18 ديسمبر، 2024 8:49 م

حقيقة ( بروتوكولات) المالكي السرية  مع( داعش)!

حقيقة ( بروتوكولات) المالكي السرية  مع( داعش)!

أحيانا يندفع السياسي حين يصيبه الإعياء الى إلقاء قنبلة دخان  بهدف زرع بذور الشك لدى الرأي العام وخلط الأوراق ضمن لعبه الصراع  بين إطراف محدده وتفسير الإحداث الميدانية الساخنة على الأرض بما يوافق مخيلته  حين يشعر انه قد يكون طرفا خاسرا في نهاية المطاف  خاصة حين تنقلب طاولة حساباته  الانتخابية ورهاناته السياسية بفعل الزلزال الذي فاجأ الجميع في نهاية عام دموي حصد أرواح الآلاف من العراقيين الأبرياء .. هل كانت مجرد صدفه ان تنفجر قضيه الهاشمي والعيساوي في  نهاية عامين سابقين ؟؟؟
   على أيه حال ان بعض ساسه العراق لم يجد إمامه بعد العملية العسكرية الأخيرة في الانبار التي ربما كانت جزءا من سيناريو اتفقت فيه إطراف دوليه وإقليميه لتحجيم الفصائل الإسلامية الجهادية في العراق وسوريا  على خلفيه الرغبة بأنهاء أللعبه بعد استنفاذ اغلب دوافعها  وترتيب الأوضاع في المنطقة  خاصة بعد التفاهم الأمريكي الإيراني بشان مجمل الملفات الساخنة. 
لم يجد هؤلاء الساسة  سوى تبني خطاب ألدوله الإسلامية في العراق والشام( داعش ) التي تواجه منذ أسبوعين  كماشة موجعه في العراق وسوريا  قد تهدد بتوجيه ضربة قاصمة لها على امتداد خارطة الصراع الدموي في عمق البلدين  لصالح إطراف أخرى أكثر مرونة بشان الحلول السياسية وان كانت معارضة أيضا .
 
 وإمام صواريخ( نار الجحيم) الامريكيه وقذائف مروحيات  (صائد الليل) الروسية في وادي حوران  في العراق وانقضاض مئات المقاتلين من الجيش الحر والجبهة الإسلامي وأنصارهم على (الدولة الإسلامية )  في مدن عدة كان أخرها حلب   اتهمت  داعش أعدائها بأنهم «أدوات بيد أميركا والسعودية ، حصلوا على دعم مباشر بالسلاح والمال لتصفية مشروع الدولة الإسلامية وللظهور بمظهر محاربة الإرهاب»… واعتبروا ان التحالف الجديد بين جبهة ألنصره والجبهة الإسلامية  وباقي الفصائل المعارضة في سوريا لطردهم من المناطق التي يسيطرون عليها (هي تنفيذ لمخطط أعده النظام في سوريا بالتفاهم مع واشنطن وموسكو  لجعل تلك الفصائل تتقاتل فيما بينها أي انها  تخدم مصالح نظام الأسد وأنه – أي النظام – هو  من يمولها وخاصة ان لديه خبرة طويلة وعلاقات مع التنظيمات الأصولية في العراق)
 
 في ذات الوقت هددت داعش التي تدير الحرب في الفلوجه (الصحوة ) العشائرية  ومن يرفض القتال من أهالي المفلوجة ضد الشرطة والجيش  العراقي  بأنهم سيعاملون كالخونة في وقت يتبلور فيه ببطء حل عراقي بتدخل خارجي يجري سرا  يعطي المبادرة للشرطة والعشائر في الانبار لمسك المدن بدعم وإسناد من الجيش وهو ما يفتح باب المواجهة ضد داعش في الانبار وغيرها في الأيام القليلة القادمة  .
 
 ورغم التشابه ما بين الصراع السوري وما يجري في العراق من إحداث ألا أن الواقع الميداني  و إطراف معادله الصراع المعارض لنظامي الأسد والمالكي  تختلف الى حد بعيد رغم التشابه من ناحية البعد الطائفي الظاهري للفصائل المسلحة المعارضة .
   فداعش تتهم الجبهة الإسلامية والجيش الحر في سوريا بأنهم عملاء للولايات المتحدة ويتحركون وفق أجندتها  ولهذا قاموا بعمليات تصفيه وحشيه  ضد عدد من  قادة الجيش الحر والتنظيمات المعارضة الأخرى تصاعدت الى حرب مواجهة شامله  بعد  قيام داعش بذبح  حسين أبو ريان أمير لواء (أحرار الشام) المنضوي تحت (الجبهة الإسلامية) بعد تعذيبه والتمثيل بجثته وتصفية  شقيق أحد قادة الجيش الحر
 ان إحدى الأمور التي قد تكون مقصوده هي  التضليل  حول هوية الجهات الداعمة والممولة  لمثل هذه التنظيمات المسلحة في المنطقه والتي غالبا ما تقف ورائها دول واجهزه استخبارات   فداعش على الرغم من حملها ذات الفكر والأيديولوجية الجهادية التكفيريه التي يحملها تنظيم القاعدة  ألا أن الأخير  انتظر طويلا قبل  ان يعلن عدم اعترافه بداعش كممثل عنه في الشام والعراق وفقا لتصريح زعيمها أيمن الظواهري الذي أعلن صراحة أن الممثل الوحيد والشرعي لها هو جبهة النصرة وجاءت هذه البراءة من داعش  بعد ان نجحت في السيطرة على مدن ومواقع هامه في سوريا في وقت سابق خاصة في قرى وبلدات درعا مما  يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة بشان التورط الإقليمي والدولي الواسع في زرع الإرهاب في  العراق وسوريا .
 قد تكون تجربه الصحوات في العراق مختلفة الى حد بعيد مع ما يحدث في سوريا  ألان من حرب الفصائل المعارضة فيما بينها والتي لا يبدوا ان الأسد بعيد عنها  وفي كلا الحالتين فان المقاتلين الأجانب في كلا البلدين  كانوا الضحية الكبرى  للصحوات التي تنقلب ولائاتها لكنها تنفذ اردات سياسيه على الأرض يمليها من يقف خلفها  غالبا ما تقود لتصفية المقاتلين الغرباء ..  فقد غدرتهم الصحوات في الانبار عام 2006 وما تلاها  بفضل دهاء الجنرال بتراوس واليوم تلعب نفس الدور  بتحالفات جديدة   قد تقود لتصفيتهم عبر حرب الفصائل المعارضة التي  تستولي على مواقع داعش في أهم المدن السوريه مما قد يكشف عن  تفاهمات دولية للخروج من  المستنقع السوري لوجود مصلحة أمريكية روسية ايرانيه مشتركة في إنهاء الصراع بأي طريقة كانت وهذا ما يفسر الدعم ألتسليحي الواسع الأمريكي والروسي للجيش العراقي في حربه الحالية بتزامن  مع قسوة ضربات النظام السوري لمواقع المعارضة. .
حرب الجبهة الإسلامية والجيش الحر وباقي الفصائل ضد داعش  في سوريا  ربما يكون تطبيقا للتفاهمات الدولية  بشان نقل الأسلحة الكيماوية السورية للخارج والتي عرقلها سيطرة داعش على بعض المواقع ألاستراتيجيه في الطريق نحو المواني السورية أضافه لتحديد شكل الطرف السوري المعارض الذي سيصل الى جنيف في ظل عدم وجود أفق لحل سياسي منطقي وظهور خلافات سياسية  بين فصائل المعارضة  و  رغبة الرياض  لتعزيز رصيد الائتلاف واحمد الجربا الذي تدعمه والذي  لا يلقى أية مصداقية ليمثل المعارضة في أي حل سياسي مستقبلي الا من خلال فتح جبهات قتال بين التنظيمات المعارضة حتى يتم القضاء عليها او إنهاكها  مما يسهل على الأسد  من جهة ثانيه ترتيب أوراقه وببسط نفوذه على المناطق التي فقد السيطرة عليها في وقت سابق.
هنا تأتي المفارقة  فقيادات( الدولة الإسلامية)  في  سوريا يتهمون الأسد وواشنطن والسعودية  بأنهم يمولون الجبهة الإسلامية والجيش الحر لدحرهم ويصفونهم بالخونة وعملاء المخابرات الأمريكية   !!!… وفي العراق يتهم قاده القائمة العراقية المالكي وإيران بأنهم وراء تنظيم داعش على أساس ان القاعدة لا تعترف بشرعيته  !!!! هل نحن هنا  إمام احجبه ام نكته ام هذيان سياسي أم أفق يثير الإحباط .؟
 
وعلى عكس نظام الأسد الذي امتلك قدره استخباراتيه ونجح في اختراق اغلب الفصائل المعارضة في سوريا  فان  حكومة المالكي أظهرت فشلها حتى في أداره ملف الصحوات  سياسيا  وفي نزع فتيل  أزمة الاعتصام في الانبار التي ألقت مسئوليتها كالعادة على(_ قوى خارجية والصداميين)  في المقابل  لم يفسر احد من نواب ألقائمه العراقية  سوى بالاستنتاج النظري وفق قاعدة (من يخدم من)  بان داعش تخدم مصالح المالكي لأنها تعطيه حسب زعمهم  المبرر لضرب الانبار وتناسى هؤلاء ان هناك ثلاثة فصائل مسلحه أخرى تقاتل مع داعش هم (جيش النقشبنديه) بقياده الدوري و(جيش المجاهدين) للضاري  و(الجيش الحر) بقياده يونس الأحمد (  جميعها كانت مقراتها وقياداتها في سوريا )والتي تم تغطيتها بتسمية (ثوار العشائر)  …. فكيف يمكن لهذه الفصائل ان تتحالف مع داعش صنيعه المالكي وإيران حسب زعمهم ؟؟ وكيف تقبل داعش ان تحول نفسها لطعم لنيران الجيش العراقي وما هو الثمن ؟؟؟ سؤال لم يتورط احد من مروجي هذا السيناريو في تقديم أدله وبراهين تعززه لأنه من نسج خيالهم  .
ثم  لماذا يحتاج المالكي لتنظيم ارهابي كهذا نفذ مئات التفجيرات في العراق  لتبرير شن مثل هذه العملية العسكرية خاصة وان هذا التنظيم تسلل تدريجيا الى العراق بعد ان قوي عضده في سوريا ونجح في تجنيد المئات من الشباب الغاضبين في الانبار وغيرها.. واستغل قضيه الاعتصام لتغطيه نشاطاته؟.  
يرى البعض  ان  تفجير قضيه العلواني  كان مقصودا و جزءا من السيناريو لخلط الأوراق السياسية بالميدانية و لتشجيع مقاتلي داعش  والقاعدة الذين يتحصنون في كهوف وانفاق في الصحراء على الخروج والتوجه نحو الفلوجه بعد الغليان الشعبي  وسقوطها بيد العشائر الغاضبة  بهدف تجميعهم وتسهيل الانقضاض عليهم  من قبل الجيش في مرحلة لاحقه والبدء بحل يرضي الجميع .  وتوجيه صفعه سياسيه من قبل المالكي لمناؤيه في (متحدون)  بعزلهم عن العشائر في الانبار وإظهار ضعفهم وتخاذلهم  وتعزيز رصيده السياسي داخل التحالف الشيعي من جهة أخرى …
 او ربما سيحدث العكس  أي ان تحقق العملية العسكرية أهدافها بضرب داعش وباقي المسلحين  لكن  المالكي سيكون في النهاية  كبش فداء بتحميله مسئوليه الأزمة ألراهنه  وإدخال الجيش للمدن ولا بد من إخراجه من العملية السياسية  من اجل حل سياسي يرضي جميع الإطراف في العراق  مما سيجعله ورقه محترقة في الانتخابات القادمة !!!