الحكاية الأولى: ماضي
يُحكى أنَّ إعرابيةً وجدت في الباديةِ جرو ذئبٍ صغيرٍ قد ولد للتو، فحنّت عليهِ وأخذتهُ وربتهُ… كانت تطعمهُ من حليبِ شاةٍ عندها، فكانت الشاةُ بمثابة الأم لذلك الجرو، وبعد مرور الوقت، كَبُرَ الجرو حتى صار ذئباً…
ذاتَ يومٍ عادت الإعرابيةُ إلى بيتها، فوجدت الذئب قد هجم على الشاة وأكلها؛ حزنت الإعرابية على شاتها، وغضبت من صنيعة الذئب، الذي لم ينفع فيه التطبع، وغلب عليه الطبع في الفطرة، فأنشدت بحزنٍ وقالت:
أكلتَ شويهتي وفجعتَ قلبي وأنتَ لشاتنا ولدٌ ربيـــــــــبُ
غُذيتَ بدرَّها، ربيتَ فيــــــــــــنا فمَنْ أنباكَ أنَّ أباكَ ذيبُ؟!
إذا كان الطباعُ طباعَ ســوءٍ فلا أدبٌ يفيدُ ولا حليــــــــبُ
الحكاية الثانية: حاضر
الوطن العربي يغلي فوق فوهة بركانٍ عظيم، في العراق وسوريا واليمن وليبيا والبحرين ومصر، وباقي الدول، والجميع يعرف أن مَنْ وَضعنا فوق فوهة هذا البركان، هي مجموعة من الأفكار الدينية والمذهبية المتطرفة الخطيرة؛ مع ذلك تجد أحدهم يَجلس في الخلف، أخر الصف، غامضاً عيناً وفاتحاً الاخرى، فاغراً فاههُ، يكادُ الذبابُ يَدخلُ فيها، فإن تكلم قال: ماذا سنستفيد من الكلام في مناقشة وتفتيت هذه الأفكار، التي تقولون عنها(خاطئة)!؟
طبعاً له حقُ الإجابةِ علينا: سنأخذُ خازوقاً يا هذا، لو جلسنا معك وسط الذباب، والأفكار المقرفة، من دون مناقشة الأفكار الخاطئةِ وتفكيكها، وأنتَ ستكونُ أول مَنْ يَجلس على ذلك الخازوق… أفهمت؟
حتى نقضي على الأرهاب، يجب هدم الحائط الذي يتكأ عليه(الأفكار الخاطئة والتمويل)، وهذا يحتاج إلى وعي الشعوب، وضغطها على حكوماتها، لتتعامل بوطنية دون تمييز بين أفراد شعوبها.
الحكاية الثالثة: المستقبل
وضعتْ بعض الشخصيات السياسية الحجر الأساس لبناء مستقبل جيد لشعوبها، من خلال تجربتها كأحزاب أو كُتل سياسية، من خلال برامج متطورة تواكب العصر وتمضي نحو المستقبل، وفق حلول مدروسة وعملية، لكنها تعرضت لهجومٍ إعلاميٍ شرسٍ، خارجيٍ مُنظمٍ بذيئ، يستغفل البسطاء والرعاع من الناس، فهو لا يُناقش الأمور وفق دلائل منطقية، وإنما يأخذ جانب السخرية والعبث…
هذا ما حصل مع السيدين الجليلين العراقيين الوطنيين(الحكيم والصدر)، فما إن قام الحكيم بإعلان تشكيل تياره الجديد، وذهاب الصدر للمملكة العربية السعودية، حتى بدأ هذا الأعلام بشن هجومهِ الواسع، السخيف والبذيئ، على هاتين الشخصيتين، دون مناقشة رؤاهما أو برامجهما!
بقي شئ…
إلى مَنْ يستمعون إلى هذا الإعلام السخيف، أقول: لا تكونوا كقوم فرعون﴿وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى[طه:79]﴾…