23 مايو، 2024 8:26 ص
Search
Close this search box.

حكاية أغرب من الخيال – 5 

Facebook
Twitter
LinkedIn

… هون عليك ، فلكل عقدة حل ، والحل بسيط جدا !* تقول بسيط وقد أعيتني الحيلة ؟!
– نعم صديقي كل ما عليك فعله تجاهلها ودعها تفعل ماتريد ، وحين تراك لاتعيرها بالا صدقني فأن كبرياءها سيردعها عن المواصلة ، هذا كل ما في الامر .
* رغم علمي بعدم جدوى هذا الحل لكني أشكرك جدا وأرجو أن يكون الأمر سر بيننا ، حرصا على سمعة البنت ، والخير فيما إختاره الله . شكرا
– أهلا بك صديقي ، ولا عليك كلنا مررنا بنفس الظرف الذي مررت به !!
هاهي عقارب الساعة تشير الى الساعة الثامنة صباحا ، حملت حقيبتي وتوجهت الى قاعة الدرس لإلقاء المحاضرة الأولى ، وحين دخلت وجدت عبارة على اللوحة تقول : { كن واضحا تنجح ، ولا تكن مترددا فتفشل } .. فسألت الطلبة : من كتب هذه العبارة ؟ .. سكت الجميع إلا بنت واحدة رفعت يدها وقالت : أنا ! وهل هناك ما يمنع ؟ .. نعم أبنتي ! فهذا المكان تحديدا هو للمحاضر حصرا وليس لك الحق في كتابة أي شئ إلا حينما يطلب منك ذلك .. هل لك أن تتفضلي هنا ؟ حاضر استاذ . قامت تلك البنت السمراء من مقعدها وتوجهت نحوي وهي تتثنى سحرا وجمالا ووقارا وكأنها رشأ يهفو الى المعالي ، إقتربت وهمست بصوت لم يسمعه غيري ، تحت امرك استاذ ، أأمرني . ماإسمك ؟ غفران ! انت من العاصمة ؟ نعم استاذ ، إعربي هذه العبارة لأعرف مستواك ؟
حملت غفران ( عصا التأشير ) وراحت تعرب إعرابا أدهشني وكأنها إبن منظور في الدقة والتعبير ! .. أحسنتِ غفران ، وهذا ماشفع لك عندي ومنعني من توبيخك امام زملائك الطلبة ، رجائي أن لا تعودي لمثلها ، .. إستاذ .. نعم ، اليوم عيد ميلادي ! ويشرفني ان أدعوك لتزيدنا بهجة وسرورا وتشد من أزري امام عائلتي المكونة من أمي فقط ! .. أحسست إن الأرض مادت من تحتي واصابني الإنهيار وعجزت عن الكلام وحبات العرق أخذت تتقاطر هنا وهناك خجلا تارة ورهبة تارة أخرى .. دكتور ! لم ترد أراك قد ( لخمت ) والعرق أخذ منك مأخذا لاتحسد عليه !!.. نعم ابنتي ، لم توجه لي دعوة خاصة وسط قاعة الدرس .. سأنظر في الأمر ولكن لايمكنني أن أعطيك وعدا بالحضور ، وهنا صاح الطلبة : رجاء استاذ نرجو حضورك ! فالطالبة غفران قد دعتنا ونتشرف بحضورك معنا ! .. لم أجد مفرا من الموافقة على مضض .. عودي الى مقعدك والخير فيما إختاره الله سبحانه – فلنكمل الدرس رجاءً .. بعد إنتهاء المحاضرة توجهت الى غرفة الاساتذة وفي رأسي مليون حكاية وحكاية ؛ فمهما كنت حاذقا لم أتمكن من حل لغز تلك البنت وذلك العشق الذي يحتويها بين طيات الصدر ، ويبقى الدمع يعمل كسفير معتمد في مملكة الحب الصادق ، على الأقل حسبما تراه { غفران } التي هيجت كوامن نفسي وأطلقت لها العنان لتصحو من ذلك السبات . يبدو إنني سخنت من البرودة ! وأنقلبت موازيني رأسا على عقب لدرجة فقدت التمييز بين ما هو غث وسمين فكلاهما أصبحا عندي سواء ! فصار يومي – كل يومي – ثقيل الظل ، جامد النسيم ، مظلم الهواء ، وخم الطلعة عسير القلعة .. أمام حسن تلك البنت الجامحة وكأن المعاني كانت مدفونة حتى أثارتها { غفران } .. هذه البنت الغريبة بكل شئ والتي ذكرتني بأبيات من الشعر قالها أبو نؤاس :
من قاس جدواك يوما …. بالسحب أخطأ مدحكْ
السحب تعطي وتبكي ….. وأنت تعطي وتضحكْ !!
وذلك البيت الشعري الذي يقول : إن السحاب لتستحي إذا نظرت . إلى نداك فقاسته بما فيها
أعود وأقول : ما هو إلا طيش شباب مايلبث أن يزول ، فأن مطية الجهل الشباب !! .. منذ اللحظة فكرت بالهدية ومن أية جنس ستكون ؟ ياقمري الوحيد الذي يطل من شرفة المساء ، ياعطش القوافي ، ياشوق القصيدة في ياء النداء ! ياصرخة الحنين ، يالهفة السنين ، ياشهقة فرحي عند اللقاء .. فليلة القبض على مشاعري بكل جنون وعنفوان .. اليوم سيكون اللقاء .. ليته لن يتم !!
(( للحكاية تتمة ))

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب