18 ديسمبر، 2024 5:15 م

حقوق الانسان شعارات بلا تطبيق !

حقوق الانسان شعارات بلا تطبيق !

حقوق الانسان هذا الحلم الجميل لكل انسان في العالم بقي برغم كل الادعاءات بلا تطبيق حقيقي ليس في العراق فحسب بل تقريباً في جميع الدول مع تفاوت نسب الانتهاكات التي تحصل هنا او هناك .. والخوض في هذا الملف يتطلب بحوثاً ودراسات ، غير اننا هنا سنركز على جزء بسيط منه وهو ما يخص ما يحصل في العراق من انتهاكات في ظل نظام سياسي محاصصاتي ابتدعه المحتل بعد 2003 هو نفسه اي النظام مخالف لابسط قواعد حقوق الانسان من جميع النواحي كونه لايحقق المساواة ولا العدالة ولا الكفاءة في الحكم .. ولانه نظام محاصصاتي فقد كان من الطبيعي ان يشهد هيمنة طبقة سياسية لا تؤمن بحقوق الانسان واعتمدت منهج الانتقام والكراهية والقتل والدمار ونشر الرعب بين المواطنين اسلوباً لاستمرار هيمنتها على السلطات .. وما يؤسف له انه بعد عشرين سنة من الاحتلال للعراق ما زال المواطن يعيش حالة قلق ورعب بسبب انتهاكات حقوق الانسان فهووكما يقولون يعيش بسر الله وستره حيث اللاقانون التي قد تدفع ميليشيا لاحتجاز المواطن وتغييبه لسنوات وربما تصفيته ! وخير مثال على ما نقول هو بقاء ملف المغيبين من دون معالجات الى الان منذ 2014 الى اليوم برغم المزايدات السياسية والوعود قبل كل انتخابات .. المغيبون صورة حية وصارخة لانتهاكات ابسط حقوق الانسان فهنالك مناطق خاليه تقريباً من الرجال الذين تم اعتقالهم ولم يبق فيها غير النساء والاطفال كما ان جرف الصخر الى الان وباعتراف رئيس مجلس النواب لايمكن دخولها من قبل اية جهة رسمية..
حقوق الانسان ايها السياسيون ليست شعارات ترفع ولا وعود كاذبة تطلق قبل كل انتخابات ، انها ثقافة ومنهج وممارسة من واجب السلطات ترسيخها في المجتمع وهو ما لم يحصل الى الان .. وعبثاُ نتحدث عن الامن والاستقرار مع استمرار الانتهاكات .. فالحرمان من العمل والفقر والجوع والمرض وتدني مستويات التعليم والخدمات وانتشار الفساد جميعها تتناقض وحقوق الانسان والاعتقالات العشوائية نتيجة وشاية وبلا دليل انتهاك صارخ للحريات ولحقوق الانسان ..وبرغم وجود منظمات مجتمع مدني تهتم بحقوق الانسان الا انها لم تمنح مساحات حرية يسمح لها باداء واجبها الانساني كما يحصل في دول العالم المتقدم ، بل ان بعض هذه المنظمات مجرد اسم وديكور مع احترامنا وتقديرنا للناشطين في هذا المجال وتضحياتهم .. ونعتقد ان اول خطوات حماية حقوق الانسان في العراق وترسيخ هذا المفهوم تعزيز دور منظمات المجتمع المدني وتفعيل دورها وتوفير حماية لها من بطش الميليشيات , اضافة الى ما يمكن ان تحققه وسائل الاعلام اذا اعتمدت المهنية فعلا والتي نجدها قاصرة في اداء دورها في اهم ما يخص الانسان وهو حقوقه ..آن الاوان لترتفع الاصوات لانصاف المواطنين والمغيبين منهم بشكل خاص وعوائلهم فبقاء هذا الملف من دون حل حقيقي نقطة عار ..