر من عام ١٤١٤ للهجرة الشريفة.
ب/ فقيد الحوزة العلمية فيلسوف العصر السيد الشهيد الصدر
وقد تصدى لمقام المرجعية الدينية في حياة أستاذه الإمام الخوئي وكان أهلا لذلك وقام بأعبائها خير قيام وكان من أبرز المؤهلين ليخلف سيد الطائفة الخوئي في منصب المرجعية الدينية العليا إلا أن الأجل قد طلبه ورحل شهيدا إلى رضوان الله عام ١٤٠٠ للهجرة المقدسة حيث قضى نحبه الطاهر هو وأخته السيدة بنت الهدى على يد الحكم الصدامي الآثمة
فقد امتدت إليه وحالت دون انعقاد الآمال وتحققها فحسبنا الله ونعم الوكيل وإلى الله تصير الأمور.
ج/ المحقق الشيخ الميرزا علي الغروي
وقد كان سماحته في طليعة المراجع بعد وفاة الإمام السبزواري إلى أن استشهد في طريق العودة من زيارة سيد الشهداء الحسين (ع) ليلة الجمعة في شهر صفر المظفر من عام ١٤١٩ للهجرة المشرفة على يد النظام الصدامي الغادر.
د/ المقدس السيد علي البهشتي
وكانت للسيد الراحل مرجعية محدودة بعد مدة من رحيل أستاذه الخوئي حيث كان زاهدا في المرجعية وقد طلبته ولم يطلبها وقبلها بعد إصرار المؤمنين عليه وقد وافته المنية عام ١٤٢٤ للهجرة الميمونة طابت أنفاسه.
ه/ صمام الأمان السيد السيستاني دامت بركات وجوده
الأسماء السالفة -سيما سيدنا الشهيد الصدر- مضافا لسيدنا السيستاني دامت ظلاله الوارفة كلها كانت مطمحا وأملا لتخلف السيد الخوئي في القيام بمهمة المرجعية الدينية الجسيمة سنين عددا -فيما لو قُدر لها ذلك-
وكذا تحمل صعابها وقياد أزمتها ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد، وقد تصدى الإمام السيستاني للمرجعية بعد وفاة الأستاذ السيد الخوئي وانتقاله إلى الرفيق الأعلى إلى جوار البارئ الحق تبارك وتعالى، وبعد رحيل الكوكبة المذكورة سابقا اتسعت رقعة مرجعية سيدنا دام بقاه حتى غدا المرجع الأعلى للعالم الإسلامي ولا زال حصنا حصينا لأيتام آل محمد (ع) إلى جانب بقية المراجع العظام وبرفقتهم كالفقيه السيد الحكيم الذي فُجع بفقده العالم الإسلامي بأسره في الخامس والعشرين من محرم لعام ١٤٤٣ من الهجرة المستطابة.
أسأل الله العلي القدير أن يمد ويطيل في عمر سيدنا المعظم وينفع الأمة الإسلامية جمعاء من بحور علمه المبارك ويزيد في عطائه وفيوضاته إنه سميع مجيب
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على حبيبه المصطفى محمد وآله المعصومين المنتجبين.