تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وازدياد سطوته في المنطقة مرتبط ارتباط كبير بالصراع الاقتصادي والتوازن العسكري العالمين مابين موسكو وبكين وايران من جهة وبين واشنطن والصهيونية العالمية وتركيا ودول الخليج .
الصراع الاقتصادي المتمثل بقدرة قطر على تصدير الغاز الى اوربا عبر البحر المتوسط والذي تؤيده امريكا وتركيا ودول الخليج وتعارضه موسكو الذي يؤثر تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الروسي ويؤيدها كل من بكين وايران ولأن الخط المفترض لتصدير الغاز القطري يمر عبر الاراضي السورية اصبحت سوريا ساحة الصراع الاشد تضررا .
ولأن النفوذ الايراني كبير في العراق وخصوصا الجانب العسكري , اصبح لزاما على واشنطن واسرائيل وتركيا ودول الخليج خلق توازن عسكري يواجه القدرة العسكرية الايرانية وافضل عذر لهذا التوازن هو التمدد الشيعي !!! وخصوصا اذا علمنا ان التشيع في العالم لايتجاوز 20 بالمئة قياسا بالتسنن عالميا . والمؤسف ان المسلمين صدقوا هذا وكل منهم انحاز لمذهبه .
اُستغل الربيع العربي بشكل يخدم مصالح الدول التي تعادي موسكو وحلفائها بالرغم من ان مطاليب الربيع العربي كانت الحرية والعدالة لكن النتيجة كانت مدمرة اذ اصبحت الدول العربية تنزلق نحو الحروب الاهلية بصبغة مذهبية وصادرت مطاليب الجماهير التي تسعى لتحسين وضعها الاقتصادي ولتفعيل حريتها بأختيار النظام الذي ترغب به .
اذاً وجود داعش من عدمه مرتبط بهذا الصراع ولاعجب اذا قالت واشنطن وحلفائها ان طرد داعش يحتاج الى عشرات السنين , داعش خلقت من رحم القاعدة , والقاعدة صناعة امريكية صنعت لضرب الاتحاد السوفياتي سابقا عندما كان في افغانستان . داعش ذراع القوى الامبريالية والاستعمارية والصهيونية العالمية في المنطقة , هذا يفسر سبب قوتها على الرغم انها في العلن لاتملك اقمار صناعية ولا سلاح طيران ولا اسلحة متطورة كتلك التي تملك الدول المتقدمة الا انها قوية وتتمدد ويقابل هذه القوة وهذا التمدد فشل واضح من قبل امريكاوحلفائها في مواجهة داعش بالاضافة الى هذا فهي لاتزود العراق بالسلاح المطلوب بالرغم من وجود اتفاقية الدفاع الاستراتيجي مابين امريكا والعراق .
ماذا يعني هذا كله ؟ هذا يعني ان كل من سوريا والعراق هما ميدان صراع للدول الكبرى من اجل مصالحها الاقتصادية , هذا لايعني ان حكومتي سوريا والعراق بريئة من هذا الصراع بالعكس هما جزء من هذا الصراع الدولي الاقتصادي والعسكري لكن دفة هذا الصراع ليس بأيديهما .