23 ديسمبر، 2024 3:55 ص

وصفتُ العراق بعد سقوط صدام بكلامٍ يحتاج إلى تأملٍ عميق و لساعات و أيام و ربما سنوات كي يُدرك أبعاده وخلاصته كعنوان هو:
[حذاء البعثيّ يُشرّف كل دعاة اليوم و من معهم من المتحاصصين]!
لأن البعثي كان صادقا وعمله كان يُعبّر عن واقعه البدوي العشائري القاسيّ العنيف؛
و هو ملاحقة و سجن و تعذيب و قتل كل من يقف بوجههم لأجل البقاء في الحكم, أما دعاة اليوم و معهم المتحاصصين فإنّهم (منافقين) مع سبق الأصرار.. و هذه حالة لم أشهدها و لم أقرأها في آلتأريخ!
فبينما يدّعون إنتمائهم لحزب الدّعوة و الصّدر الأول الذي مات عطشاناً و جوعاناً و عريانا كما الحسين و عائلته و صحبه لأجل الحقّ و السلام و المحبة و العدالة, بينما دعاة اليوم يأكلون و يلبسون و يسيحون و يضربون بآلرواتب و القصور و البيوت والمال الحرام على حساب شرف و دماء و جهد الشهداء و مبادئ العدالة التي أصبحت في خبر كان .. بعد ما صار النفاق و الكذب و تزييف الحقائق مسلكهم في العيش و بأي ثمن حتى لو كانت كرامتهم مُتقمّصين شخصيّة الداعية المؤمن الوقور صاحب التأريخ حين كان دعاة الأمس يُجاهدون الظلم حتى بآلتضحية بلقمة الخبز التي كانوا يحرمون أنفسهم منها .. بعكس دعاة اليوم الذين لا تأمنهُم ليس على مال أو عرض أو أمانة .. بل حتى على نقل (جملة) أو (كلمة) شفهية بأمانه و صدق و أخلاص .. فسرعان ما يضيفون له مقدمة و متوسطة و مؤخرة أو يقتطفون كلمة أو جملة من حديث طويل و ينسبوه لك لعالَمٍ باتَ و بسبب الجهل لا يعرف فلسفة القيم و معاير الحق و القضاء و الأخلاق لجهلهم بآلفلسفة الكونية لهذا يحكمون على الفور بلا وعي و فهم و إيمان, بحيث يستنبط السامع منهم شيئ آخر يُخالف أصل المقصود و آلمبغى ليعم نفاقهم و خبثهم!
وفوق هذا يأكلون أموال الناس و اليتامى و المرضى و المعوقين بهوى أنفسهم و بآلقانون الوضعي و بعناوين شتّى كآلأنتماء للصدر و للدعوة و الجهاد و السفر في طريق الدعوة وووو بينما هم لا يُعدّون بحسب تأريخهم سوى جنوداً و ضباطاً بعثيين فرّوا من الجيش هرباً من الموت المحتوم .. لذلك:
(حذاء البعثي على أجرامه المعروف يُشرّفهم و يُشرف كلّ منافق علّمهم ذلك الدِّين القشري الفاسد), لأنّ “معلم البعثيين” على أجرامه و إنحرافه و خبثه ما فعل عشر ما فعله هؤلاء المنافقين الممسوخين الجّهلاء للسلطة تحت يافطة الدعوة و الأسلام, و صدّام ما إستطاع سوى قتل جسد الصّدر و الشهداء .. أما هؤلاء الخبثاء المنافقين فقد قتلوا و خنقوا روح و رسالة آلشهداء و شربوا دمّهم و لذلك فأنّ عاقبتهم ستكون أشدّ من عاقبة صدام و حزبه في الدّنيا و كما شهدنا بدايته في نبذهم و خزيهم و طردهم من الحكم من قبل الشعب العراقي نفسه على كفرهم و نفاقهم هو الآخر .. و آخرتهم في الآخرة الله أعلم بها ..
و إذا كان حال “دعاة” اليوم بهذا المستوى من الخبث و المكر و الظلم؛ فما حال الآخرين؟
لذلك نرجو تكرار قراءة سورة الفاتحة مع التوحيد على العراق و العراقيين و حتى الدّعوة الحقيقية بشكل خاص .. تلك الدعوة المظلومة التي ماتت و إنتهت بسببهم و التي لا و لن تحكم بعد اليوم و للأبد وآلمشتكى لله.
و (إذكر أخا عادٍ إذ أنذ ر قومه بآلأحقاف و قد خلت النُّذور من بين يديه و من خلفه, أ لّا تعبدوا إلا الله إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم) الأحقاف :21.