داعش تنظيم إرهابي صنع على يد المخابرات الأمريكية، مازال ذلك التنظيم فتياً ولم يقم بكامل مهامه التي أنيطت به، لذا فإن الحديث عن دخول قوات الولايات المتحدة في قتال جدي ضد تنظيم داعش؛ تشوبه الشكوك وتحوم حوله الإتهامات!
دخول الولايات المتحدة خط الأزمة له تفسيران لا ثالث لهما:
أما أن تكون قواتها غير جادة في قتالها لتنظيم داعش، وبذلك لن تكون الضربات الجوية فاعلة.
أو أن تكون مشاركة الولايات المتحدة جادة بالفعل! وذلك يقتضي وجود مخطط كبير يتعلق بحسم الصراع السوري، من خلال امتداد الضربات الجوية ضد داعش الى داخل العمق السوري تحت مظلة محاربة الإرهاب! يرافق ذلك تنسيق مع الحلفاء الإقليميين بالتدخل العسكري، سواء المباشر منه بتدخل القوات التركية في الشمال السوري، أو غير المباشر بتحرك ما يسمى “تحالف القوى الجنوبية” الذي تشكل حديثاً بإتحاد عدد من الفصائل المعارضة المسلحة في الجنوب السوري، والمدعوم من قوى إقليمية أبرزها المملكة السعودية!
غير ذلك فإن الولايات المتحدة غير مستعدة لخسارة أداه مهمة وأساسية في إدارة الصراعات في المنطقة، وتلك الأداة متمثلة بتنظيم داعش الإرهابي.
الدور الروسي في الأزمة العراقية ضعيف جداً، والدور الإيراني هو الأساس في إعانة العراقيين على الصبر والصمود ومقارعة ذلك التنظيم المتغول.
لعل روسيا تخشى الدخول في صراع مع الولايات المتحدة داخل العراق، وتفضل إنحصار الصراع معها في سوريا فقط، لذا فروسيا تعمد على مساعدة الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب من خلال تزويدها بالأسلحة والطائرات، معتمدة على جهود الجمهورية الإسلامية في التدخل المباشر في الأزمة.
يبقى التساؤل دائراً في فلك المتغيرات السياسية: هل الولايات المتحدة جادة في قتالها للإرهاب في العراق؟!
وان كانت كذلك فهل سوف تدير المعركة داخل الأراضي السورية بإحكام، أم أنها ستثير حفيظة الدب الروسي وحلفائه، وربما تصعد التوتر مع روسيا الى حد التدخل العسكري الروسي؟! وذلك ما لا يحمد عقباه على المستوى الإقليمي والعالمي على حد سواء.