المؤرخون القُدامى والسِيرة النبوية الشريفة…
كيف نعتمدهم…؟
ليس معقولا ان تبقى أصول التاريخ الاسلامي على حالها في مناهجنا الدراسية الحالية ونحن في القرن الحادي والعشرين ، بينما العالم يتغير كل يوم. فلا بد من ان ننبه الاذهان الى ضرورة اصلاح المنهج التاريخي الخاطىء الذي وقع فيه مؤرخونا وأوقعونا معهم في خطأ التقدير المقصود، حتى اصبحت اجيالنا غارقة فيه دون فكاك. وحين نقول :
الاصلاح لا نقصد الالغاء ،بل تشذيب الاخطاء للروايات التي حُشرت حشراً واصبحت بمثابة الحقيقة اليوم.لان الاصول لا تمس والنصوص لا تحذف بجرة قلم وانما تناقش وتقارن لبيان صدقية النص من عدمه.
هذه الحشرجة النصية ما جاءت اعتباطاً، بل لكثرة من كتب في السيرة دون تدقيق، وخاصة المرحلة المكية التي غطى احداثها كُتاب السِيرالذين غابت عنهم القضايا التشريعية في مكة، والذي ادى الامر بهم الى تحنيط الاحكام وتجميد حركة التاريخ واخماد الروح الوطنية لدى العرب المسلمين.
فأذا اخذنا بنظر الاعتبار كتاب السِير وافكارهم وتواريخ كتاباتهم واتجاهاتهم الفكرية والسياسية ،نلمس ان هناك غيابا للموضوعية في كتاباتهم وغيابا للمعرفة الرأسية عند بعضهم حين دونوا النصوص دون مراجعة وتثبت ، وابتعدوا عن القضاء الواعي في تثبيت الاحكام. ورغم ازدحام المكتبة العربية الاسلامية بكتاب السير النبوية لا نجد من بينهم الا قلة من الذين يستحقون الوقفة معهم ومنهم:
محمد بن اسحاق المطلبي صاحب السيرة المعتمدة ( ولد سنة 80 للهجرة) ومحمد بن عمر الواقدي صاحب المغازي (ت207 للهجرة) ،وابن سعد صاحب الطبقات الكبرى (ت230 للهجرة)،وابن هشام صاحب السيرة النبوية (218 للهجرة).
ويعتبر ابن اسحاق من اكثر المؤرخين دقة في نقل النص،ولانه لم يمالأ السلطة العباسية فقد نحي جانبا واتهم باشد التهم الباطلة وطعن في طريقته العلمية وأخطائه بالنسب ،لكن المنصورالعباسي لشعوره بعلمه وبأستقامته قربه اليه وكلفه بكتابة سيرة ولده المهدي فكتبها خوفاً لا عن اقتناع وأنزوى في بغداد التي أحبها ومات فيها ودفن بمقبرة
2
الخيزران بالجانب الغربي من الكرخ، رعم ان البعض يدعي انه مات في المدينة المنورة.
ومن بعده يأتي الواقدي المؤرخ الصادق والدقيق في نقله للنصوص التاريخية على عهد رسول الله(ص) وكتابه الشهير المحقق (المغازي) صفحة بيضاء ناصعة وصادقة بحق رسول الله ، ولم يعتمد عليه مؤرخ الا وصدق.وهو خير من كتب عن المغازي كغزوتي بدر وأُحد وعن الشورى .
وكتاب السيرة لابن سعد،وهو جزءان من طبقاته الكبرى ، ومن محاسن ابن سعد انه احتفظ لنا بالكثير مما كتبه عبدالله بن محمد الانصاري في السيرة وأحتفظ لنا بنصوص كثيرة منه بعد ان ضاع كتابه. وفقدت المكتبة العربية مصدر لا غنىً عنه في دراسة السيرة العطرة.
من سوء الحظ لم يبق لنا من كتب السيرة المعتمدة الان في الدراسات الجامعية سوى سيرة أبن هشام المتوفى في مصر سنة 218 هجرية،رغم وجود السير الاخرى.والرجل يمني الاصل من قبيلة غافر أو سدوس لكنه كان من مواليد البصرة في العراق وقد تدرج في كتابة السيرة حتى عدوه عالما عظيما فيها.حين غلب الاعتماد عليه عند المؤرخين.لكن مما يؤخذ عليه انه تصرف بسيرة ابن أسحاق ونقل منها نصوصا وكتبها على هواه وخاصة في قضايا الفتح والغزوات ، والموقف من العباس بن عبد المطلب وقضية اسلامه من عدمها ،والدور الذي لعبه في التمهيد لفتح مكة .وهنا يقف المؤرخ مع العباس واسلامه ودوره الفعال في نقل كل كبيرة وصغيرة للرسول(ص) مما مهد له معرفة احوال مكة قبل فتحها.ونظريته في هذا الباب بحاجة الى وقفة ومقارنة صادقة من النص المنقول لنا عن الاخرين.
واذا انتقلنا الى ما بعد العصر النبوي نجد تيهاً واضحا في النصوص لا اول لها ولا اخر، وخاصة في مقتل الخليفة عمر بن الخطاب(رض) والفتنة الكبرى في عهد الخليفة عثمان بن عفان (رض). وحكاية عبدالله بن سبأ الوهمية التي لو تابعتها من اصولها لاتجد فيها ُ من أثرٍ صادق ،لان هذا الرجل الذي سموه ابن السوداء لم يكن ولا كان قط، وانما هي اسطورة وضعت لكي نبعد اي اتهام بالشر الى اي احد من قادة العصر آنذاك. وهذا قصور منهجي متعمد لا شك.
أننا اليوم بحاجة ماسة لان نعيد كتابة السيرة النبوية الشريفة لنقيمها تقييماً بميزان الحق والصدق حتى لا نعطي للمبالغة والتهريج ورأي الفرق الدينية مكانة التفضيل لمن يريد ان يكتب لصالحه، لأن بمنهجهم هذا ولدوا لنا منهجا رماديا في معرفة الحقيقة العلمية لتفسير النص.لا سيما وان النص الديني يجب ان يخضع للمناقشة العلمية وتطبيق نظرية
3
التحقيق والتأكد من صحته، وهو أمر يقضي الى قيام الدليل والبرهان عليه، ولا تقوم الحالة الا بالتمحيص الداخلي والخارجي لمحتوى النص لأثبات الاصل ببطلان النقيض،واذا لم تتحقق هذه الموازنة العلمية ،يبقى النص في موضع الشك والريبة.
هذه المنهجية هي التي نحن بحاجة اليها ولسنا بحاجة الى طباعة الف كتاب في السُنة في معارضنا المتعددة،وفي عواصمنا الثقافية المبهرجة التي لا تقرأ سوى ان نزحم فيها رفوف مكتباتنا تباهيا وأفتخاراً.
فالذي يريد ان يكتب عن الشورى اليوم عليه ان يقرأ نصوص الطبري هذه التي ازدحمت بالمتناقضات اللامعقولة، والتي هي بحاجة الى تأملٍ فيها وتعليقاً عليها. وحتى يفهم المسلمون الخطأ عليهم ان يقرأوا كتاب المقريزي في النزاع والتخاصم بين بني آمية وبني هاشم ،لكي يعرفوا كم نحن بعيدون عن الفكر السياسي السليم حين يقف هذا المؤرخ منحازا لطرف دون الاخر – المفروض ان يكون حيادياً – ولا يفرق بين النص ومعناه ،ولو لاحظت محاوراته في ابي سفيان والعباس عم النبي وخلافة الحسن بن علي(ع) ووراثته حكم الدولة ،وكيف كتب وصور وتصرف؟ونحن نسأل المقريزي هل تنال الخلافة بالوراثة؟ حتى ولو كانت في آل علي (ع) انها نصوص كتبت لكنها بحاجة الى تدقيق لنتخلص من فقه السلطة التي كانت وما زالت توقعنا في الخطأ من اجل بقائها واستمرارها في حكم الناس،فهل سننتبه وننبه الناس.
كل النصوص التي جائتنا بخصوص الخلافة والامامة والولاية والحسبة والقضاء بحاجة الى مراجعة علمية دقيقة لننقل ما توصلنا اليه الى منهج الدراسة من الابتدائية الى الجامعة،لنزرع في أفكار طُلابنا صحيح العقيدة لا خطئها، والا سنبقى أسرى الخطأ المفروض علينا دون اصلاح. اما نصوص الزواج والطلاق والمتعة والاماء وما ملكت أيمانهم وايمانهن فحدث ولا حرج عند فقهاء السلطة التي جعلوا من المرأة التي اعزها الاسلام لعبة او دمية ذكورية يتلاعب بها الجنس وعبدته من ناقصي العقول. فهل سيصحى ولاة الامورومرجعيات الدين الى الامر الرباني ويعيدوا لنا النص القرأني بما آمر ويبتعدوا عن الذي به نهى. أمل لازال بعيدا عنا اليوم.
لم تكن السنُة النبوية التي كتبت جاءت من اجل تعظيم الرسول(ص) والاسلام حسب ،وأنما كتبت من اجل ان تصبح قانونا لدولة العدالة المنتظرة في الاسلام. ان الطرح الفكري والفلسفي الشمولي للكون والحياة والانسان جاء من مكة للناس لا للسلطة :(ياأيها الناس) حيث جاء النص ليغطي كل جوانب الحياة ونظرية المعرفة الانسانية من موت وحياة وثواب وعقاب،والتي ضمنها جدل الانسان ونظرية الدولة واخلاقية أنسانية الانسان،وهذا هو البند الاول في دستور المدينة المغيب عنا اليوم.
4
أننا بحاجة ماسة اليوم لان نفهم الارضية المعرفية السائدة فيه لنطبقها على نظريةالمعرفة عندنا اليوم ،لا ان نفصل بينها كما يريد اصحاب العقول المنغلقة الذين ألغوا الزمان والمكان وأغتالوا العقل والتاريخ. هذا الطرح هو الذي حدد لنا قبول او رفض الحاكم أزاء موقفة من التشريع ،ولم يدعُ الى قتل وتشريد ومقاطعة وانتقام حتى من الاعداء ،فهذه هي صفات الأعداء الذين لا يؤمنون الا بالشعب المختار،ولا يبالون بقتل الاطفال والنساء والشيوخ ،والموصل والانبار الجريحة لا زالت شاهدا حياً أمامنا اليوم. وطرح المرونة في المناقشة او الجدل والتكتيك في المواقف السياسية (قل يا أيها الكافرون ،لا أعبدو ما تعبدون،الكافرون …لكم دينكم ولي دين 1-6) نظرية جديدة طرحت في ارض مكة لم يفهمها العرب من قبل.
وبعد التمكن أنتقل الى مرحلة الامة او الدولة الواحدة ليبني لنا أساسا في الوحدة والاستقرار والعيش الرغيد ولم يفكر بنفسه دون الاخرين،لا بل فكر بالاخرين مُنحياً نفسه العفيفة جانباً حتى لا يقال ان محمدا يعلوا على اصحابه والناس، فأين نحن منه الان،يقول الحق:(أُُذِنَ للذين يُقاتَلوُن بأنهم ظلموا وان اللهَ على نصرِهم لقدير،الحج39). من هنا بدأت مرحلة جديدة في تطبيق نظرية أنسانية الانسان التي يطرحها القرآن ويطلب من محمد عرضها للقبول بلا أكراه أو أجبار،فالقرآن لم يعرف أبداً نظرية الجبر الا فيما يخص الخير للبشر كنظرية العدل المطلق ضد الظلم المطلق.هذا المنهج الانساني العظيم غاب عن مناهجنا الدراسية اليوم.
وغلبت السيرة اسلوب المعاملات في تثبيت اركان الدعوة والعمل الجاد المخلص واعطت للقيادة اهمية القيمة المعنوبة والمادية (… أطيعوا الله والرسول وآولوا الآمر منكم) .وألوا جمع لا مفرد له من جنسه وهو ليس جمعا لولي،ولا من مادته،فجمع ولي هو أولياء،والأولياء هم المقدمون من الجماعة ولكنهم هم من وليسوا من الجماعة.لكن هذا المعنى غاب في بداية الأمر،فقالوا منا أمير ومنكم أمير مؤسسين لخط الضعف في ايجاد نظام المحاصصة القبلية ،لكن لكون ان التجربة كانت في بدايتها الروحية،فقد أمكن تطويق الفرقة ،وأمكن لهم ان يجتمعوا على خير.
لكن هذه التجربة الخاطئة ظلت نيرانا تشتعل في قلوب العرب القبليين في التفضيل واستلام السلطة التي نكتوي بنارها اليوم بعد التغيير الخاطىء في العراق في 2003.
.وهنا تقف السيرة في اعلى مراحل التظيم المادي والمعنوي للمجتمع ككل شعباً وقيادة حين رفضت كل تفريق .وجاءت نظريات الشورى والمشاركة دون من حق للحاكم بأغتصاب السلطة ،واتباع طرق التسويف والغش والتزوير للبقاء فيها ،ولا يحق للحاكم تكوين الكتل في المجتمع الواحد للنصرة الا بما يقتضيه الشرع في الدفاع عن الامة ،لان
5
في هذا اجحاف بحق الأخريقول الحق: ( وأذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى،الانعام 152).) والقرآن لا مُبدل لكلماته (انظر الكهف 27).كما نلمس ونشهد اليوم في ديار العروبة والاسلام،وكأن السلطة اصبحت ملكاً عضوضاً لهم دون الاخرين.
.كما اعطى الالتزام الكامل بالوعود والمواثيق وقَسَم اليمين،وكأن اليمين الذي ما حملته الجبال اصبح نشيداً يقرأ في ساحة العلم في مدارسنا اليوم. ، وعدم اللجوء الى الانتقام عند النصر،يقول الرسول(ص) لاعدائةه بعد الظفر في فتح مكة(أذهبوا أنتم الطلقاء)لان الدول لا تبنى على الحقد والانتقام،يقول الحق (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به،ولئن صبرتم لهو خير للصابرين،النحل 126).لذا فالقرآن يطرح نظرية عفا الله عما سلف،فعفا النبي عمن آذاه في حال التمكن . أنها نظرية ربانية ما طبقها لا السابقون ولا اللاحقون.
لأن الأنتقام لاتقبله العقول ولا حكماء الشريعة العدول.
هنا وفي نهاية الامر وأكتمال الصورة التشريعية يتحول القرأن الى الامر بأتباع ما يأمرُ به دون خلاف ،يقول الحق:(لقد كان لكم في رسول الله اسوةً حسنة،الاحزاب 21 ) اي انه اراد تثبيت اتباع المنهج الجديد الذي حول التعليمات الآلهية المطلقة الى واقع موضوعي في عالم النسبية ،فأين نحن وحكامنا ومؤرخونا وفقهاؤنا من هذا التوجه الرباني العظيم. بهذاه التوجه يجب ان تكتب السيرة لتتعلمها اجيالنا اليوم،لا نظريتهم التي تكتب على طريقة وعاظ السلاطين وفقها السلطة،والذين لاهمَ لهم الا السيف والذهب،حتى أبقتنا في خانة التخلف والانغلاقية الحضارية الى اليوم.
والسؤال المطروح هو:هل نحن نستحق ان نكون ممن يمثلون الاسلام حقاً وصدقاً ؟ وهل من واجب الاسلام ان يتحمل منا كل هذه التبعات بحلوها ومرها؟ والنقد اللاذع له ليل نهار؟ حتى كثُر الألحاد وعرضت الناس عن الدين ؟ سؤال بحاجة الى جواب من الذين يعتقدون بفصل الدين عن السياسة لتستقر الامور وتتقدم البلدان، ومن رعاة الدين الذين يعتقدون بأنهم يمثلون الله على الارض،وانا أقول لهم ( لا )،علينا ان نؤول النص الديني تأويلاً صحيحا ونخلصه من التفسير الفقهي الترادفي الخاطىء الخطير، ففيه كل الحلول ان أحسنا تطبيقه وألتزمنا بالاوامر والنواهي والأحكام ، ساعتها سنخترق المآلوف، وسنرى ان العيب فينا وليس في النص الديني المنسجم مع الفطرة الانسانية والمُعتمد على التشريع الانساني ضمن الحدود القيمية للانسان وعلى الببنات المادية واجماع اكثرية الناس على التشريع .والسُنة النبوية واضحة بين ايديكم فأقرؤها .
لان فصل الدين عن الدولة يعني فصل منهج التشريع عن الدولة،وفصل الوصايا العشر، الفرقان أي الاخلاق عن الدولة(انظر الوصايا في سورة الانعام 151-153) ،وفصل
6
مفاهيم الجمال عن الدولة، وفصل العلم عن الدولة. وبهذا الفصل سنصل بالدولة الى اللاشيء. فهل هذا هو المطلوب من فصل الدين عن الدولة؟ أم المطلوب فصل سلطة رجال الدين عن الدولة، لان الله تعالى لم يعترف برجال الدين ،و لم يخولهم حق الفتوى نيابة عن الناس ،وحرم عليهم كتمان الأسرار (البقرة 174) ، وهذا هو المطلوب حقاً وصدقاً .لان الدين ونصوصه المؤولة تطرح شيء وهم يطبقون وفق نظريتهم الجبرية عندهم والمرفوضة قرآنياً شيْ اخر.
اذا طبفنا النص التشريعي بدون اجبار فقد اخترقنا المألوف ووصلنا الى ما نريد عقلنةً وحقوقا وقانون،وهذا ما تطرحة فلسفة الاسلام في الاية الكريمة،يقول الحق( الدين عند الله الاسلام وما أختلف الذين آوتوا الكتاب الامن بعد ما جاءهم العلم بغياً بيتهم…،آل عمران 19))، والايات الاخرى(آل عمران85،،والتوبة 112،,البقرة 62).كلها تطرح ازالة الظلم بالقانون، والتأخي بالمحبة والتسامح ، والامن بالرفاهية الاقتصادية ،والحكم بالعدل والكفاءة العلمية. هنا فان الله 0جلت قدرته ) يحرس حدوده،والناس تحرس حدود ها، فلا بغي ولا ظلم ولا جبر ولا اجبار.
وهذا ما نادت به فلسفة الاعتزال التي حوربت من قبل العباسيين بضراوة، لان القرآن هنا وما تطرحة الفلسفة الاعتزالية يهدد حكم الحاكم الجائر. كفى فقد قتلتنا الردة والجور والتعصب لحقوق الله، فلا نحن ولاهم بوكلاء الله والانبياء والصالحين على الارض ، دعونا نعيش مثل كل الاديان الاخرى ،بالراحة والهناء، والالفة والوفاء ،لا بالسيف والوعد والوعيد وسفك الدماء ، فهل سنسمع ويسمعون؟ نتمنى من الله العلي القدير الهداية والعناية، والخلاص من الفساد وكل الفاسدين…؟
[email protected]