18 ديسمبر، 2024 8:33 م

حقيقة التمثيل الإسلامي لمجتمعاتنا

حقيقة التمثيل الإسلامي لمجتمعاتنا

كلمات لحادثة روَت لي همس بها أحد مراجع الدين الشيعة الكبار عقب زيارة إثنا عشر ممثلا” للشيعة له في النجف ابان مجلس الحكم عقب سقوط نظام صدام حسين للتداول في الشأن العراقي ، مع تخلف الشيوعي عن الزيارة ، أبتدأ بها تساؤلي المشروع عن طبيعة إختزال التمثيل المسلم بشقيه ( الشيعي والسني) بأحزاب وتيارات أضفت على أسمائها مفردات الأسلمة كأن تكون الدعوة (الإسلامية) والمجلس والحزب ( الإسلامي) أو الإخوان في مصر وكل من تعمم في إيران وأطلق اللحى وقصر الثوب في المملكة السعودية .
كلمات الحادثة تلك والعهدة فيها على الراوي ، كانت بحق أحدهم : قد يكون هذا منقطعا” عن العبادة ، شارب خمر حتى ، والكلام للمرجع : لكني أشعر بأنه خير من يمثل الشيعة ويدافع عن حقوق الآخرين من غيرهم .
المرجع هنا لايتحدث عن صبغة طائفية يختنزها (هذا) وهو الليبرالي كما عُرف ، أو ان مرجعنا نفسه تحكمه نزعات تجعل لشرار الشيعة سيوفا” مسلطة فوق رقاب أخيار طوائف ومكونات أخرى في العراق ، لكنه أراد ان يرينا ان التمثيل الحقيقي للطوائف لايختزل بمسميات التقديس الموهمة لشارع غلبته شعارات البعض الرنانة والطنانة وإحتكار حقيقة الإيمان والكفر وصولا” الى فاجعة كربلاء المتاجر بها رغم عظمتها لإستلاب عقول البسطاء منا ، وبالتالي سلب أصواتهم الإنتخابية .
حادثتنا هذه لايمكن ان تكون جلبابا” بمقاس العراق وحده بعد زوال دولة القوميين البالية عنه ، لكنها بمقاس جل منظومتنا الاسلامية .
فبعد ان تحكمت بمقدرات شعوبه أنظمة ديكتاتورية ، فتحت بتهميش فئات واسعة من أبناء جلدتها وإبعادها عن دائرة صنع القرار الوطني في بلدانها ، الطريق واسعا” أمام نمو نوازع وميول شعبية باحثة عن بديل ، فلا تجد غير خطاب متحجر مدغدغ للمشاعر وصولا” لشعار البعض (الاسلام هو الحل) كبديل غير شرعي لنظام فاقد للشرعية أصلا” .
ولا أعلم أي حل هذا الذي يشيع مفاهيم إيمانية بعض الشعب وكفرية الآخر بعيدا” عن حقوق مواطنة أفتقدناها طويلا” ؟
وطئة الشعار المؤسلم هذا وسطوته باتت واضحة للعيان في مجتمعاتنا ، عبر قتل وتهجير كل من له طرح مخالف ، وشعوب لاتملك حق الخيار المتعدد ، أمتزج خطاب الأنظمة السياسي الواجب ان يكون مصلحيا” بحتا” بخطاب عواطف وقداسات مغازلة حقيقية وتحالف مشبوه وتنفيس غير نقي لشعوب فاقدة للأهلية في الخيار الصحيح بعد ان سُدت أمامها كل السبل ماعدا مايرتضيه حاكم أو مؤسسة دينية متنفذة .
الصراع العربي الاسرائيلي بكل تجلياته السياسية بات صراعا” (اسلامي – يهودي) والغرب ( الكافر) معادٍ لكل ماهو مسلم ، وشيطان أكبر وحجر عثرة أمام مانبغيه نحن وهذا ( موضع شك) من تطور *
وماذا سيكون الموقف من تايوان مثلا” هذه الدويلة المنسلخة بعيدا” عن جسد التنين الصيني لو تبوأت زعامة كوكبنا كقوة عظمى بديلة عن شيطاننا الأكبر وتكون لها بالطبع أجندتها ومصالحها الخاصة بها في عالمينا العربي والاسلامي ، المؤكد لديَ على الأقل انها ستنعت بمسميات التآمر نفسها ولكن بشقها البوذي لا المسيحي أو اليهودي المتعارف عليه الآن ، وبالتالي تصبح لنا شماعة نحلم بها تحول دون أي تصحيح أو مراجعة واجب علينا القيام بها .
من هذا كله وغيره كثير ومفجع ، أطرح سؤالي الذي أجده شرعيا” من ان يطرح الآن بالتحديد :
لماذا لايكون غير المعمم وحليق الذقن وذاك الذي في ثوبه قليلا” من طول ممثلا” لكمٍ هائل من التطلعات البشرية في عالمنا ومتى ننأى بالدين وعباداته ورجالاته عن معترك السياسة ودهاليزها ، فنحمي هذا من تلك بعد ان بات مطية سهلة الركوب ومن ثم التوجيه ، ومتى ندرك احترافية السياسة لا ان نكون مراهقيها وهواتها ؟
السياسة مصالح دائمة لامكان للعواطف فيها .

* ما ان يحتدم الصراع بين سلطة ديكتاتورية في بلد إسلامي وأصحاب الخطاب الإسلامي المؤدلج ، الحكم عقيم عند كليهما ، لا تبادل سلمي للسلطة ، حتى تلوذ الأخيرة بالغرب لتنال فيه كل حقوقها وان جحدوا حق هذا الغرب في العيش .