خبنت عباءتي لستر فتق بدا فيها من الزمن العقوق .1*ِ
واخشى انها بالخبن تفنى اذا واليت اخفاء الفتوقِ
بعد الاحتلال الامريكي الاستعماري للعراق سنة 2003 تبجحت الولايات المتحدة الامريكية المنحطة بفرية ” الديمقراطية والقضاء على الدكتاتورية . تغطي جريمتها المفضوحة بهذه الكذبة وهذا الشعار الكاذب , معظم حكومات دول المنطقة لا يتعاملون بالديمقراطية وامريكا مرتبطة معهم بعلاقات استراتيجية اقتصادية وعسكرية وسياسية . تسوّق هذا الموضوع المضحك على نفسها وعلى الاغبياء . العراق من اول تأسيسه كدولة لها كيان ودستور عام 1921 عرف الديمقراطية بشكلها الصحيح ومارسها افضل من ما تعرفها امريكا التي لم تكن في ذلك الوقت بهذه المكانة والسطوة التي هي عليها اليوم . اغتصبت العراق واحتلته واهدته الى حكام ايران كصيد ثمين يحلمون به . صحيح ان نظام صدام حسين كان ” نظام طوباوي ” يسعى لأرضاء الجميع وهو افضل من النظام الحالي المعمول به بعد الاحتلال واحسن واصلح من كل الحكومات المتعاقبة من الاحتلال الى اليوم وبشهادة كل من عاشه ويعيش الوضع الحالي . ونسأل هل ايران تعرف وتتعامل با لديمقراطية ينتخبون رئيس الجمهورية الذي ” لا يحل ولا يربط ” مثل ابو الحسن بني صدر ” رئيس جمهورية ايران السابق ” طلب اللجوء السياسي ” وهو بمنصب رئيس جمهورية . ولا يسمح لهم بانتخاب ولي الفقيه ” الحاكم الاعلى المطلق ” بعد دستور بريمر الذي رفضه الشعب العراقي وفرضته امريكا على العراق مستعينة بأتباع ايران كحكام على العراق مستغلين الدين والمذهب والطائفية كغطاء لتعزيز نفوذهم السياسي . منذ البداية اججوا الصراع والتمييز ” هذا شيعي وهذا سني ” الذي ادى الى عنف لايمكن السيطرة علية وقيام الشبكات ” الزبائنية ” المدعومة من الاحتلالين الامريكي والايراني بوضع يدها على اقتصاد وسلطة الدولة . ويجاهرون ويتشدقون بالديمقراطية وهم بعيدين عنها بعد الارض عن السماء ولا يفهمونها اصلا . من المنطق ان تؤدي الديمقراطية الى تغيير الواقع اليومي لكن ديمقراطيتهم زادت العراق خرابا وفسادا والاسوء مستمر . في بداية احتلال العراق قَبِلَ بعض القادة الدينيين والمشاركين كسياسيين من المذهب الشيعي الاثني عشري والسنّة المنتمين الى السلطة الحاكمة التي شكّلها ” بول بريمر ” الحاكم الامريكي على العراق , قبلوا بالديمقراطية كصفة اسمية على الاقل ومجّدوها بوصفها حالة سياسية متحضرة . فهل تطورت الامور في المجال الديمقراطي الذي يدّعونه من ذلك التاريخ الى الوقت الحالي يا ترى .. الجواب كلا .. كان هدف هؤلاء الاستحواذ على السلطة بأي شكل من الاشكال و بكل الطرق والوسائل المشروعة والغير مشروعة كونهم يحملون ثقافة ما تزال تحتفظ ” ببقايا جاهلية ” . . . . أن ما يجعل بناء حياة ديمقراطية في العراق امرا صعبا هو عدم قدرة الجسم السياسي على افساح المجال امام التعددية السياسية للعمل بحرية في اعلان مايرغب ويطمح اليه الشعب . فمن غير المسموح الخروج على طاعة دكتاتورية المذهب الواحد ” الشيعي الاثني عشري المستغل من قِبَل العناصر الحاكمة التي تمثل “التيار الايراني الحاكم ” و اجراء الانتخابات المزورة المزيفة ” زوّروا النتائج واحرقوا صناديق الاقتراع ” لا يعني تجاوز هذه الصعوبة . اختلاف وجهات النظر بما فيه من يقين يجعل الشعب مثقلا مركزيا بشكل الديمقراطية الكاذب المشوّه في هذا المنظور . حاكمين العراق من الاحتلال الى اليوم متعاطفين ومنتمين مذهبيا وسياسيا وفكريا بل ومنهم من ولد ونشأ وترعرع في ايران تحت ضل ” الخمينية ” التي لا تؤمن ولا تتعامل بالديمقراطية لا من بعيد ولا من قريب ولحد الآن . فكيف بهؤلاء ان يكونوا ديمقراطيين . لا يمكن التعامل مع الديمقراطية وبها الا مع ناس يؤمنون بالديمقراطية . وسياسيي العراق لا يعرفونها ولا يستسيغونها و لا يلوكونها بل “يبصقونها ” بوجه الشعب المظلوم . الشعب العراقي يعيش هذه الديمقراطية الكاذبة . من تبوء السلطة من حكام العراق التابعين ” للتيار الايراني ” مثل ابراهيم الجعفري ونوري المالكي . رؤساء وزراء العراق في حينها . اججو الطائفية المذهبية وارتكزوا عليها واسسوها كمنهج يعتاشون عليه ويعتبرونه اساس وركيزة تحفظ بقاءهم وقوتهم قاذفين بالديمقراطية في مزابل النفايات . موالين بشكل مطلق للنظام الايراني الخميني الذي يكفر بالديمقراطية وبمن يتعامل بها . جاء بعدهم حيدر العبادي محايدا للا طراف الحاكمة كاسبا ودها وايضا على حساب الشعب ومصالحه كافرا بالديمقراطية . واليوم السيد عادل عبد المهدي رئيس وزراء العراق الحالي عاش حزب البعث العربي الاشتراكي وعاش الشيوعية وعرف الماركسية ويعيش الدينية المذهبية . يعرف الديمقراطية تماما لكنه لا يستطيع التعامل بها في العراق كون المحيطين به يرفضونها. بل يهددونه ويستفزونه . مثل اعلان عمار الحكيم كمعارض سياسي ورسالة مقتدى الصدر الاخيرة التي وجهها له . واجتماع السيد برهم صالح رئيس الجمهورية بعمار الحكيم يدخل في هذا الموضوع . الاحزاب السياسية الشيعية الحاكمة وميليشياتها بالاجماع بما فيها حزب الدعوة الحاكم مذهبية طائفية غير ديمقراطية مرتبطة بايران ماديا وعقائديا سياسيا واقتصاديا و اداريا .. ومن يمثلون السنة مثل الحزب الاسلا مي وصالح المطلك واسامة النجيفي وغيرهم يغازلون الامريكان عسى ولعل ” يسترون على حالهم ” ايضا لايعرفون ويجهلون الديمقراطية . ولا يتعاملون بها وعمليا متنحون عن السلطة وعن مصدر القرار . الديمقراطية تعني الاغلبية السياسية لا الدينية ولا المذهبية ولا القومية ولا تعني المحاصصة . وتتخذ من الهوية الوطنية اساس يسمو فوق كل هذه الاعتبارت وتعمل على تغيير الواقع الفاسد والانقلاب علية وتلبي وتتناغم مع مصالح الشعب وتطويره وتطلعاته والديمقراطية مصدر قوة للفرد والمجتمع رافضة لكل اشكال التعصب .
العمل بالديمقراطية ضاع بادارة الخصومات بين المصالح والقيم وينظر احيانا الى هذا الشكل على انه يساهم في تصوير الديمقراطية القائمة على الاجماع كذب واضح ومضحك . كل هذا التجني والتشويه للديمقراطية يتم بمباركة امريكية واضحة من رضاها وسكوتها على ما جرى ويجري بالعراق من فساد وقتل وتدمير للبنية التحتية وازاحة سكانية , بادوات خلقوها هم ” امريكا وايران ” مثل داعش وغيرها . والحقيقة قد يكون الاحباط قاسيا لأن التوافق او الاجماع ” استعباد مأجور ” لم يتحقق عمليا لاسباب متعددة ابرزها دكتاتورية المذهب الواحد الحاكم انه المأزق . تعرضت السلطة في العراق بعد الاحتلال الامريكي له للسرقة من قبل ” استبداديين ” طائفيين اصحاب ثقافة متخلفة متدنية يقومون باخماد اي شكل من اشكال المعارضة باسم وحدة الشعب المفترض ان يجسدها . وقد كانت مصادرة السلطة بهذا الشكل اوذاك وبدعم خارجي واضح لغرض السطوة على الشعب بمختلف اشكاله ودياناته ومذاهبه وقومياته متناقضا بشكل جوهري خارجا على القاعدة الصحيحة التي تقوم علها الديمقراطة الشعبية وهذا ما نجده في العالم الديمقراطي المتقدم والمتطور . نقص قنوات الرفض المرتبطة بالعمل الطبيعي للديمقراطية يعمل عليه متعهدي المذهب الواحد ويشكل التفاف بجعل الرفض المبطن بالموافقة المبطنة من اعلان ” عمار الحكيم ” كمعارض للحركة السياسية العراقية وهو ضمن دائرة المذهب الحاكم الجامع للسلطة السياسية والدينية والمذهبية المعارضة لها انه تكتيك مدروس بعناية للخروج من المأزق السياسي الحالي الذي يحاولون جاهدين التبرقع ببرقع الديمقراطة المتهرئ المليء بالفتوق الذي لا يمكن “خبنه ” من المؤكد ان هذا المضوع لم يكن من استنباط عمار الحكيم , بل بارادة وتوجيه خارجي ايراني للسيطرة على الموقف السياسي العراقي وكما يقول المثل ” زيتنا في بيتنا ”
رسالة السيد رئيس وزراء العراق ” عادل عبد المهدي ” لعمار الحكيم كانت واضحة تقصده ومن وراءه . تتضمن امور غاية في الصراحة والوضوح حول مفهوم الديمقراطية التي لا يفهمها احد من سياسيي العراق الا القلّة يتجنبونها ولا يعملون بها حاملين وزرها وهذا واضح من رسالة رئيس الوزراء . عرّف الديمقراطية وكأنه معلّم يعلّم تلميذه ويغمز له بعدم صحة استحواذ حزب واحد ” المقصود حزب الدعوة ” او مذهب واحد او فرد واحد واكد على الاغلبية السياسية وليست المذهبية كما هو معمول ولا نظام المحاصصة المعمول به وهدد بشكل مبطن بالاستقالة في حال قام عمار بما اعلن عنه . واكد مخاطبا عمار ان ” لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين ولا دستور بدون دستوريين “وكأنه ينبههُ بالحال الذي هم عليه كسياسين وصورتهم الحقيقية الواضحة امام الشعب العراقي والعالم .
1*. الشعر للشاعر . احمد الصافي النجفي