الرجال هم المعنيون بمصطلح «الناس» وما يشبهه
ليس تقولا أو افتراءً، أعاذني الله، ولا سوء فهم أو عدم معرفة بعربية القرآن، بل وجدت أن الكثير من نصوص القرآن عندما تتحدث عن مجموعة من الأشخاص، سواء بعنوان «الناس» أو «القوم» أو «الذين آمنوا»، فيما هو الجمع، أو «المرء»، أو «النفس»، أو «الإنسان» فيما هو الإفراد، وجدت أن المعني بالمجموعة الأولى (الرجال) جمعا، وفي الثانية (الرجل) إفرادا. فلننظر إلى هذه المجموعة التي اخترتها من نصوص القرآن الدالّة على دعواي هذه.
«زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالبَنينَ وَالقَناطيرِ المُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَالخيلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنعامِ وَالحرثِ ذالِكَ مَتاعُ الحياةِ الدُّنيا وَاللهُ عِندَهُ حُسنُ المَآبِ.» (3 آل عمران 14)
«زُيِّنَ لِلنّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ»، وكأن النساء لسنَ جزءً من مفهوم «الناس». ثم هل يليق بالنساء والبنين أن يُذكَرن ويُذكَروا كمصاديق لـ«الشهوات» و(الزينة)، حالهن وحالهم حال «الذَّهَبِ وَالفِضَّةِ»، وحالهن وحالهم حال «الخيلِ المُسَوَّمَةِ وَالأَنعامِ»، وحالهن وحالهم حال «الحرثِ»؟ سيقال إن القرآن يتحدث هنا بعقلية عرب الجزيرة آنذاك. لكن أين القرينة على هذه الدعوى؟ ثم أليس القرآن – بحسب عقيدة المسلمين – صالحا لكل زمان ومكان، كونه كلام الله؟ إذن هي تعبر عن طريقة تفكير واضع هذه النصوص، وهو ابن ذلك المجتمع، علاوة على أن له كما يبدو مشكلة مع النساء.
«يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِّن نَّفسٍ وّاحِدَةٍ وَّخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالاً كَثيرًا وَّنِساءً، وَاتَّقُوا اللهَ الَّذي [تَـ]تَساءلونَ بِهِ وَالأَرحامَ؛ إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا.» (4 النساء 1)
حتى في مفهوم (النفس) البشرية نجد الأصالة للذكورة، ثم «خَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالاً كَثيرًا وَّنِساءً». أذكر مرة أخرى بمعنى مفهوم الزوج قرآنيا، ألا هو على الأعم الأغلب الزوجة الأنثى. إذن «الناس» هنا تعني مرة ثانية (الرجال)، خاصة وإننا نعلم إن الإنسان الأول حسب الأديان الإبراهيمية هو الرجل: آدم.
«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَقرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنتُم سُكارى حَتّى تَعلَموا ما تَقولونَ، وَلا جُنُبًا إِلّا عابِري سَبيلٍ حَتّى تَغتَسِلوا، وَإِن كُنتُم مَّرضى أَو على سَفَرٍ أَو جاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الغَائِطِ أَو لامَستُمُ النِّساءَ، فَلَم تَجِدوا ماءً، فَتَيَمَّموا صَعيدًا طَيِّبًا فَامسَحوا بِوُجوهِكُم وَأَيديكُم، إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفورًا.» (4 النساء 43)
مررنا على هذه الآية، لكن أعيدها في سياق التنبيه إلى أن مفهوم «الَّذينَ آمَنوا» مختَصّ بالرجال، ودليله هنا «أَو لامَستُمُ النِّساءَ»، ولو كان مفهوم «الَّذينَ آمَنوا» يشمل الرجال والنساء لقيل «أَو لامَسَ الرِّجالُ مِنكُمُ النِّساءَ، أو النساءُ الرِّجالَ …»، أو بأي صياغة تدل على ذلك.