23 ديسمبر، 2024 8:49 ص

حقيقة موقف القرآن من المرأة 5/41

حقيقة موقف القرآن من المرأة 5/41

نواصل سرد الآيات التي فيها معنى المساواة بين المرأة والرجل.
«وَيا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجنَّةَ فَكُلا مِن حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ. فَوَسوَسَ لَهُمَا الشَّيطانُ لِيُبدِيَ لَهُما ما وورِيَ عَنهُما مِن سَوءاتِهِما وَقالَ ما نَهاكُما رَبُّكُما عَن هذه الشَّجَرَةِ إِلّا أَن تَكونا مَلَكَينِ أَو تَكونا مِنَ الخالِدينَ. وَقاسَمَهُما إِنّي لَكُما لَمِنَ النّاصِحينَ، فَدَلاَّهُما بِغُرورٍ، فَلَمّا ذاقَا الشَّجَرَةَ بَدَت لَهُما سَوءاتُهُما، وَطَفِقا يَخصِفانِ عَلَيهِما مِن وَّرَقِ الجنَّةِ، وَناداهُما رَبُّهُما أَلَم أَنهَكُما عَن تِلكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُما إِنَّ الشَّيطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُّبينٌ. قالا رَبَّنا ظَلَمنا أَنفُسَنا، وَإِن لَّم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَكونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ. قالَ اهبِطوا بَعضُكُم لِبَعضٍ عَدُوٌّ وَّلَكُم فِي الأَرضِ مُستَقَرٌّ وَّمَتاعٌ إِلى حينٍ. قالَ فيها تَحيَونَ وَفيها تَموتونَ وَمِنها تُخرَجونَ. يا بَني آدَمَ لاَ يَفتِنَنَّكُمُ الشَّيطانُ كَما أَخرَجَ أَبَوَيكُم مِّنَ الجنَّةِ يَنزِعُ عَنهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوءاتِهِما، إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لاَ تَرَونَهُم، إِنّا جَعَلنَا الشَّياطينَ أَولِياءَ لِلَّذينَ لا يُؤمِنونَ.» (7 الأعراف 19 – 27)

هنا يجري الكلام عن آدم وحواء على نحو المساواة التي تكاد تكون تامة، إلا في مفردتين، كون إن بداية الخطاب متوجهة إلى آدم، بينما تخاطب حواء من خلاله وليس بشكل مباشر، ولكن تجري المخاطبة في كل ما بعد هذه البداية للاثنين على حد سواء، يُنصَحان على حد سواء، ويُؤمَران ويُنهَيان على حد سواء، ويُحذَّران من إبليس على حد سواء، ويُعاتَبان ويُعاقَبان على حد سواء، ثم تأتي مفردة ثانية يتميز بها آدم على حواء، بقول «يا بَني آدَمَ»، وإذا قيل إن العرف السائد هو نسبة البنات والأبناء إلى آبائهم، نقول إن القرآن قد ألغى الكثير من الأعراف، ولذا لو كان حريصا على تثبيت مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة لكان بالإمكان القول «يا بَني آدَمَ وَحَوّاءَ»، وربما يكررها في مكان آخر بقول «يا بَني حَوّاءَ وَآدَمَ»، وفي موقع ثالث «يا بَناتِ وَأَبناءَ حَوّاءَ وَآدَمَ»، أو «يا أَبناءَ وَبَناتِ آدَمَ وَحَوّاءَ»، بدلا من الاقتصار على مصطلح «بَني آدَم». ثم إن اسم حواء لم يرد أصلا في القرآن أبدا، بل الكلام يجري دائما عن «آدم وزوجه».

«المُنافِقونَ والمُنافِقاتُ بَعضُهُم مِّن بَعضٍ يَّأمُرونَ بِالمُنكَرِ وَيَنهَونَ عَنِ المَعروفِ وَيَقبِضونَ أَيدِيَهُم، نَسُوا اللهَ فَنَسيهُم؛ إِنَّ المُنافِقينَ هُمُ الفاسِقونَ. وَعَدَ اللهُ المُنافِقينَ وَالمُنافِقاتِ وَالكُفّارَ نارَ جَهَنَّمَ خالِدينَ فيها، هِيَ حَسبُهُم وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُم عَذابٌ مُّقيمٌ.» (9 التوبة 67 – 68)

وهنا يرد ذكر متكافئ للذكور والإناث بصفاتهم السلبية كـ«منافقين» و«منافقات»، ويتساوون في خلودهم في نار جهنم وصب الله عليهم لعنته على حد سواء.

«وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَّأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللهَ وَرَسولَهُ، أُولائِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللهُ، إِنَّ اللهَ عَزيزٌ حَكيمٌ. وَعَدَ اللهُ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ وَرِضوانٌ مِّنَ اللهِ أَكبَرُ، ذالِكَ هُوَ الفَوزُ العَظيمُ.» (9 التوبة 71 – 72)

وهنا يرد ذكر متكافئ مرة أخرى للذكور والإناث بصفاتهم الإيجابية هذه المرة كـ«مؤمنين» و«مؤمنات» ويتساوون في خلودهم في الجنة وما فيها من نعيم، ولاحقا سنرى تخصيصا للرجال.