18 ديسمبر، 2024 8:46 م

حقيقة مؤلمة.. منك وبيك

حقيقة مؤلمة.. منك وبيك

مادمت تتظاهر هنا فأنت بعثي
مادمت تطالب بحقك فأنت بعثي
مادمت لاتقبل بالمظلومية فأنت بعثي
مادمت لاتريد أن تبقى راضخاً للظالمين فأنت بعثي
مادمت إنتفضت على الفاسدين فأنت بعثي
مادمت مللت من الوضع الذي تعيشه فأنت بعثي
مادمت وصلت إلى حالة التمرد فأنت بعثي
مادمت نفذ منك الصبر فأنت بعثي
توفير الماء الصالح للشرب وتوفير الكهرباء وتوفير فرص العمل للعاطلين وتوفير مفردات البطاقة التموينية المنسية وتوفير الأمن والأمان وتأمين العيش بكرامة لكل عائلة و التأمين الصحي والتعليمي والخدمي كل من يطالب بها فهو بعثي
عليك أن تتطبع تكون جائعاً عرياناً جاهلاً مريضاً عاطلاً أنت ومن يلوذ بك فهذا يجب أن تتقبله وترضخ له وإذا سعيت
تطالب بمحاكمة الفاسدين والسراق فأنت بعثي
تطالب بإعدام المجرمين والإرهابيين فأنت بعثي
تطالب بمحاسبة الأحزاب التي دمرت البلد فأنت بعثي
تطالب وتطالب وتطالب.. إذن أنت بعثي ومتهم بتخريب العملية السياسية والنظام الديمقراطي الجديد وتريد أن تقارن نفسك مع المسؤولين وأبنائهم وعوائلهم وأحزابهم ….
إن لم تكن بعثياً ..؟
إذن الحكومة والأحزاب والفاسدين والمفسدين والإنتهازيين والمجرمين والخونة والمنبطحين والمتخاذلين ومن على شاكلتهم جميعهم يقولون لك هذه النغمة (( التظاهر حق مشروع كفله الدستور ومن حق أي مواطن أن يستاء ويستنكر ويرفض ويعبر عن رأيه ويقوم بالتظاهر )) ولكن عليه أن يحافظ على المال العام ( الذي لايملك منه فلساً ) فعليه أن يحصل على الموافقات الأمنية أولاً ويعين المكان والزمان ولا يحق له التظاهر بعد الساعة الثالثة عصراً وممنوع التجمع بعد المغرب وإلا سيعلن عن حالة طوارئ ويمنع التجوال ولا يحق له أن يقطع شارعاً أو تقاطعاً أو جسراً ولا يقف أمام مؤسسة من المؤسسات بمعنى ممكن يتظاهر على الأرصفة فقط ولا يغلق مداخل أو مخارج الدوائر وخصوصاً التي تدر أرباحاً لخزينة الحكومة كالمنشآت النفطية والمنافذ الحدودية والمؤانئ البحرية ولا يحق لأي مواطن عمره أقل من 50 عام أن يشارك في التظاهرات وخصوصاً الشباب والمراهقين لأن هؤلاء لايفقهون من المرحلة شيئاً ولايعتد بهم ولا يعتمد عليهم كونهم طائشين ربما يرتكبون جرائم عديدة لاتغتفر كأن يكسرون نافذة لدائرة ما أو يحرقون كرفان لأخرى أو يغلقون بوابة .. ولكن! فقط بالإنتخابات يصبحون هم عماد الوطن ومستقبله وصوتهم هو الأثمن حينها لكل من في الحكومة وكل الأحزاب يتملق لهم ، وكل مواطن عليه أن يجلب المستمسكات الأربعة وتأييد المجلس البلدي وتأييد من ولي الأمر وتصريح من المحافظة ليخولونه الشروع بالتظاهر وحسب الضوابط وبالتالي من الأفضل على المواطنين أن ينقلوا مظاهراتهم إلى خارج المدن في أي منطقة صحراوية بعيدة عن الأنظار ويستمروا في التظاهر ليلاً ونهاراً حتى لاتؤثر على شارع ولا يغلق منفذ أو مؤسسة ولا يحترق إطار ويسبب إزعاج ولا يعكر مزاج أصحاب معاوية كون الطعام معه أدسم ولا أصحاب أبو هريرة كون الصعود على التل أسلم وعليه المحصلة النهائية يستمر الضحك على الذقون وإستنزاف وتسويف وإستهانة وتطييب خواطر وخطب رنانة وإعلام بلا ضمير يسلط الأضواء على التفاهات ويغض الطرف عن ثورة جياع يتخللها تهديد ووعيد لجهة وإستمالة وترغيب جهة أخرى .. ويبقى المواطن على حاله !!!

هذا هو الواقع المزري المتداول بين المواطن واللامواطن..