19 ديسمبر، 2024 4:08 ص

حين أتم رزم حقائب السفر ,امتدت يده الى حقيبة مفردة اختار لها لونا ناصع البياض وقد رزمت بجوارها عدة لفافات راح يدرجها الحقيبة وحين ادرج آخر لفافة وأهمها شعر بقشعريرة سرت في جسده وخفق قلبه خوفا وتضرعا اذ استشعر اللحظة التي سيرتدي بها هذا الثوب الناصع البياض وعظمة المكان المقدس الذي سيكون فيه بأذن الله تعالى لأيام قليلة قادمة إذ سيكون في ضيافة الرحمن عند المسجد الحرام المبارك حوله .
هو في ضيافة الرحمن ومحط نظرته الرحيمة .
استشعر اللحظات وكأنها واقع اختلجت له جوارحه وخفق قلبه ونادى من اعماق الايمان الروحي (لبيك اللهم لبيك) تعلم الحقائق وما تخفي الصدور ,لا تخفى عليك خافية فأنت علام الغيوب فإذا النداء يأخذه بعيدا …بعيدا…وعاد به الزمن عودا وعود وعود …فإذا هو في………….
………………
بيته الصغير… ظلمات ثلاث …هو آمن مطمئن يأتيه رزقه دون عناء إذ قدر له البارئ الرحيم روحا تغذي روحه وجسدا يمد جسده بمقومات الحياة ,ربما كان جنينا في الشهر الثالث او الرابع ينشرح صدره لصوت أم رؤوم وهي تتحدث الى الاخرين يشعر بابتسامتها المشوبة بشيء من الالم المحبب كلما تحرك في بيته وهي تجيب تساؤلات الآخرين متحدثة عنه هاتفة آه انه يداعبني …لا يهمني الالم فهو الم محبب ينبئني أن ولدي بخير,,,…
تناقشها جدته …ربما مداعبة او متقصدة لغاية في نفسها ..من ادراك انه ولد ربما كانت بنتا …؟
تجيب الام …لا أدري …على كل حال هو او هي كرم من الله تعالى حسنات كانت او نعم.
تتدارك الجدة القول مبتسمة ..انه ولد …عائلتنا ولود للأولاد فأكثر مواليدنا ذكور.
يقاطعها صوت آخر …نعم عائلتنا هكذا لكن عائلة شم مصغر(شيماء)
ليس هكذا
كانت العمة هي المتكلمة
تصمت الجدة وتنكسر نظرة أمي …فلا تجيب شقيقة زوجها بكلام.
….انا استذكر هذه اللحظات من حياتي الجنينية واختزن الكثير منها ,اعرف معاناة امي ذات الخمسة عشر ربيعا زوجة عبد الرحمن بكر عائلة جدي (جعفر) والبالغ من العمر خمسة وعشرين عاما واخواته الكبار اللواتي يكبرن امي وان كن بعمر الشباب لكنهن لم يتزوجن بعد فكانت مناكداتهن لها تعبيرا عن احساس مر يعانين منه لم تتخلص منه امي الا بعد ان تزوجت آخر عماتي واصغرهن وبدأ عهد جديد اذ دخل البيت ثلاث نساءهن عرائس اعمامي الثلاث الذين يصغرون ابي بعدة اعوام.
….
للقصة بقية ستكتب لاحقا

أحدث المقالات

أحدث المقالات