في الثامن من اذار تحتفل نساء العالم بعيدهن ، واصبح ذلك واقعا منذ عقود على مر العهود .
وبهذه المناسبة نحني اجلالاً لنساء بلادنا ونهديهن باقة ورد فواحة بعطر الشذى ، للرائدات اللواتي كافحن وتحدين الصعبات ، للنصيرات اللواتي تنقلن بين الجبل والوادي بسلاحهن وقارعن نظام الطاغية صدام ، للواتي سرّن بليل لاداء الشعائر الدينية بعد منعها ظلما ، للارامل وللكادحات العاملات في المصانع والمزارع ، لكل امرأة في بلادي تتطلع الى الامان والاستقرار .
كما نضع اكاليل من الورد على قبور الشهيدات اللواتي جدن بارواحهن من اجل شعبنا وعزته وكرامته ورفاهيته .
بعد التغيير والتوجه الى صناديق الاقتراع اصبحت المرأة قوة سياسية ، لا سيما انها تشكل نصف المجتمع وحققت مكاسب اضافية ، وصارت تشارك في صنع القرار بدرجة ما ، ولكن ما يزال دون مستوى الطموح او يتناسب مع مكانتها الاجتماعية وقواها العددية ، بل حتى الاقتصادية . ..
ما تزال المرأة تعاني من التمييز في التعيين واسناد المسؤولية ، ويتم التجاوز عليها وعدم التقيد باحكام الدستور في اكثر من مكان وموضوع , للاسف الشديد . كما تغمط حقوقها الاجتماعية بقوة الامر الواقع واستشراء العنف والتقتيل ، فلم يعد موقع العمل والشارع والسوق والبيت آمنا في كثير من الاحيان لهن . .
تواجه النساء في هذه الظروف المعقدة مشاكل لا حصر لها وتحديات ، اولها كيفية صيانة المكاسب لها ، وثانيا تطويرها ، وثالثا مواجهة القوى المحافظة في المجتمع التي تحد من حريتها وتحاول سلبها تحت مسميات شتى وبالتالي الانتقاص من كرامتها والتقليل من شأن مساهمتها في البناء والاعمار والانتقال بالبلد والمجتمع الى الرفاهية .
ليس هناك بلد تقدم ونما دخله الوطني وتطور اقتصاده وحياته الاجتماعية وارتقى سلم التنمية البشرية المستدامة من دون مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل في صنع قراراته .
تحتفل النساء هذا العام وهن على بعد فترة وجيزة من تشكيل الحكومة الجديدة , وهن تقدمن في الانتخابات التشريعية , وبذلك ينبغي ان يمتلكن فرصة قوية لتأكيد ذاتهن وجدارتهن في السلطة التنفيذية ولهن كفاءات وقدرات يشار اليها واثبتن جدارتهن في معترك الحياة والعمل .. .
لنتعلم من تجارب الاخرين ، ونرى ما يجري في العالم .. ففي بلدان كثيرة نلاحظ ان المنافسة على المواقع العامة والسيادية تتم بين سيدة واخرى لشغلها ، وهو امر يعكس الرقي الذي وصلته هذه الشعوب ونهاية للتمييز على اساس الجنس .
في الثامن من اذار نذكر النساء وخصوصا الناشطات في منظمات المجتمع المدني بان لهن مواطنات في الاطراف والريف والمدن الصغيرة يعشن ظروفاً غاية في الصعوبة ، والقانون يزاح جانباًً لصالح الاعراف والتقاليد الذكورية والعنف يمارس لأقل معارضة ، وان بعض القوى السياسية لولا الكوتا والقانون لما تقدمت بمرشحات الى مجالس النواب .
مرة اخرى ، اطيب التمنيات لنساء بلدنا في مساهمتهن في الشأن العام على اختلاف فئاتهن ومشاربهن ، وفي الدفاع عن حقوقهن بقوانين تساير العصر وتواكب التطور وتزيد من مكاسبهن في المساواة واحترام آدميتهن .