23 ديسمبر، 2024 7:02 ص

حقيقة المزاعم بان العراق رفض خططا روسية لتجنب الحرب و الاحتلال !

حقيقة المزاعم بان العراق رفض خططا روسية لتجنب الحرب و الاحتلال !

خديعة حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل واستخدامها ذريعة لعدوان امريكا وغزوها للعراق واحتلاله وتدميره عام 2003 ، عنوان لسلسلة لقاءات توثيقية تابعناها من خلال البرنامج الناجح ( قصارى القول )تقديم واعداد ، الصحفي المعروف د.سلام مسافر في قناة روسيا

اليوم ، وذلك باستضافة المعنيين والشهود واللقاء بأبرز المفتشين والمراقبين والعاملين مع اللجنة الخاصة التي شكلها مجلس الامن برئاسة (رالف ايكيوس) لنزع وتجريد العراق من السلاح النووي المزعوم.

ومن اللقاءات التي عرضت كان مع اخر سفير روسي في بغداد عشية الاحتلال المستعرب (فلاديمير تيتورينكو) الذي كان مستشاراً في السفارة الروسية في العام 1994 ومن ثم سفيراً لدى بغداد ليس لكفاءته وانما، حسب قوله لمعرفته بلوجستيات الغلق وترحيل الموظفين والرعايا الروس. وهذا اعتراف بان موسكو تعلم مسبقاً بالعدوان والغزو.

وكانت مهمته قبل ان يصبح سفيراً تمثيل روسيا في متابعة غلق ملفات نزع أسلحة الدمار الشامل المزعومة لدى العراق، ومراقبة اعمال اللجنة

الخاصة .وقد شارك في جميع النشاطات وحملات فرق التفتيش.

ان حيازة العراق على الأسلحة المحرمّة اكذوبة حسب اعتراف تيتورينكو في هذا اللقاء ،مؤكداً تقصّد الاطالة من قبل اللجنة الخاصة اذعاناً لإرادة واشنطن ومن معها ودور هؤلاء في تشجيع العراق على انتاج و حيازة الأسلحة ببناء وإقامة محطات نووية ومن ثم تدميرها و كل ما يتصل بها قبل اكمالها. وقد جاءت هذه الاعترافات متأخرة وفاقدة الأهمية بعد اعتراف الجناة واصحاب الشأن وابرزهم الرئيس الامريكي(جورج بوش الابن ) ورئيس الحكومة البريطانية (توني بلير) و صدور (تقرير لجنة (تشيلكوت) البريطانية ، والاعتراف هذا لا يعفي تيتورينكو ولا حكومته من تحمّل وزر المشاركة والتواطؤ فيما حلّ بالعراق من دمار واحتلال .

فموسكو هي من وافقت على القرار 687 والقرار 660 واستخدام القوة ضد العراق وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، والموافقة على اللجنة الخاصة ،والمشاركة الروسية البارزة في اعمالها وحملاتها التفتيشية.

ومثالهم الاسوأ المفتش ( نيكيتا سيمودوفيتش ) الذي كان عدائياً اكثر من الامريكان. والذي قال عنه تيتورينكو” انه كان يخدم مصالح واشنطن ويرضي ايكيوس وهو يعمل لإطالة عمل اللجنة الخاصة والتفتيش. ”

و في احدى زياراته لموسكو ،سأل الأستاذ طارق عزيز، بريماكوف عن سبب عدائية سيمودوفيتش والمفتشين الروس عموماً وانحيازهم للأمريكان دون وجه حق؟

فأجاب بريماكوف :كان سيمودوفيتش موظفاً في قسم الأسلحة المحظورة في وزارة الخارجية براتب لا يصل الى 100دولار شهرياً ،ومع اللجنة الخاصة لا يقل راتبه عن 10 آلف دولار إضافة الى مخصصات خطورة وإفادات وأجور طلعات تفتيش يتحملها العراق ،واضاف مبتسماً ” فمن مصلحته وامثاله ان لا ينتهي التفتيش وعمل اللجنة الخاصة في العراق”!

وقد سمعنا خلال ترددنا على مجلس الامن ،انه تم ادخال أولاد سيمودوفيتش ، واولاد وزير الخارجية كوزريف في مدارس خاصة في نيويورك . فما هو فرق تيتورينكو عن مواطنه سيمودوفيتش ؟ ألم يكن باستطاعته التلميح لمن عدّه صديقه الأستاذ (العميد حسام محمد امين) مدير دائرة الرقابة الوطنية ووضعه في صورة ما يحاك من تآمر على العراق من خلال اللجنة الخاصة ومفتشيها الجواسيس ؟ لاسيما وانه يمثل روسيا احد الأعضاء الخمسة الكبار في مجلس الامن وانه مكلف ،رسميا بمراقبة ومتابعة اعمال اللجنة الخاصة ،والذي يفترض فيه ان يكون موضوعياً وحيادياً ولديه قدر من الشجاعة لقول الحقيقة وليس دفاعاً عن العراق الذي لم يتخل عن صداقته للروس و تفضّيلهم على الغير في التعاملات المختلفة وبالذات اقتصادياً وفي مجال التسليح ،اذ كان ذلك احد أسباب نقمة الولايات المتحدة والغرب على العراق.

ان المبادرات الروسية او(فرص النجاة) الروسية لإنقاذ العراق من الدمار والاحتلال التي أوردها تيتورينكو بتحامل وتجنّي على الحكم الوطني في العراق وقيادته المخلصة التي اوجبت عرضها ومناقشتها والرد على التخرصات والتحامل على الحكم الوطني في العراق وقياداته المخلصة هي ثلاث مبادرات ،الأولى نقلها (يفغيني بريماكوف ) رئيس المخابرات الروسية الى الأستاذ طارق عزيز في لقاء سري في ميناء العقبة الأردني عام 1991 تنص على الاتفاق على غلق كل الملفات ورفع الحصار على ان يتعهد العراق بتعويض خسائر روسيا بـ 100 مليار تسدد من النفط العراقي . وعندما سئل ..عن ماهية خسائر روسيا وكيفية التنفيذ!؟ تهرّب قائلاً: ان تفاصيل الصفقة سيتضمنها كتابه عن العراق “!(وهو الكتاب الذي وعد بإصداره منذ تركه بغداد عشية الاحتلال عام 2003، ولم يصدر حتى اليوم!)

والثانية ادعى تتيتورينكو في لقاء سابق انه هو شخصياً من نقلها الى الرئيس صدام حسين وبحضور طارق عزيز. وفي اللقاء الجديد قال ان وزير الخارجية (كوزريف) هو من نقلها.

وتتضمن مشروعاَ لرفع الحصار . وقال تيتورينكو .”.ان صدام قد رضى بها وهذا ما فهمته من عيونه ،وادعى انه قال له” والله هذه خوش خطة ” ولكنها لم تعجب طارق عزيز فرفضت. وسماها “خطة انقاذ روسية لسحب فتيل الحرب الاميركية على العراق” وهي تقضي بـ ” ادخال العراق مع ايران في منظومة دفاعية خليجية مشتركة ” وادعى انها حظيت بموافقة حكام الخليج العربي وايران وأمريكا. وادعى انه بعد الرفض تكلم بحدة مع الأستاذ طارق محملاً إياه مسؤولية اضاعة فرصة للنجاة وتجّنب الحرب، والثالثة كانت رسالة شفهية من الرئيس (فلاديمير بوتين) حملها بريماكوف الى (الرئيس صدام حسين) قبل اشهر من الاحتلال ،وبحضور السيدين (طارق عزيز وسعدون حمادي) خلاصتها” تنازل صدام عن السلطة مؤقتاً، وبعد شهور تنظم انتخابات نظيفة بأشراف الأمم المتحد يشارك فيها حزب البعث وفي حالة الفوز يعود الرئيس صدام؟!” وقد رفض صدام ومما قاله: “ان هذا الاقتراح غير مقبول وغير صحيح وليس فيه مصداقية ولا ضمانات ،والامريكان يخدعونكم فلا امان لهم “؟!

يمكن الاطلاع على نص ما دار في اللقاء مع تيتورينكو كاملا ًعلى الرابط :

اذا كانت خطط جادة ومضمونة فلماذا رفضت ؟ !

________________________________________________

لقد حصل العدوان الكارثي امام مرأى ومسمع العالم اجمع ،وان الجميع مساهمون فيه بشكل واخر وبالذات روسيا كونها تعد من أصدقاء العراق وبإمكانها استخدام “الفيتو” لمنع استخدام القوة المفرطة وما حصل من استباحة ودمار ودم لم يتوقف حتى اليوم . ومجيء تيتورينكو لتبرير موقف بلاده المتواطئ، لن يعيد الأمور لما كانت عليه ولن تقنع رواياته المزعومة هذه العارفين والمختصين من ساسة ومفكرين ومحللين .

ولمتابعتنا للموقف الروسي من العراق منذ ثمانينات القرن الماضي وبالذات فترة التسعينات لابد من المحاجاة وتثبيت الحقائق التالية :

1 ـ لا وجود لخطط ومبادرات روسية حقيقية وجادة ومضمونة لتجنيب العراق حربا ًمدمرة كانت كل الوقائع تثبت انها قادمة وان العراق حاول في السر والعلن تجنبها مستنجدا بكل الاصدقاء اوربيين وغيرهم وعلى رأسهم روسيا وكذلك المنظمات الاقليمية والدولية، وحتى مع الاميركيين، ولكن دون فائدة .

فالوليات المتحدة وكل الطامعين بالنفط العربي ،والعاملين على وضع خارطة تقسيمية جديدة للمنطقة تخدم مصالحهم واطماعهم ، كانوا يدركون ان تحقيق ذلك لا يتم بدون الشروع باحتلال وتدمير العراق والإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين. اذ ان هذه القوى كانت وراء مماطلة فرق التفتيش اصدار قرار خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل لاتخاذ هذه الاكذوبة والصلة بالإرهاب ذريعة لشن حربها على العراق ،فالقيادة وعموم الشعب العراقي كانوا مقتنعين من ان قوى البغي والشر بقيادة الولايات المتحدة ستنفذ مخططها في اسقاط الحكم الوطني مهما فعل العراق وقدم من تنازلات وحتى لو قبل بكل شروطهم واستسلم لهم تماما.

.

2ـ ان الروس يدركون هذه الحقيقة ،فلو كانت لدى روسيا خطة مضمونة ومقبولة من كل الأطراف لماذا تجهض؟ ولماذا يكلف تيتورينكو بنقل المبادرة الأهم للقيادة العراقية ولم يحملها سفير المهمات الخاصة الروسي المتجول ( نيكولاي كارتوزيف) الذي كان سفيرهم في بغداد والذي عمل تيتورينكو بمعيته! ولماذا لم تناقشها القيادة الروسية مع وزير الخارجية العراقي ( د. ناجي الحديثي) اذ نفى مساعدوه ومنهم السفير ( د. قيس محمد نوري ) وجود مثل هذه الخطة في مقال منشور متسائلا فيه بغرابة ” فمن اين جاء بالخطة المزعومة ؟”ولماذا لم يبلّغ بها سفيرنا في موسكو آنذاك (د. مزهر الدوري) والذي رد مفنداً الكثير مما ادعاه تيتورينكو؟ ولماذا اخفيت خطة بهذه الأهمية على الرأي العام اذا كانت حقيقية وليست من نسج خياله ؟ وكيف عرف بترحيب اميركا وايران وحكام الخليج العربي !؟ ولماذا لم نسمع بها من اشقائنا العرب او من اصدقائنا الروس اذ كانت الوفود العراقية الرفيعة تترد على موسكو باستمرار؟ ثم لماذا لم يشر اليها في حديثه لنفس القناة الروسية في نيسان /ابريل عام 2011 عندما تحدّث عن فشل امريكا في العراق وزيف ديمقراطية السلطة العميلة التي اقاموها في بغداد، وفداحة الخسائر جراء الاحتلال ومقتل اكثر من مليون عراقي، مؤكداَ ان واشنطن وراء الفتنة الطائفية وتمكين ايران لتنفيذ اهدافها في العراق . وهو حديث يختلف تماما عما جاء في حديثه الجديد فما الذي تغيّر؟! .

3 ـ الولايات المتحدة لا تحترم الروس حتى في ظل العلاقة القوية ( ميخائيل غورباتشوف ) الذي قضى على المعسكرين الشيوعي والاشتراكي ليوفر لاميركا ” فرصة تأريخية ” للانفراد كقوة وحيدة في العالم. فمتى كان الامريكان يحترمون مقترحات وخطط الروس؟! الّا يتذكر السفير تيتورينكو..مبادرة الرئيس غورباتشوف لايقاف عدوان 1991 التي قبلها العراق بعد مناقشتها مع ( الاستاذ طارق عزيز ) الموفد الى الكرملين في 19 شباط ـ فبراير من نفس العام، حيث تبادلنا في الكرملين التهاني وكؤوس الشمبانيا وسط الزهو الروسي ومطالبة احد معاوني الرئيس بـ “اقامة تمثال من ذهب في بغداد لـلرئيس غورباتشوف لنجاحه بايقاف عدوان 1991!” وفي نفس الليلة التي اعلن فيها من موسكو وبغداد عن توقيع الاتفاق بعد ابلاغنا انه اخذ موافقة صديقه بوش الاب هاتفياً. وبعد عودة الوفد ووصولنا عمان في نفس الليلة اعلن عن بدء الامريكان الهجوم البري والغدر بضرب القطعات العسكرية المنسحبة من الكويت، فاي صديق مهان هذا! ثم لماذا يلقى اللوم على العراق ونظامه الوطني وكأن الغزاة الاوباش بريئون من جرائمهم بحق العراقيين والشعوب المظلومة الأخرى ،متناسياَ دور روسيا المتواطئ وسياسة موسكو المصلحية على حساب الحلفاء والأصدقاء ،ومنهم العراق، وهذا ما عكسه الكتاب الذي اصدره بريماكوف آنذاك والذي يدافع فيه عن روسيا غورباتشوف والقاء اللوم على العراق والتذرّع ” ان طارق عزيز جاء اثناء عدوان 1991الى موسكو بدون صلاحيات مما اضطره الى العودة ثانية الى بغداد فجاءت الموافقة العراقية متأخرة “. وهو تبرير واه وتغطية للدور الروسي ودفاع مبطن عن الغدر الامريكي ،وهذا ما فضحه اكثر من محلل منصف ،وقد ردّ الاستاذ طارق في مؤتمر صحفي آنذاك بقوله ” ان بريماكوف كذاّب وسيأتي الوقت المناسب لفضحه” وعلا نجم المخضرم بريماكوف، آنذاك، ليتولى رئاسة المخابرات ثم وزارة الخارجية فرئاسة الحكومة.

4 ـ هل نسي تيتورينكو ،وخلال وجوده في السفارة في بغداد ،مبادرة وزيره كوزوريف منتصف التسعينات والذي استجاب فيها العراق لمقترحه بتطبيق الفقرة 22 من القرار 687،أي رفع الحصار الجائر! وذلك بعد اعتراف موقع من الرئيس صدام ومصدق من البرلمان العراقي ،بالحدود الجديدة المفروضة مع الكويت! اذ جاء الوزير كوزيريف ومعه الوفد العراقي برئاسة عزيز وهبط بطائرته الخاصة في مطار معسكر الرشيد وسط بغداد رغم حظر الطيران . وحضر الجلسة البرلمانية التي عقدت لهذا الغرض ،والذهاب في اليوم التالي الى نيويورك حيث سلم الاعتراف الى رئيس مجلس الامن وكانت آنذاك مندوبة الولايات المتحدة (مادلين اولبرايت) فما الذي حصل بعد استجابتنا ؟ قبض الروس وكوزيريف شخصيا الثمن ،ولم يرفع الحصار. اذ بقي كوزريف سنتين اخريتين وزيراً للخارجية بعد ان كان امر اعفائه قيد الصدور. وها هو اليوم يعمل وكيلا لشركة ادوية امريكية ويتنقل بين موسكو وتل ابيب لانه يحمل الجنسية الاسرائيلية ! .

5 ـ ان الموقف الروسي السلبي من العراق لايمكن عزله عن مواقف الاتحاد السوفيتي السابق رغم ارتباط البلدين الصديقين بمعاهدة دفاع مشترك وسعة حجم التبادل التجاري.. اذ رفض السوفييت قبيل اندلاع حرب الثمان سنوات بين ايران والعراق تنفيذ عقد لـ ( اطارات طائرات هليكوبتر ومواد احتياطية ) مدفوعة الثمن وواجبة التسليم قبل بدء الحرب فماطلوا ورفضوا التسليم! كما لم يسع الاتحاد السوفييتي لإيقاف هذه الحرب ! ومع هذا ظل العراق وفياً لصداقته ومخلصاَ لعلاقاته الوثيقة مع الروس رغم ” اللدغات المتكررة ”

6 ـ ان الروس ، مع الاسف لم يفوا بتعهداتهم ولم يحرصوا على اصدقائهم وحلفائهم، فباعوا العراق وصوتوا على قرار استخدام القوة ضده وفق البند 7 من ميثاق الامم المتحدة لقاء بضعة 4 مليار دولار من دول الخليج العربي لـ (ميخائيل غورباتشوف) ووزير خارجيته آنذاك ( ادوارد شيفرنادزة ) وقد انفضح الامر في الوقت الذي كان يوجد فيه وفد عراقي رفيع المستوى في موسكو والذي حصل على تطمينات الكرملين بعدم السماح بضرب العراق، ولكن الذي حصل ان الروس ،بدلاً من استخدام الفيتو، صوتوا على قرار ضرب العراق ،عشية مغادرة الوفد العراقي . وهذا ما اعترف به (فيكتور غيراتشينكو) رئيس البنك المركزي الروسي الذي ذكر ذلك في كتابه واكده في لقائه في برنامج (رحلة في الذاكرة) الذي بث في ايار / مايو من العام الجاري بقوله “ان وفدا سعوديا ـ اماراتيا زار موسكو بعد احداث الكويت عام 1990 وطلبوا من الروس ..التمسك بالحياد وعدم مساعدة العراق باي شيء تحت مسمى عدم التدخل ،لقاء 4 مليار دولار تسلم 2 مليار نقدا ،والنصف الاخر لتغطية استيراد مواد للصناعة النفطية الروسية ،وان بريماكوف ومعه وفد خاص زاروا السعودية وانهوا الاتفاق حول تحويل هذا المبلغ “. والروس لم يكتفوا بالسكوت وانما صوتوا على قرار ضرب العراق. ولعل من المفارقات ووفقا لمصدر موثوق فان دول الخليج اعتبروا هذا المبلغ دينا وليس هبة وطالبوا الروس بالدفع ولم يتنازلوا حتى عن الفوائد ،فدفعّوهم المبلغ بكامل فوائده. وحتى من العراق اخذوا 4 ملايين دولار حملها مبعوث قال ان الرئيس يلتسين هو الذي بعثه وانه سيعمل على رفع الحصار .

والخيانة حصلت مع يوغسلافيا التي تعرضت لعدوان الناتو بقيادة اميركا في نيسان/ ابريل عام 1999 وادى الى تشظيها الى عدة دول، اذ اعلن عن بدء العدوان وطائرة بريماكوف رئيس وزراء روسيا الاتحادية في الاجواء الاميركية لحضور اجتماعات لجنة روسية ـ اميركية مشتركة . وبلع الروس الإهانة والغدر وسكتوا على ضياع ابرز حلفائهم في البلقان .

7 ـ لا يمكن حمل تقولات واتهامات السفير تيتورينكو للحكم الوطني وقياداته المخلصة وبالتحديد استهدافه الأستاذ طارق عزيز الاّ على انها جزء من الحملة المسعورة التي شنت ،ومازالت، بشكل واسع وصرفت عليها ملايين الدولارات للاطاحة بنظام الحكم وتسقيط وشيطنة النظام والإساءة الى رئيسه وقياداته البارزة .

*سفير العراق لدى يوغسلافيا السابقة للفترة 1999 ـ 2003.