22 ديسمبر، 2024 8:57 م

حقيقة موقف القرآن من المرأة 19/41

حقيقة موقف القرآن من المرأة 19/41

«اللهُ نورُ السَّماواتِ وَالأَرضِ، مَثَلُ نورِهِ كَمِشكاةٍ فيها مِصباحٌ، المِصباحُ في زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوكَبٌ دُرّيٌّ يّوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبارَكَةٍ زَيتونِةٍ لّا شَرقيةٍ وَّلا غَربيةٍ، يَّكادُ زَيتُها يُضيءُ وَلَو لَم تَمسَسهُ نارٌ، نّورٌ على نورٍ، يَّهدي اللهُ لِنورِهِ مَن يَّشاءُ، وَيَضرِبُ اللهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ، وَاللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ، في بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ، يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالغُدُوِّ وَالآصالِ رِجالٌ لّا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَّلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ، يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ والأَبصارُ، لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أَحسَنَ ما عَمِلوا وَيَزيدَهُم مِّن فَضلِهِ، وَاللهُ يَرزُقُ مَن يَّشاءُ بِغَيرِ حِسابٍ.» (24 النور 35 – 38)

هنا أيضا نجد هناك «رِجالٌ»، وهم أولئك الذين هم «في بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ»، وهم، أي هؤلاء الرجال، الذين «يُسَبِّحُـ[ونَ] لَهُ فيها بِالغُدُوِّ وَالآصالِ»، وهم الذين « لا تُلهيهِم تِجارَةٌ وَّلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ»، وهم الذين «يَخافونَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ والأَبصارُ»، وبالتالي فهم المعنيون بقول «لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أَحسَنَ ما عَمِلوا وَيَزيدَهُم مِّن فَضلِهِ». أين هنا من كل ذلك النساء المؤمنات الصالحات اللاتي (يُسَبِّحنَ للهِ بِالغُدُوِّ وَالآصالِ، ولا تُلهيهِنَّ تِجارَةٌ وَّلا بَيعٌ [أو أي شيء مما يمكن أن يلهي عموم الناس أو خصوص النساء عادة] عَن ذِكرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ، وَيَخَفنَ يَومًا تَتَقَلَّبُ فيهِ القُلوبُ والأَبصارُ)؟ ألا يستحققن هن أيضا أن يُبشَّرن أن (يَجزِيَهُنَ اللهُ أَحسَنَ ما عَمِلنَ وَيَزيدَهُنَّ مِّن فَضلِهِ)؟ نعم هناك نصوص قليلة تشير إلى أن من عمل صالحا وهو مؤمن من ذكر وأنثى، فإن الله لا يضيع لهم عملهم وأجرهم. ولكن أكثر النصوص التي تمتدح المؤمنين، وأكثر النصوص التي تبشرهم بنعيم الآخرة، إنما تتحدث بشكل أساسي عن الرجال، وكأن الله متحيز للذكور، وكأنه من جنسهم، تعالى الله علوا كبيرا وتنزه عن التذكير والتأنيث. من الممكن أن يخرج علينا من يقول إن مفردة «الرجال» إنما تعني الأشخاص، بقطع النظر عن الجنس، وكأننا أمام نوعين من الرجال، ألا هم (الرجال الذكور)، و(الرجال الإناث)، أو بتعبير آخر (الرجال الرجال)، و(الرجال النساء)، كما لو قلنا (الأشخاص من الرجال)، و(الأشخاص من النساء)، وهذا تخريج لا يمكن أن يقبله عاقل ومتجرد.