23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

لائحة حقوق الإنسان وثيقة قابعة في سجلات الأمم المتحدة , ونائمة في أحد أدراج رفوفها , أو على شبكات الإنترنيت في أرشيفها.
هل هي حبر على ورق؟
هل هي مطية مصالح وأجندات؟!!
لا يمكن الجزم بأنها حبر على ورق , لأن بنودها تتردد في المحافل الدولية والخطب والمقالات ومنابر الإعلام , وهناك شعوب تؤمن بها وتنفذها , فتصون كرامة الإنسان وتحترم حقوقه.
أما عن كونها مطية لتحقيق المصالح فهذا واضح في سياسات الدول القوية , التي ترفع راياتها وتدّعي بحمايتها والنضال الدائب لصونها.
والأمثلة كثيرة وواضحة في واقع عدد من المجتمعات , التي يتأكد فيها مصادرة حقوق الإنسان والقوى المؤمنة بها لا تأبه لأن ما يحصل يخدم مصالحها , وعندما تتضرر المصالح تبدأ بالتمنطق بحقوق الإنسان.
وهذا السلوك المتناقض يسري منذ إعلان تلك اللائحة بعد الحرب العالمية الثانية , ولا تزال النسبة العظمى من البشرية بعيدة بمسافات متفاوتة عن بنودها وجوهر معانيها.
ففي مجتمعات تنتهك حقوق الإنسان بوحشية وبشاعة , ولا تتدخل القوى الراعية لها , والمدعية بالدفاع عنها , فما دامت مصالحها آمنة , فأن مسألة حقوق الإنسان لا تعنيها , وتثيرها وفقا لمتطلبات المصالح والمشاريع العلنية والخفية.
فما قيمة أن يُقتل المئات , ويختطفون , ويعذبون , ويُهجرون , ويُستلبون , فذلك شأن داخلي , ومسؤولية حكومات منتخبة من قبل الشعب المبتلى بها , فالحكم ديمقراطي , وما يحصل من ضرورات الإستتباب الديمقراطي وتنمية الوعي المطلوب للديمومة والحياة.
وهذا بمجموعه يخدم المصالح ويؤمن التطلعات المستقبيلة , ويجعل الحكومة مطية للفاعلين فيها , وفقا لتوجهاتهم ومنطلقاتهم الإستحواذية على البلاد والعباد.
فهل هي حقوق إنسان أم حقوق شيطان تكال بمكيالبن , وذات وجهين كالحين؟!!