23 ديسمبر، 2024 10:34 ص

حكاية التحالف الوطني كحكاية العابد والكلب

حكاية التحالف الوطني كحكاية العابد والكلب

روى أنه كان في جبل لبنان،رجل من العباد منزويا عن الناس،في غار في ذلك الجبل. وكان يصوم النهار،ويأتيه كل ليلة رغيف يفطر على نصفه،ويتسحر بالنصف الآخر،وكان على ذلك الحال مدة طويلة لا ينزل من ذلك الجبل أصلاً.
فأتفق أن انقطع عنه الرغيف ليلة من الليالي،فاشتد جوعه وقل هجوعه، فصل العشائين،وبات تلك الليلة في أنتظار شيء يدفع به الجوع،فلم يتيسر له شيء. 
وكان في أسفل ذلك الجبل،قرية سكانها نصارى فعندما أصبح العابد نزل إليهم،وأستطعم شيخاً منهم، فأعطاه رغيفين من خبز الشعير، فأخذهما وتوجه الى الجبل. 
وكان في دار ذلك الشيخ كلب جرب مهزول،فلحق العابد ونبح عليه وتعلق بأذياله،فألقى عليه العابد رغيفاً من ذينك الرغيفين ليشتغل به عنه،فأكل الكلب ذلك الرغيف ولحق العابد مرة أخرى. 
وأخذ في النباح والهرير،فألقى إليه العابد الرغيف الآخر،فأكله ولحقه تارة ثالثة،واشتد هريرة،وتشبث بذيل العابد ومزقه،فقال العابد:سبحان الله! إنّي لم أر كلباً أقل حياءً منك،إن صاحبك لم يعطني إلا رغيفين،وقد أخذتهما مني، فبماذا تطلب بهريرك وتمزق ثيابي؟!فأنطق الله تعالى الكلب فقال:لست أنا قليل الحياء،اعلم إني ربيت في دار ذلك النصراني،احرس غنمه وأحفظ داره،وأقنع بما يدفع إلي من خبز أو عظام. 
وربما نسيني فأبقى أياماً لا آكل شيئاً، بل ربما تمضي أيام لا يجد هو لنفسه شيئاً،ولا لي ومع ذلك لم أفارق داره منذ عرفت نفسي،ولا توجهت الى باب غيره،بل كان دأبي أنه إن حصل شيء شكرت والا صبرت.  
واما انت فبانقطاع الرغيف عنك ليلة واحدة،لم يكن عندك صبر ولا كان كان لك تحمل، حتى توجهت من باب رزاق العباد الى باب نصراني،وطويت كشحك عن الحبيب،وصالحت عدوه المريب،فقل أينا أقل حياءً أنا أم أنت؟ فلما سمع العابد ذلك ضرب بيديه على رأسه وخر مغشياً عليه.

حسناً فعل التحالف الوطني،عندما أعاد القيادة السياسية الى آل الحكيم، فهم قطبها ورحاها،وقد أثبت التاريخ والواقع المعاصر،ان آل حكيم-كشهيد المحراب،وعزيز العراق”رضوان الله تعالى عليهما”والسيد عمار-لديهم القدرة،والتمكن في معالجة كافة القضايا السياسية،وحل النزعات والخصومات التي تقع بين الفرقاء السياسيين العراقيين.

على التحالف الوطني أن لا يسلب القيادة السياسية من آل الحكيم، فحين أبعدوها عنهم كانت حكايتهم كحكاية العابد و الكلب.