منذ أن دخل السيد محمد باقر الحكيم أرض العراق ,كانت أولى إهتماته وَحدة الشعب والأرض وكان ينادي بالإبتعاد عن الدوافع الإنتقامية وانتهاج مبدأ التسامح ,وكان المواطن العراقي وبصورة عامة محط إهتمام السيد محمد باقر الحكيم ,ولم يبحث عن مَصالحه الشخصية بل وجدتُ جميع خِطبه بعد دخوله أرض العراق لاتحمل أي إنطباع طائفي أو ميول لأي دولة ,لذلك كان إستهدافه ومقتله أمراً طبيعياً لأنه لم يتماشى مع أفكار ومخططات من جاءوا لتقسيم العراق وتجزئته , واُستهدف بسيارة مفخخة, دخلت ضمن موكبه في مدينة النجف وبعد إلقاءه خطبة صلاة الجمعة ,وقد لايعلم المواطن العراقي إنه بفقد السيد محمدباقرالحكيم, انما فقد قائداً شجاعاً كان ينوي تعويض الشعب العراقي عامةً ,بما حرم منه إبان عهد الدكتاتورية والخطب الزائفة والشعارات الكاذبة مثل شعار(أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة) فلم تكن هناك أمة واحدة ولم تكن لهم رسالة خالدة ,بل أقولها بصراحة أدخلونا البعثيون في غياهب الظلمات ,وبإستشهاد محمد باقر الحكيم ,انطفأت شمعة عراقية لو كانت باقية إلى يومنا هذا لأضاءت العراق ومن فيه ,وملئت عقولنا حكمة ومعرفة ,بعد إستشهاد السيد محمد باقر الحكيم , تسلم قيادة المجلس الإسلامي الأعلى السيد عبدالعزيز الحكيم الذي كان يبحث عن مصالح العراقيين قبل مصالح من كان يقودهم ,وقد يقرأ مقالي هذا من كان بمعية السيد عبدالعزيزالحكيم ,وكيف انه قدم تنازلات عديدة لأجل استقرار العراق ووحدة شعبه ,وعندما تحالف مع حزب الدعوة وعدد من من الأحزاب الأخرى في الانتخابات ,هُمش دور من كان حكيمياً..! لأن غايتهم كانت إسعاد المواطن ,إلى ان شاء القدر أن يلتحق السيد عبدالعزيز الحكيم بأخيه الشهيدالسيد محمدباقر الحكيم .بعد وفاة السيد عبدالعزيز الحكيم ,تسلم زمام الأمور السيد عمار الحكيم نجل السيد عبدالعزيز,وللسيد عبدالعزيز الحكيم أيضا أبناً آخر هو السيد محسن الحكيم الذي يعرفه المقربون وهو ذاخلق رفيع وتواضع حاله حال آل الحكيم . منذ أن تسلم السيد عمار الحكيم قيادة تيار شهيد المحراب ,لمسنا , سياسة تختلف عن سياسة أبيه وعمه ,حيث وجدت أنه لايجا مل أحد وقراراته جريئة وذات أبعاد صائبة ,ولم يضعف عمار الحكيم بعد إنسحاب منظمة بدر من قيادته ,بل وجدناه أزداد قوة وإرادة وعزيمة لاتلين, و لم أفاجئ في الإنتخابات التي مرت قبل أيام ,بالإنتصار الكبير الذي حققه أئتلاف المواطن لأن المواطن بدء يعلم جيداً أن عمار الحكيم عندما رفع شعار المواطن أولاً..إنما كان ينوي أن ينصر المواطن ويطالب بحقوق المواطن ,وما الإنجاز الذي تحقق إنما يعبر عن إرادة المواطن للتغيير وتحويل مسار العملية السياسية برمتها ,إن الانتخابات الخاصة بمجالس المحافظات والتي ساهم فيها مايقارب 50% من ابناء الشعب العراقي كانت إنذاراً للكتل التي فازت في الإنتخابات السابقة ,والتي لم تنجز ماوعدت به ,وبقيت الأمور سيئة جدا لا تليق بطموح ومستوى المواطن العراقي ,,إن المليون مواطن الذين صوتوا لائتلافهم (إئتلاف المواطن) كانوا على دراية من إن عمار الحكيم قد عزم فعلاً على الإصلاح والتغيير ,وهذا لمسته من خلال تواجدي في الأماكن العامة ,وحصول إئتلاف المواطن على مقاعد ليست بالقليلة في مجالس المحافظات رغم عدم إدارته لأي وزارة في حكومة السيد نوري المالكي ,ودخل في الإنتخابات الماضية ولديه رصيد (حب المواطن الراغب بالتغيير) ونجح فعلا بأنه حصل على المركز الأول وليس الثاني ! لأن إئتلاف دولة القانون بما تمتلك من موارد ساعدتها على نيل المرتبة الأولى وحصول إئتلاف المواطن المرتبة الثانية في اغلب المحافظات ولم يكن له جزء يسير بما أمتلكه إئتلاف دولة القانون الذي هو إئتلاف الحكومة الحالية التي تدير الوزارات والمؤسسات الحكومية ,وهذا يعني إن عمار الحكيم ومن معه ,نجحوا فعلاً وحازوا على المركز الأول وليس الثاني في إنتخابات مجالس المحافظات ,,وقد يتوجه عمار الحكيم الى تحالفات إستراتيجية , في مسيرة خدمة المواطن التي بدأت فعلاً والقادم أفضل فلنترقب عمار الحكيم وما سيفعله ,ولست هنا بمدافع عن أحد بل هذه حقائق وجب سردها مع التقدير.