23 ديسمبر، 2024 3:56 ص

حقيقة موقف القرآن من المرأة 41/41

حقيقة موقف القرآن من المرأة 41/41

نصوص استنكار نسبة الإناث إلى الله
وأختم هذا البحث بذكر النصوص القرآنية التي تشير إلى أن الله يستنكف أن تنسب إليه الإناث، أو هكذا توحي هذه النصوص، تعالى الله عن ذلك، فلنتأملها سوية:

«أَفَأَصفاكُم رَبُّكُم بِالبَنينَ وَاتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِناثًا، إِنَّكُم لَتَقولونَ قَولًا عَظيمًا.» (17 الإسراء 40)

«فَاستَفتِهِم أَلِرَبِّكَ البَناتُ وَلَهُمُ البَنونَ، أَم خَلَقنَا المَلائِكَةَ إِناثًا وَّهُم شاهِدونَ، أَلا إِنَّهُم مِّن إِفكِهِم لَيَقولونَ وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُم لَكاذِبونَ، أَصطَفَى البَناتِ على البَنينَ، ما لَكُم كَيفَ تَحكُمونَ، أَفَلا تَذَكَّرونَ.» (37 الصافات 149 – 155)

«أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَّأَصفاكُم بِالبَنينَ، وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحمانِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَّهُوَ كَظيمٌ، أَوَمَن يُّنَشَّأُ فِي الحليَةِ وَهُوَ فِي الخصامِ غَيرُ مُبينٍ، وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذينَ هُم عِبادُ الرَّحمانِ إِناثًا، أَشَهِدوا خَلقَهُم، سَتُكتَبُ شَهادَتُهُم وَيُسأَلونَ.» (43 الزخرف 16 – 19)

«أَم لَهُ البَناتُ وَلَكُمُ البَنونَ.» (52 الطور 39)

«أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثى، تِلكَ إِذًا قِسمَةٌ ضيزَى.» (53 النجم 21 – 22)

إذا كانت هذه النصوص لا تشير إلى استنكاف الله من نسبة الإناث إليه، لأنها «قسمة ضيزى»، ولأن المرأة هي «مَن يُّنَشَّأُ فِي الحليَةِ وَهُوَ فِي الخصامِ غَيرُ مُبينٍ» من حيث إن القرآن إنما يتكلم فقط بالعقلية التي كان يفكر بها عرب الجزيرة يومئذ، دون أن يتبنى هو هذه المعايير، فكان يفترض بكلام الله أن يصحح ما توحي إليه هذه النصوص، ويؤكد عدم صحة معايير العرب بتفضيل المرأة على الرجل عند الله. ثم لماذا خلق الملائكة من الذكور فقط؟ وسؤال آخر، ألا يمكن تصحيح دعوى أن الملائكة من الإناث بلغة لا توحي بالاستنكاف، ولا توحي بأفضلية الذكور على الإناث؟ إذن القرآن مكتوب بعقلية مؤلفه، ويستحيل ويمتنع إلى أقصى مدى الاستحالة والامتناع أن يكون كلام الله، تعالى عن ذلك علوا عظيما.

أتصور إن ما مرّ وضح بشكل وافٍ وكافٍ ومبينٍ وجليٍّ أن صورة الإنسان، بحسب القرآن تقوم على أساس (أصالة الذكورة)، وأن الله القرآني ذكوري بامتياز، بينما الله المتنزه، يتعالى عُلوّا كبيرا، ويتنزّه تنزّها مترفعا، عن التحيّز للذكور أو للإناث، ناهيك عن الاتصاف بالذكورة أو الأنوثة.

انتهيت من كتابة هذا البحث بتوفيق الله جل وعلا في 10/10/2012 في هامبُرڠ

الرجال والنساء المذكورون في القرآن

رأيت وأنا أراجع الكتاب قبل دفعه للناشر أن أدرج هذه الإضافة اللاحقة. إذ رأيت أن أقوم بمسح لجميع الأشخاص المذكورين في القرآن، سواء من الرجال، أو من النساء، من الممدوحين، أو من المذمومين، من المذكورين بأسمائهم، أو من المذكورين بأوصافهم أو نسبتهم إلى غيرهم من الأشخاص. فوجدت أن هناك خمسة وسبعين شخصا ذكروا في القرآن. خمسة وخمسون منهم من الرجال، وعشرون من النساء. من الرجال ذكر أربعون بأسمائهم أي بنسبة 80% من مجموع الرجال (53,333% من مجموع الأشخاص المذكورين في القرآن). أما من النساء، فلم تذكر باسمها إلا واحدة، واحدة فقط، واحدة فقط لا غير، ألا هي مريم، أي بنسبة 5% من مجموع النساء (1,333% من مجموع الأشخاص المذكورين في القرآن). أترك هذه المحصلة لتأمل القارئ.

08/11/2014 في هامبُرڠ