يتواصل الحديث عن الدور المشبوه الذي تقوم به الميليشيات المسلحة في العراق على مختلف الاصعدة ولاسيما المتعلقة منها بالنشاطات التي تلحق ضررا بالاوضاع الاجتماعية والاقتصادية خصوصا بعد أن باتت تقحم أنفها في کل الامور تحت تهديد السلاح وفي ظل النفوذ السرطاني للنظام الايراني، وقد صارت النشاطات والتحرکات المشبوهة لهذه الميليشيات تلفت الانظار إليها بسبب إستمرارها وعدم توقفها وخصوصا من حيث سعي إيجاد مصادر تمويل مالية لها، وإن الاتجار بالکحول والمخدرات والاشراف على الملاهي الى جانب قضايا مرتبطة بالابتزاز والاغتيالات وعمليات التهديد وأخذ الاتاوات، قد صارت من صميم أعمال هذه الميليشيات.
ماقد کشف عنه النائب عدي عواد، يوم الاحد الماضي، في مؤتمر صحفي عقده في مجلس النواب ، ان “محافظة البصرة تمتلك موقعا جغرافيا مميزا باعتبارها المنفذ العراقي الوحيد وهذه الميزة تحولت الى نقمة على اهلها حيث شهدت خلال السنوات الثلاث الماضية دخول وتجارة المخدرات بشكل كبير، حتى وصل عدد الذين القي القبض عليهم اكثر من 4035 من المتعاملين والمتعاطين خلال سنة 2017 فقط”، لکن الملفت للنظر إن هذا النائب وعندما أشار الى أهم أسباب إنتشار المخدرات وصيرورتها ظاهرة في البصرة فقد حددها بالنقاط التالية:
1ـ الحدود العراقية الايرانية مفتوحة وبدون رقيب.
2ـ المليشيات المسلحة الناقل الرئيسي للمخدرات بهوية وسلاح الدولة وضعف الاجراءات الامنية الوقائية .
3 ـ بطالة الشباب عن العمل تعد من أبرز الاسباب وراء الاقبال الكبير لشباب البصرة لتعاطي المخدرات.
4 ـ المقاهي غير المرخصة والتي اصبحت بيئة جاهزة لاحتواء الشباب وتفشي البطالة بينهم ومحاولتهم قضاء وقت الفراغ نتيجة تلك الظروف المحيطة بهم، أدت الى انتشار المخدرات في المحافظة “انتشار النار في الهشيم”.
5 ـ غياب دور الحكومة المحلية والمركزية اضافة الى تحكم بعض الاحزاب المتنفذة التي تتحكم بالمنافذ الحدودية في الشلامجة وأم قصر، والتي تفرض هيمنة كاملة على تلك الموانئ.
عندما نتمعن في هذه الاسباب فإننا نجد دور الميليشيات والاحزاب التابعة للنظام الايراني يبرز في معظمها بصورة أو أخرى وإذا ماعلمنا بأن هذه الميليشيات والاحزاب التابعة للنظام الايراني لايمکن أن تقدم على أي نشاط أو تحرك من دون أخذ الاذن والامر من جانب طهران، فعندئذ يتوضح الدور المشبوه الذي يقوم به هذا النظام ومساعيه من أجل تحطيم الشعب العراقي کما قد حطم قبله الشعب الايراني الى جانب الشعبين السوري واليمني، وقد کانت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، محقة ومصيبة تماما عندما حذرت من دور الاذرع التابعة للنظام الايراني في بلدان المنطقة وطالبت بقطع هذه الاذرع خصوصا وإنها لاهم لها سوى تحقيق الاهداف والغايات المشبوهة للنظام الايراني وإستمرار نفوذه السرطاني، وطلما بقيت هذه الاذرع وبقي النفوذ الايراني فإنه لايجب إستمرار أي تطور إيجابي!