هذه المعضلة عن مكانة زعيم صاعد مثل عزمي حكيم اشغل بها استاذ العلوم السياسية طلابه اسبوعا كاملا. حاول الطلاب مناقشة جميع جوانب الموضوع. احدهم ادعى انه لكي تصبح زعيما سياسيا يجب ان يكون اسمك رنانا ، لأن المال لا يصنع الزعيم، يجب ان يكون وراء الزعيم حزبا قويا .. وليس حزبا “متختخا”.. طالب ثالث ادعى ان الزوجة هي التي تصنع الزعيم، بتوفيرها للجو المناسب كي ينشط الزعيم ويتقلد المناصب المرموقة. طالبة ادعت انه يجب ان يكون مثقفا وخبيرا في قضايا السياسة والمجتمع و”قبض الأجور”.. طالبة أخرى قالت انه يجب ان يكون بهي الطلعة، مورد الوجنتين، أقرعا كدلالة على الذكاء، وان يكون ركيك الفكر، خفيف العقل ، اذا صفقوا له يرقص، بدون ذلك لن يصبح زعيما عظيما وحالما برئاسة بلدية.
أستاذ العلوم السياسية سخر من هذه التفسيرات ووصفها بالصبيانية.
تحمس طالب وقال ان السبب باعتقاده هو تمتع الزعيم بجينات خاصة ترفع من شأنه. ضحك المعلم وقال ان أكثرية الزعماء المطلقة أغبياء ..
طالب لم يعجبه قول استاذه فقاطعه: لدينا نموذج وطني لزعيم كبير يعتبر اليوم اهم زعيم للعرب في مدينة الناصرة.. فهو تجرأ بالتطاول على نبيل عودة!!
قال الاستاذ ان هذا الكلام يليق بصفوف ابتدائية وليس بطلاب جامعة.
– اذن ما الجواب؟
سالته طالبة!
– هذا ما اردت ان اسمعه منكم .. ان يكون لكم جواب غير تقليدي.
– تذكرني بجدي الذي يقول ان الزعيم مثل القرقعة على رأس عامود خشب.
– الآن دخلنا في علوم السياسة.. هذا جواب هام .. لكنه ناقص، ونريد ان نسمع تفسيرا عن التشابه بين الزعيم والقرقعة على راس عامود الخشب.
بعد تردد وبسبب تشجيع أستاذها قالت:
– جدي يقول انه من الصعب ان نفهم كيف وصلت القرقعة لقمة عامود الخشب، وحتى من الصعب ان نصدق أعيننا انها على قمة العامود…والأهم لا يمكن ان نتخيل انها وصلت بقواها الذاتية لقمة العامود بدون مساعدة من شخص آخر او مجموعة أشخاص او حزب ينتمي اليه الزعيم الذي صار مثل قرقعة على عامود.. والأهم ان وجود قرقعة على قمة العامود أمر غريب ومستهجن لانها أصلا لا يجب ان تكون فوق… السبب ان القرقعة لن تستطيع ان تقوم بأي عمل مفيد لنفسها او لأبناء جنسها ما دامت على قمة العامود.. ويقول جدي ، بالضبط هذه هي حال الزعماء…القدماء والجدد، السابقون واللاحقون.. حتى لو كانوا من الناصرة لأنهم ليسوا اكثر من قرقعة عاجزة على رأس عامود خشب!!
كارثة سياسية
لاحظ عزمي حكيم أن احد الأشخاص يلاحقه وبيده كاميرا يلتقط بها صوره من جميع الاتجاهات :
– هل تصورني؟
– اجل يا دكتور؟
– هل تظن اني صرت مارلين مونرو .. او جوليا روبرتس؟
– لا يا دكتور .. بل ما زلت عزمي.
– اذن ما الذي يغريك بصورتي.. انظر الى شكلي .. اذا التقيت بشخص في الليل يصاب بنوبة قلبية من الرعب..
– لهذا السبب احتاج الى صورتك … لأضعها كدليل على كوراث السياسة في الناصرة!!
طابع بريدي
بما ان أصبح السيد عزمي شخصية معتبرة بين المثقفين الذين يجرأون على مهاجمة نبيل عودة بلسان السوء، فقد قررت هيئة البريد ان تصدر طابعا خاصا يحمل صورة السيد عزمي بكل ابهته.
سر عزمي جدا لهذا القرار الهام الذي يرفع من قيمة ما يخربشه ، ونشر خبرا مطولا في مزبلته الفيسبوكية.
لكن المشكلة بدأت بعد إصدار الطابع البريدي.
اشتكى الجمهور انه من المستحيل الصاق الطابع الذي يحمل صورة عزمي على المغلفات، كان دائما يتحرر مما يضطرهم لشراء طابع بريدي آخر.. بدون صورة عزمي، فيلتصق بدون نشفان ريق الزبائن.
أيضا موظفي البريد لم يعرفوا سبب عدم التصاق الطابع البريد الذي يحمل صورة عزمي على المغلفات . اشتكوا للإدارة التي شكلت لجنة وزارية لفحص الموضوع.
بعد الاستقسار والتحقيق تبين ان الناس يبصقون على جهة الصورة وليس على قفاها. لذلك لا يلتصق الطابع على المغلفات!!
طلب عاجل من السماء
الوقت مفهوم نسبي. احتل حيزا كبيرا في التفكير الفلسفي، لكن التفكير الجبهوي في مدينة الناصرة الذي وجد أبعاده بشخصيات كاريكاتورية منها على سبيل المثال وليس الحصر عزمي حكيم جعل الوقت بلا معنى، ما لم ينفذ اليوم ينفذ بعد أسبوع.. بعد أسبوعين… الحكيم يقول ما الفرق بين الأسبوع والأسبوعين؟ الفرق اختلاف في الرقم وهذا ليس نهاية العالم… حتى لو صار ما وجب تنفيذه غير ضروري إطلاقا.. فات وقته.. هل تصبح الدنيا غير الدنيا؟ العجلة من الشيطان، والوقت اخترعه الكفار.. أمثال نبيل عودة وصحبه .. بل وأستوردوا ساعات سويسرية توضع باليد..ليعرفوا انقضاء وقتهم في البلدية …نهايتهم مضمونة حسب “قانون نفي النقي” كما شرحه ماركس وأزلامه المعاصرون، بمعنى ان من نفانا سننفيه لاحقا..والاطمئنان يملأ قلب الحكيم !!
اذن ما هو الوقت ، وكيف نفهم نسبيته؟ هذا ما حدث مع صاحبنا عزمي حكيم…الذي صلي لربه ان يسمع شكواه: لدي اسئلة تثقل على قلبي يا الهي؟
الله:ما هو سؤالك؟
الحكيم : أليس المليون دولار بالنسبة لك هم سنت واحد فقط؟
الله: هذا صحيح.
الحكيم: هل صحيح انه بالنسبة لك المليون سنة هي ثانية واحدة أيضا؟
الله: هذا صحيح أيضا.
الحكيم: أليس صحيحا أيضا ان لا شيء يتحرك في عالمنا الا بقدرتك وإرادتك ؟
الله: تماما يا عزمي .. هذا صحيح.. رغم انك وصحبك لا تعترفون بقدرتي وإرادتي .
الحكيم: سنرتد عن غينا اذا خلصتنا من علي سلام واعدت لنا بلديتنا.
الله: هذا يستغرق ثانية واحدة فقط…هل ستنتظر؟
– أجل .. أجل .. يا للسعادة!!
فتح عينيه وتثاءب…. قام وهو يشعر بالسعادة تملأ قلبه. ثانية ويتغير الكابوس الذي اسمه علي سلام..
لكن ما زال الحكيم وصحبه ينتظرون انقضاء الثانية الإلهية .. مليون سنة فقط!!
ثلاثية: الملك، الفلاح وعزمي
رغب أحد الملوك العظام الخروج للصيد.وهي عادة يمارسها مرات كثيرة في السنة.وبما اننا في فصل الشتاء فقد استدعى خبير الأرصاد الجوية ليعرف حالة الطقس. قال له الخبير ان الطقس سيكون غائما جزئيا ولا يتوقع هطول امطار اليوم او في الأيام القريبة القادمة.
بناء على ذلك خرج الملك مع قافلة كبيرة للصيد.
التقى في الطريق مع فلاح عائد من حقله، قال للملك:
– يا جلالة الملك.. خذ حذرك.. ستمطر السماء بعد قليل مطرا شديدا.
– كيف ذلك؟ وهل تفهم اكثر من خبير الأرصاد الجوية المتعلم في اوروبا؟
– المعذرة مولاي، لكن لي صديق لا يخطئ في معرفة الأحوال الجوية.
واصلت القافلة الملكية تحركها وما هي الا اقل من نصف ساعة واذا ابواب السماء تنفتح بمطر غزير اغرق الملك وقافلته بالمياه.
عاد الملك الى قصره غاضبا وأمر باعدام رجل الأرصاد الجوية، وارسل جنديان لاحضار ذلك الفلاح. قال له الملك:
– قررت ان اعينك في منصب خبير الأرصاد الجوية.
– يا مولاي انا لست خبيرا، انما هناك صديق لي يدعى عزمي، قدم له بطاقة مكتوب عليها اسم نبيل عودة فاذا غضب وخرج الزبد من فمه فهذا يعني ان الطقس سيكون باردا، اذا تكلم ونطق ولو بحرف ستكون هناك هزة أرضية… فاجعلوا فمه مغلق دائما.!!
– وكيف سنعرف ان الجو سيكون ماطرا؟
– هذا ما اود تأكيده يا جلالة الملك.. اذا بدأ يهتف ويسحج مطالبا بسقوط علي سلام فهذا يعني انه سيكون يوما ماطرا!!
[email protected]