18 ديسمبر، 2024 9:37 م

حقيقة الصراع في ايران

حقيقة الصراع في ايران

الحرس الثوري لخامنئي: كش ملك
تضخم الفساد الاداري والمالي في (بيت القائد) خامنئي، وبدأ الصراع على خلافته يظهر على السطح بقوة من خلال التصفيات الجسدية والاخلاقية لقادة النظام، ومن ثم كشف الوثائق المستورة بين ادوات النظام ورجالاته، لكن الامر لم يأت عفو الخاطر، دون تخطيط وتنسيق، بل ان هناك جهة تقف خلف السيناريو المطروح حاليا.
سقطت اقنعة المجاملة وتكشفت ملامح الوجوه بعد وفاة هاشمي رفسنجاني رئيس تشخيص مصلحة النظام، حيث تناثرت الشائعات عن ان الرجل مات مقتولا باغراقه في مسبح ملحق ببناية مكتبه في مصلحة النظام، وقد سرب الحرس الثوري ملفا صوتيا يتحدث فيه رفسنجاني (قبل ثلاثة اشهر من مقتله) بانه قد يقتل بأمر من المرشد خامنئي، وذلك بناء على ما نقله رفسنجاني عن ان خامنئي طلب من احمدي نجاد طرح فكرة بديلة عن مجلس تشخيص مصلحة النظام، لكي يلغى بعد ذلك، نظرا للحالة الصحية غير المستقرة لرفسنجاني التي لن تسمح له بان يبقى حيا حتى نهاية العام، ويجب اعداد البديل قبل ان يموت!! (هكذا تحدث رفسنجاني).
مات رفسنجاني بعد ثلاثة اشهر، وصلى خامنئي على جنازته امام شاشات التلفزيون، ولم يقرأ خامنئي االدعاء المعروف الذي يقال في صلاة الميت وهو (اللّهم إنا لا نعلم منه إلاّ خيراً وانت اعلم به منا)، وقد تعددت الروايات المتناقضة عن سبب وفاة رفسنجاني، وصمتت عائلته ولم تصرح بشيء، الا ان الدكتور مهدي خزعلي نجل آية الله خزعلي، وفي ندوة دار الكتاب الثقافية شرح الاسباب التي تدل على ان رفسنجاني قتل ولم يمت حتف انفه، وبثت محاضرته بالصوت والصورة على وسائل التواصل الاجتماعي… خزعلي تنبأ بان القاتل سوف يتجه هذه المرة الى المرشد خامنئي… لكن السلطات القت القبض عليه ودخل السجن ولم يخرج حتى اعداد هذا المقال.
بدا ان الساحة قد انفتحت امام احمدي نجاد كي يعود مرة اخرى، فترشح لرئاسة الدولة ولكن لم (يحرز الاهلية) للمشاركة في الانتخابات، وكانت الاشارة الاولى من المرشد، ثم كانت الاشارة الثانية وهي خسارة التحالف الاصولي امام الاصلاحيين، وبدا ان نزاع احمدي نجاد القديم مع المرشد والذي اطاح به من رئاسة الجمهورية، قد عاد من جديد، لذلك فتحت ملفات الفساد في دولته واستدعى القضاء نائبه (مشائي) ومساعده (بقائي) في قضايا فساد، وسجن مساعده ونسيبه مشائي!!
احمدي نجاد المشاكس الذي كان قد اقال محمد حسن خامنئي الاخ الاصغر للمرشد من منصب مراقب وزارة النفط وعمله كان ينصب على (متابعة وتنيسق وتهريب النفط اثناء الحصار الامريكي على ايران) ابان حكومة محمد خاتمي، ويدعي احمدي نجاد انه يملك وثائق تدل على ان محمد حسن خامنئي قد حول مبلغا وقدره 2 مليار يورو الى المانيا لصالح (مجتبى خامنئي) الابن الاكبر للمرشد لشراء اسهم في شركة تصنيع سيارات معروفة…االمحكمة استدعت احمدي نجاد ولم تنعقد الجلسة لمرتين، ولكن صدرت سبعة احكام ضده ولم تنفذ!
ذهب احمدي نجاد، هو وبقائي، مشائي، جوانفكر وخراسانى الى مزار السيد عبدالعظيم الحسني في جنزب طهران وحضر تجمعا لأنصاره وطالب السلطة القضائية بمحاكمته ونوابه ومساعديه علنا وامام شاشات التلفزيون…ثم هاجم السلطة القضائية واتهم رئيسها (لاريجاني) بصريح العبارة بالفساد والسرقة والاستيلاء على المال العام، والتجسس لصالح الاجانب، وقال كلمته التي رددها المتظاهرون المحتجون فيما بعد، لماذا يخشى ناصر الدين شاه من تجمعنا عند مزار السيد عبدالعظيم الحسني!!، وهو بالطبع يقصد (المرشد خامنئي)، ثم اجرى لقاء تلفزيونيا اعلن فيه بوضوح انه لأجل الحفاظ على النظام يجب ان يتم تغيير هيكلية النظام بالكامل.
حتى هذه الساعة كان الحرس الثوري يحرك خيوط القضية من بعيد، ولكن منذ يومين تدخل الحرس بقوة، حيث اعلن موقع (آمد نيوز) التابع للحرس الثوري الايراني بان الحرس وبالتنسيق مع الحكومة القى القبض على (حسين فريدون روحاني) وهو شقيق الرئيس روحاني وعلى الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، كذلك فان الحرس الثوري بدأ تحقيقاته في ملف زهرا اردشير لاريجاني (ابنة صادق لاريجاني) لأتهامها بالتجسس لصالح المخابرات البريطانية ((MI6 وفي هذا الملف القي القبض على خسروي وميلاني وهما عاملان في السلطة القضائية بتهمة المشاركة في التجسس مع زهراء، وقد نقلوا الى سجن افين، كذلك فقد تعرض اسماعيل خطيب وهو المسؤول عن ملف التجسس لأكثر من محاولة اغتيال في يوم واحد نجا منها جميعا، فرد موقع الحرس على هذه المحاولات بنشر مقطع لدقيقة واحدة تعترف فيه زهرا لاريجاني بالتجسس لصالح بريطانيا وينوه الموقع ان (هذه الدقيقة مقتطعة من مئة ساعة من التحقيق معها)!
الغريب في الامر ان قناة (NBC) الامريكية قد بثت مسلسلا تلفزيونيا في الخامس والعشرين من ديسمبر الفائت بعنوان الشجاع (The Brave)، وفي القسم الاول من الحلقة التاسعة منه يلتحق ضابطان من المخابرات الامريكية في عمل سري في طهران وتتعاون معهما سيدة ايرانية ترتبط بالحكومة الايرانية وتلقب (لاريجاني)!
موقع (آمد) سرب ايضا فيديو تنصيب خامنئي قائدا للثورة بعد وفاةالامام الخميني، حيث لا يوافق مجلس الخبراء على هذا الاختيار، ويقوم خامنئي ويقول ان انتخابي لهذا المنصب عمل شائن لا يمكن ان يكون، لأن هذا المقام اعلى مني شأنا وانا لست على هذا المستوى، فاذا اصر المجلس على هذا فانه سوف يبكي دما، ثم يطلب رفسنجاني منه ان يوافق على هذا المنصب مؤقتا حتى اجراء انتخابات!!
هذه التسريبات التي قدمها الحرس الثوري للشعب الايراني، ومن ثم عدم تدخله في فض المظاهرات التي نادت بسقوط وموت الديكتاتور يدل على عمل كبير يقوم به الحرس لأسقاط هيبة (القائد خامنئي) امام الشعب وبوساطة من رجاله انفسهم كخطوة اولى لعزله واعادة هيكلة النظام مرة اخرى.