باختصار شديد..
1ـ نوري السعيد رئيس وزراء العراق: كان يأتي كل صباح يوم الاثنين من كل أسبوع الى ساحة الملكة عالية (ساحة التحرير حالياً) ليوقف سيارته الشوفرليت ذات اللون الأسود.. رقمها (20 بغداد).. ليحضر الاجتماع الأسبوعي لمجلس الأعمار.. وكنتُ (أنا) طالباً في ثانوية الملك غازي (النضال حالياً) في منطقة ألسنك.. وأشاهدهُ.. وأعرفه جيداً لأن ابنه صباح صديق والدي.. المهم لا مرافق ولا حماية معه..
ـ أما الحماية في بيته فهم 15شرطياً.. مقسمين على ثلاثة وجبات.. أي الحماية دائماً خمسة شرطة ببنادقهم الاعتيادية..
2ـ الملك فيصل الثاني: كان يذهب الى مقر عمله.. ويجلس في صدر السيارة مرافق واحد معه..
ـ أما مرافقي الملك وحمايته فقد انتقلت الى الأمير عبد الإله باعتباره الوصي على العرش.. ولما انتقلت الملكية لفيصل الثاني دستورياً في 2 أيار 1953.. بقيت الحماية عند عبد الإله.. والملك بلا حماية..
ـ خلال تجواله في شوارع بغداد للتنزه.. كان الملك فيصل مراراً يسوق سيارته بنفسه.. ولا يوجد أية مرافق معه أو حماية له..
3ـ ونقرأ إن الملك غازي عندما اصطدمت سيارته قرب قصر الرحاب كان وحده.. كأي يوم آخر بلا مرافقين ولا حمايات.. وخلال تلك الحادثة كان معه خادمه عبد فقط.. وبعد التدقيق في المعلومات التاريخية.. تأكد إن الملك غازي أربعة ضباط مرافقين له يتناوبون على مرافقته.. ولا حماية له..
4ـ أما مرافقو الملك فيصل الأول وحمايته.. فكانوا من ضباط الجيش.. ولم يزيدوا عن أربعة في كل الأحوال.. وهم: صبيح نجيب.. توفيق الدملوجي.. شاكر محمود.. وتحسين قدري..
5ـ نجيب الربيعي رئيس مجلس السيادة في العهد الجمهوري الأول (وهو منصب بدرجة رئيس الجمهورية).. كان له مرافق واحد هو عبد الله ألحديثي.. ولا حماية.. لا معه ولا في بيته..
6ـ عبد الكريم قاسم كان تجواله المستمر في بغداد أو المحافظات بلا حماية معه.. فقط أحد مرافقيه كسكرتير له..من ثلاثة ضباط مرافقين هم: وصفي طاه.. وقاسم ألجنابي.. وحافظ علوان.. يتناوبون على مرافقته كل يوم واحد.. وبعد فشل محاولة اغتياله في 7 / 10 / 1959.. رافقته سيارة حماية عسكرية جيب.. فيها خمسة جنود مسلحين برشاشات بور سعيد تسير خلفه..
7ـ احمد صالح ألعبدي.. الحاكم العسكري العام.. حماية واحد يرافقه في نفس سيارته..
8ـ عبد السلام محمد عارف سواء في بداية ثورة 14 تموز 1958.. أو عندما أصبح رئيساً للجمهورية.. لم يكن له سوى مرافق واحد.. ثم سيارة حماية بأربعة حراس..
9ـ الرئيس عبد الرحمن عارف.. كانت حمايته مرافقين أثنين.. وسكرتير واحد.. وهم: العميد فاضل محمد علي.. والملازم الأول رشيد المهداوي.. مرافقين.. والمقدم الركن عبد الرزاق ألعبيدي.. سكرتير رئيس الجمهورية..
10ـ احمد حسن البكر.. كان له مرافق واحد.. وكانت حمايته متواضعة جداً.. سيارة واحدة تسير خلفه..
11ـ صدام حسين.. لم يزد موكب مرافقيه وحمايته في بغداد.. بين سيارتين الى خمسة سيارات.. لكن بعد محاولة اغتياله في أوائل تموز 1982 في مدينة بلد.. تضخمت حمايته..
ـ الحالات الاستثنائية كانت خلال زيارات صدام لجبهات القتال في الحرب مع إيران.. وقالها صدام من على شاشات التلفزيون .. حيث كان في منطقة الشوش مع عدنان خير الله وزير الدفاع.. وحوصر بوحده بعد هجوم إيراني كبير مباغت.. حتى انه استعمل بندقية جندي قتل الى جواره.. الى أن جاءته نجدة من الجيش العراقي خلصته.. وهذه الحالة لا تستعمل بالمدن ولا في بغداد .. فتقرر تهيئة فوج حماية له خلال زيارته لجبهات القتال خلال الحرب العراقية الإيرانية فقط..
لكن في كل الأحوال لا تساوي فوجين من حماية رئيس الجمهورية السابق جلال الطالباني.. أو رئيس مجلس الوزراء السابق نوري المالكي.. حماية في قلب بغداد.. بلا ظروف حرب.. عملهم يأكلون وينامون ويعتدون على المواطنين..حتى خفضها الى نصف حيدر ألعبادي العام 2015 بإصلاحاته الى النصف.. لكنها ما زالت أضعاف الحد المعقول..
12ـ رؤساؤنا.. ووزراؤنا.. ونوابنا.. ووكلاء وزاراتنا في عراق اليوم (الديمقراطيون.. والإسلاميون.. والعلمانيون).. اشجالكم..
ـ مكاتب بالهبل.. مدراء مكاتب.. وسكرتاريين بالعشرات.. حمايات لا يصدقها العقل بعد التخفيض.. فكيف كانت قبل التخفيض؟؟ صدام مسواها.. مواكب سيارات لا حصر لها.. مئات السيارات.. والحمايات.. قطع الشوارع.. السير بعكس الاتجاه.. وأديهم على قلوبهم.. شنو هي موتة.. لو موتين ؟..
ـ وفضح لنا استجواب وزير المالية هوشيار زيباري في مجلس النواب.. إن عدد أفراد حمايته يتجاوز ال600 واحد.. وكلهم من إقليم كردستان.. يذهبون الى بيتوهم.. ويرجعون لبغداد بطائرة خاصة..
ـ وكل هذه الحمايات.. والسيارات.. والسكن.. وامتيازاتها على حساب عيشة ولد الخايبة..
بقيً أن أقص حادثتين لكم أيها المسؤولون.. والنواب.. ورؤساء الكتل السياسية.. لعلنا نتعظ:
ـ الحادثة الأولى :
في عصر احد الأيام من العام 1967رغبً الرئيس عبد الرحمن محمد عارف أن يخرج بالسيارة للتجول في بغداد.. وبالفعل خرج وهو يقود السيارة.. والى جانبه نجله قيس.. لكن الرئيس لاحظ من مرآة السيارة أن خلفه سيارتين حماية مدنيين طبعاً.. وفي كل سيارة: السائق.. وشخصين معه واحد جنب السائق بالإمام.. والآخر يجلس في الخلف.. أي مجموعهم الكلي ستة أشخاص مع سائقي السيارة.. أربعة حماية رئيس الجمهورية..
كما لاحظ الرئيس عارف أيضاً.. خلفه سيارة نجده سوداء.. فيها السائق.. وشخصين أيضاً.. وكان واجب سيارة النجدة.. هو إعطاء نداء في الجهاز الى سيطرات النجدة: إن الرئيس الآن في الشارع الفلاني.. أو المنطقة الفلاني.. وهكذا..
حينما لاحظ الرئيس إن خلفه ثلاث سيارات.. توقف وأشر بيده الى الذي السيارة خلفه.. جاء الشخص الحماية.. يركض وقال: نعم سيدي..
قال له الرئيس عارف.. ابني.. شدعوه ثلاث سيارات خلفي.. وين إحنا رايحين.. أنحارب؟؟.. بعدين.. الناس شي يكولون علينا… رئيس ألجمهوريه خلفه ثلاث سيارات… ابني الله الحافظ.. ارجعوا.. تبقى سيارة واحده.. خلفي فقط.. ثم عادت السيارات الأخرى..
(مسؤولينا .. يقول الرئيس عبد الرحمن عارف: (شدعوه ثلاث سيارات خلفي.. وين إحنا رايحين.. أنحارب؟؟.. بعدين.. الناس شي يكولون علينا)… أفتهمتوا !!!!!!!!!!!!!!!
ـ الحادثة الثانية:
نأتيها من نهايتها.. عندما دخل المتظاهرون المنطقة الخضراء.. أيها المسؤولون: هل حمايتكم أنقذتكم ؟.. ابدأً.. الله وجه المتظاهرين ليفرغوا غضبهم بقنفة مجلس النواب.. ادعوا للقنفة .. يا…….. ……. ……
مسؤولينا.. خذوا الدرس جيداً.. ولا تسرقوا أموال الفقراء بامتيازاتكم .. وحمايتكم.. وسيارات ووووووووووو .. شي يكولون عليكم الناس .. عيب