23 ديسمبر، 2024 4:04 ص

حقيقة موقف القرآن من المرأة 24/41

حقيقة موقف القرآن من المرأة 24/41

ومن أجل توخي الموضوعية والإنصاف أقول، لا يبعد أن يكون فهمي هو الصحيح يوم كنت داعية إسلاميا، وأمارس تقديم المحاضرات الدينية، التي لم تخلُ من ثمة تفسير للقرآن، بطريقة التفسير الاستيحائي، الذي وجدت أحد كبار المفسرين [محمد حسين فضل الله] يعتمده في تفسير (من وحي القرآن)، ألا هو إن خطاب «خَلَقَ لَكُم مِّن أَنفُسِكُم» موجه هنا إلى الناس ذكورا وإناثا، وأن الله خلق لنا من أنفسنا، من ذكورنا وإناثنا، «أَزواجًا» من الإناث لذكورنا، ومن الذكور «أَزواجًا» لإناثنا، ليسكن الزوج إلى زوجته (أو زوجه بلغة القرآن)، وتسكن الزوجة إلى زوجها (أو بعلها أحيانا بلغة القرآن)، وجعل بينهما «مَوَدَّةً وَّرَحمَةً». لكن الأرجح في تفسير هذه الآية وغيرها، هو إن مصطلح (الزوج) يعني الزوجة، وجمعها (الأزواج)، يعني الزوجات. نعم لو كان هذا النص وحده الذي نستدل به على تبعية المرأة للرجل في أدب القرآن، لقلنا إنه دليل ضعيف، لأنه لا يرقى إلى ما فوق الاحتمال والظن، ولكننا قد اطلّعنا على كل هذا الكمّ من الآيات والنصوص القرآنية، التي تفضل الرجل على المرأة، وتمنحه من الصلاحيات، ما لم تمنحه لها، وتجعله هو الأصل، والمرأة تابعة ملحقة به.