22 نوفمبر، 2024 11:46 م
Search
Close this search box.

حقيقة الصراع بين السيستاني والباكستاني

حقيقة الصراع بين السيستاني والباكستاني

كلما تقترب الانتخابات البرلمانية في العراق تزداد وتيرة المشاحنات والتجاذبات بين الاطراف السياسية، وتزداد حملات التسقيط والتشهير بين الاحزاب السياسية هدفها النيل من المنافسين، ولم يقتصر الامر على السياسيين وحسب بل انتقل الى المرجعيات التي تسمى (كبيرة) واذا اردنا ان نكون اكثر دقة فالذي يباشر العمل هم ابناؤهم ــ وهذا لا يعني تنزيه ساحة الاباء ـــ فطموحهم وطمعهم لا حدود له، فهمهم الوحيد التسابق للحصول على النفوذ الحوزوي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي. فالنزاع والتجاذب بين السياسيين يمكن تبريره لانهم يسعون للوصول الى السلطة ليطبقوا ما يرونه مناسبا، وهذه وظيفتهم الرئيسة، الا ما شذ وندر. اما مرجعيات (كبيرة) تتقاتل وتتصارع في ما بينها هذا الامر المستغرب منه! لعل بعضهم سيحاول ان يقنع نفسه ويحاول اقناع الاخرين اننا بحديثنا هذا نحاول تسقيط او تشويه سمعة المراجع (الكبار) لاغراض شخصية او فئوية، او لعلهم سيقولون اننا نعمل لاسرائيل، لكن الحقيقة ان معظم الشعب العراقي يعيش بنفسه ويرى بعينه هذا التصارع بين محمد رضا السيستاني وعلي الباكستاني، وقد بات هذا الصراع واضحا جليا لدى الجميع، وهناك تسابقا واضحا للوصول الى القواعد والاتباع، وسأذكر لكم بعض الامور:

ـــ ان اتباع المرجعية التي يسمونها تارة (العليا) وتارة اخرى (الكبيرة) ينقسمون على فئات ثلاثة تقريبا:

1.وهم اتباع بسطاء يستظلون بظل المعتمدين والوكلاء فما يملونه عليهم يسيرون به، فهم لم يدققوا ولم يبحثوا عن مصداقية الوكلاء والمعتمدين، وانما ينطلقون من منطلق حسن الظن الذي يصل الى السذاجة بما يقوله سيد فلان او شيخ فلان، استطاع هؤلاء المعتمدون ان يجيرونهم لصالح المجلس الاعلى، ويمجدون بعمار الحكيم دوما وانه ابن محسن الحكيم وانه مفضل لدى المرجعية وانه ابن الزهراء الخ.. وبطبيعة الحال فان المعتمدين ورجال الدين هم يدينون للمجلس الاعلى على اعتبار هناك صرفيات ونثريات ورواتب وتعيينات ما يسمى بضباط الدمج، فمعظمهم يتقاضى رواتب تقاعدية وبرتب مختلفة من نقيب ورائد ومقدم حتى وصل بعضهم انه يتقاضى راتب لواء متقاعد، ومن لم يعلم بان معظم رجال دين المرجعية العليا والمجلس الاعلى يعيشون على هذه الرواتب فها نحن نعلمه . وكما قيل في الحكمة (طالما استعبد الاحسان انسانا). فهذه الفئة تسير خلف ما يصوره لهم رجال الدين برواتب الدمج. وما دمنا مررنا بهذا الموضوع، اردت ان اسأل سؤالا لهذه المرجعية (العليا): هل هي من اجاز لهم اخذ هذه الرواتب دون ان يقدموا أي خدمة للبلد؟ هل هذه الرواتب حلال ام انها حرام؟ في حين انها لا تجوز للموظف اخذ المال الذي يصرف بعنوان ساعات اضافية اذا ترك دوامه قبل تحقق الموضوع، او تحرم على الموظف اخذ المال المرصود له في الايفاد اذا لم يبت في فندق؟ اليس غريبا ان تتعامل هذه المرجعية العليا جدا بمكيالين مع الناس؟ فهناك ممن يتقاضى راتب الدمج وليس عليه الا ان يظهر ولاؤه للمجلس الاعلى، او يدفع 30 ورقة أي 3000 دولار ليضعوا اسمه مع المدموجين.

2.الفئة الثانية هم الاتباع بالاسم فقط أي انهم يدعون انهم اتباع المرجعية (العليا) بحسب قاعدة حشر مع الناس عيد، الا انهم يعتقدون ان المجلس الاعلى توجه فاشل لا يمكن ان يقود البلد، وانهم تعاملوا مع شخوصه وجربوهم وفشلوا، فضلا عن الفضائح التي مني بها هذا التوجه.

3.الفئة الثالثة من اتباع هذه المرجعية، هم من يبحث عمن يقضي له حاجته دون النظر لما يحمل المقابل وماذا يمثل، وينخرط تحت هذه الفئة من يقدم الولاء للعشيرة والقبيلة على المرجعية، فهو يؤمن بإتباع المصلحة العشائرية فقط ليس الا ، لانه يؤمن بان قريبه يحقق له ما يصبو اليه.

ـــ فالتصارع الان بين جهتين بحسب الظاهر وبحسب ما يراه المراقبون ــ وان كنا سنذكر وجها اخر لهذا الصراع الظاهري ـــ بين علي الباكستاني وعمار الحكيم من جهة، وبين محمد رضا السيستاني و حسين الشهرستاني وصفاء الدين الصافي والمالكي من جهة ثانية.

فعلي بشير الباكستاني يحاول جاهدا ان يصنع لاسم ابيه شيئا وكيانا يجمع من خلاله الاموال والاتباع ليكون اللاعب الاساس في الساحة باتفاق طبعا مع المجلس الاعلى وعمار الحكيم، وهناك حركة مريبة يقوم بها علي الباكستاني في مختلف المحافظات ويوجه  الناس باتجاه بعض الشخصيات التي يسمونها بالاسم، ويقولون للناس من يريد التأكد فليذهب لبشير الباكستاني الذي بدوره ينص على الاسماء. ومما يرثى له ان هذه الشخصيات ذات مستوى متدني ومخجل، فمثلا يروج الان في محافظة بابل لشخص يدعى سالم طحيمر الطفيلي ابو السمج كان اخوه كريم شريكا لحمزة خير الله طلفاح بشراء التمور لغرض تصنيع الخمور، والشخص الاخر هو حيدر العويدي، وهم ترشحوا على قائمة المجلس الاعلى، ,وفي ميسان أن حسن بن سيد سعدون الموسوي امام جامع في ميسان ممن كان له موقف سلبي تجاه السيد الصدر في حياته بالسب والتشويه وتلفيق التهم قد رشح اخوه المعلم علي سعدون  وفي الناصرية تم ترشيح هاشم الموسوي الذي هو حالياً عضو مجلس محافظة وهو ممن يضمر العداء لكل من يحاول ان ينهض بالواقع ومن الواضح ان المجلس الاعلى يناغم وبشكل واضح الباكستاني.

وفي المقابل صرح وكلاء السيستاني اكثر من مرة انه لا يدعم قائمة بعينها، وانما يقف على مسافة واحدة من الجميع، وهناك فئة كبيرة من السياسيين امثال الشهرستاني والصافي ومحمد مهدي الناصري وعبد الهادي الحكيم هم مع المالكي، وهم بطبيعة الحال يقفون الى جانب محمد رضا السيستاني، الذي لم يرفض له طلب الى الان.

فما هو موقف اتباع المرجعيات التي تسمى كبيرة؟ مع عدم وضوح الرأي الحقيقي لها، وهل انها لا تدعم احد بعينه حقيقة؟ ام انها تحاول التخلص من مسؤلية فشل السياسيين الذين ينتسبون لها؟

ـــ الذي اعتقده ان هذه المرجعيات تلعب على اكثر من حبل ، وتعمل على اكثر من جهة واي جهه تصل فمردودها لها، فهي تظهر شيئا وتخفي اشياء، لانني اعتقد ان علي الباكستاني وان كان يسعى للانفصال عن سطوة محمد رضا، الا ان الاخير لم يسمح بذلك، ففي احدى المرات ظهر علي بشير الباكستاني على قناة افاق وكتب اسفل الشاشة اسمه وانه الناطق بأسم المرجعية، ما هي الا لحظات حتى اتصل محمد رضا بالقناة وتحديدا  بمصطفى الهايم لانه مدير برامج الذي كان يعمل في قناة الحرة كمراسل سابقا ، ووجه له كلاما حادا معترضا على عنوان علي الباكستاني، وفعلا تم تغييره، ولم يعد يكررها. وعندما ضيق الخناق على السيستاني حين رفض القانون الجعفري رأينا استجابة الباكستاني الاب لطلب السيستاني الابن كي يصدر موقفا ضد القانون الجعفري المزمع اقراره في البرلمان العراقي لتخفيف الضغط عليه، على الرغم من تعرضه لانتقادات اللاذعة التي اخلت بعدالته لانه كذب وانكر موقفا اتخذه سابقا لصالح القانون.

وعلى كل الاحوال يبقى السؤال المهم الذي يجب ان تجيبنا عليه المرجعيات الكبيرة، هل ان عمل بشير الباكستاني وابنه بمعزل عن السيستاني وابنه، فهل انهم جميعا يقفون على مسافة واحد من الجميع ام انهم جعلوا الواجهة الباكستاني والسيستاني يقف خلفها؟ فما هو موقف هذه المرجعيات هل هو واحد ام متعدد؟ الشعب العراقي يتسائل ويبحث عن الجواب الحقيقي؟ فهل يمكن ان نفهم موقف الباكستاني من تصريحات احمد الصافي الاخيرة في ما يخص عدم دعم قائمة بعينها؟ ام ان المرجعيات الكبيرة تمردت على السيستاني؟

أحدث المقالات