23 ديسمبر، 2024 6:03 ص

حقيقة لن تجد من يصدقها

حقيقة لن تجد من يصدقها

كلما اقترب موعد الانتخابات البرلمانية كثرت المسميات فمثلا بدأت بحزب الدعوة والكتلة الصدرية والمجلس الاعلى والفضيلة ثم تحولت الى الاحرار ودولة القانون والحكمة ثم سائرون والفتح والنصر ثم الان امتداد وانجاز والقائمة تطول وكل ذلك ليس غريبا ولا خطأ ولا حراما وهو نتيجة طبيعية لعملية سياسية فتية نتجت بعد عقود من الظلم والدكتاتورية واما الغريب فهو ان الشعب العراقي المسكين يتوقع ان يكون هناك تغييرا او هناك كتلا واحزابا وشخصيات يمكن ان تظهر للمشهد السياسي كلما جرت انتخابات في البلد واما الحقيقة التي لا اعتقد ان هناك من يصدقها او يعتقد بها هي ان الاحزاب السياسية في العراق احزاب ايديولوجية تعتمد اما على رمز ديني او رمز سياسي وهذا راجع الى التركيبة البنيوية للشعب العراقي لذلك فانا اقول ولربما قلتها في اوقات سابقة ان الانتخابات القادمة سواء كانت مبكرة او لا لن تنتج غير الاحزاب السياسية المعروفة في الساحة الشيعية (التيار الصدري وحزب الدعوة باشتقاقاته والمجلس الاعلى باشتقاقاته وحزب الفضيلة ) فقط ولن يكون هناك أي مكان لحزب جديد او شخصية مستقلة ابدا ابدا وهنا يأتي السؤال اذا ما فائدة الانتخابات والتحشيد مادام لن يكون هناك تغيير؟ فأقول ان فائدة الانتخابات هي لإعطاء شرعية لهذه الاحزاب والكتل وسيستمر هذا الحال لعقود من السنين الى ان تحصل ثورة فكرية في الشعب العراقي بحيث يفكر العراقي بعقليته لا بعقلية حزبه وانا لله وانا اليه راجعون .