كانت نبضاتها ترقص فرحا وكأنها ملكت الدنيا بما فيها حينما كان يذكر اسمها بجانب أسمه ..أحبته من غير أن تراه او تعرفه هي سمعت عنه كلمات قليلة من عمتها وأمها ..
جاء موعد الخطوبة وعقد قران رقية ع جعفر وسط فرحة العائلتين وانتهى يوم قرانهم ع خير ..
مرت 4 أيام ولم يأت جعفر لرؤيتها او الحديث معها صار قلقها يصارع قلبها كل يوم وصارت تحدث نفسها :
ربما لم يحبني
ربما لم أعجبه
كلا .. يحتمل ان يكون منشغل في اعدادات الزواج
حسنا .. ربما هو خجل من أن يلتقي بي
بقيت نفسها تتآكل من شدة الظنون ولاتستطيع سؤال أحد عنه لان العادات تفرض ع البنت ان تكون ع خجل وكتمان دائما بأي شيء يتعلق بالحب او الزواج او الرجل ..
مرت 10 أيام ع يوم الخطوبة وكانت قد وصلت حد اليأس من رؤيته حتى طرق الباب عصر يوم الأثنين وحينما فتح والدها الباب لمحت وجه جعفر من انعكاس زجاج الشباك وهو يسلم ع أبيها فلم تكن تعرف ماذا تفعل تسمرت بمكانها شاردة من شدة الفرحة والدهشة حتى استفاقت ع صوت امها وهي تناديها قائلة :
رقية أذهبي وجهزي نفسك لقد أتى جعفر لرؤيتك .
ذهبت مسرعة الى غرفتها استبدلت ملابسها ووضعت بعض الزينه من مكياج واكسسوارات حتى وصلت الى باب الاستقبال سلمت عليه من بعيد وجلست ع مقربة من والدها
الاب : استأذن منك جعفر ولدي لان لدي بعض الاعمال علي أنهاءها .
جعفر : هل تود المساعدة في شيء ياخالي ؟
الأب : لا فقط أنتبه لأبنتي وضعها في عينك .
جعفر : سأفعل ذلك ياخالي .
ذهب الأب وبقيت رقية لوحدها مع جعفر أحست بأنها تشتغل نار من شدة الخجل ولاتعرف كيف وماذا يمكن ان تتحدث معه اذا حدثها ياترى من سيبدأ هي أم هو ؟؟
وتذكرت أيام انقطاعه عنها وكانت تود سؤاله ولكن جدار الخجل لم يحطم بحرف منه فبقيت صامتة حائرة ..
بعد مرور مايقارب عشرون دقيقة نطق هو قائلا :
كيف حالك ؟
بخير وانت ؟
جيد ..
عاد الصمت يخيم من جديد ع حوارها فهو لم ينطق بعد بكلمة وهي تشعر بغصة الحنين الى صوته ..
انتهى اللقاء وانتهت معه آمال رقية في الحصول ع جواب او عتاب وعندما اسدل الليل ستائره السوداء أحتضنت الجميلة رقية وسادتها باكية وهي تشعر بأنها عادت الى وحدتها من جديد وأن السعادة لم تطرق بابها أصلا وكأن كل شيء مجرد حلمآ ..
(يتبع)