يحكى ان بعض حيوانات الغابة في جزيرة ( الواق واق ) اجتمعت ليلا سرا في مكان مظلم من الغابة ، وقررت فيما بينها ان تسقط حكم ملك الغابة ( الأسد ) . وان تسجنه او تنفيه في حال رفضه التنازل عن الحكم .
كان ( الثعلب ) اكثر المتحمسين لاسقاط الحاكم ، فهو المتضرر الأككبر من قراراته التي طالت ( الفاسدين ) من أصحاب الانياب الكبيرة الصفراء . ولهذا أوكلت اليه مهمة القضاء على (الأسد ) ، وهذا ماكان . فقد استطاع هذا الماكر من التحايل على ملك الغابة والايقاع به ، بعد ان اقام له وليمة كبيرة ، دس له فيها المخدر ، ليجد ( الملك ) نفسه في صباح اليوم التالي ( مربوطا ) الى جذع نخلة . حاول الأخير بكل قوته ان يفتح الحبل ، ولكن دون جدوى ،صاح بأعلى صوته طالبا النجدة من أصدقائه ، وأيضا فشل ، فلم يقدم احد على مساعدته ، كان ( الثعلب ) يأتيه بين ساعة وأخرى ليساومه على التخلي عن قراراته وقوانينه ، التي اضرت ب(المفترسين ) او التنازل عن ( كرسي ) الحكم ، ولكن ( الملك ) كان يرفض الانصياع
لهذين المطلبين. في المرة الأخيرة التي قدم فيها ( الثعلب ) الى (الأسد ) حذره وانذره بنفاذ صبره ومن يقف خلفه عليه ، وان اللقاء القادم سيكون حاسما ؟!. كان التهديد واضحا وجليا ، في تلك الاثناء وبينما كان ( الأسد ) يفكر في مشكلته الكبيرة ، مر من امامه ( حمار ) سرعان مااخذ يدور حول النخلة التي ربط فيها ( الأسد ) .قبل ان يتوقف وهو مذهول ومتعجب من ان يصل الامر بملك الغابة الى هذا النحو .
الحمار : – ياسيدي : من فعل هذا بك ؟
الأسد :- انه الثعلب ومن خلفه بعض أصحابه الفاسدين ، وعليك أيها
الحمار الطيب ان تفك وثاقي .
الحمار :- ولكن ياسيدي ، أخاف ان فككت وثاقك ان تأكلني
الأسد :- لك مني كلمة شرف ، ان لااصيبك بسوء .
الحمار :- وماذا ستعطيني مقابل ذلك .
الأسد :- سأعطيك نصف ملكي ، وستكون حاكم لنصف الغابة .
اسرع ( الحمار ) وفك وثاق ( الأسد ) ، عندها تنفس ( الأسد ) الصعداء ،
وأخذ يزئر بأعلى صوته ، عندها خاف الحمار، وندم على مساعدته
ل( الأسد ) ، ولكن الامر لم يطل عليه كثيرا ، فلقد اقترب ملك الغابة منه
وهمس في اذنه :- لقد قررت ان لااعطيك نصف الغابة ؟!
الحمار :- ولكنك ياسيدي وعدتني ، ووعد الحر دين ؟!
الأسد :- ومن قال لك اني سأخلف وعدي لك ، لقد قررت ان أعطيك الغابة
بأكملها ، فلا حاجة لي في غابة يكون ( الربط فيها بيد الثعلب ، والحل بيد الحمار ) ؟؟؟!.