ربما يقول البعض هذا تجني على النفس ، وربما يقول البعض الاخر هذا صحيح ، وبعض ثالث يقول الأمر ليس بأيدينا، أن شعبنا ضحية التدخلات الخارجية ، الآراء الثلاثة المطروحة تتناول الموضوع من وجهة نظر أحادية ، ولو استعرض العراقيون التاريخ لوجدوا ان بلدهم كان دوما موضع للاحتلال من قبل الغير ، وموضع التنكيل من قبل الغزاة ، ولو اراد الوقوف على الأسباب لوجد ان قدر هذا العراق أن يكون عند عقد المرور على مدار التاريخ ، فالجغرافية وضعتنا عند مسالك الجيوش او طرق تحركاتها، او ان العراق كان من البقاع الغنية بسواده ومياهه وتنوع مناخه وحلاوة تموره، والعراق ايضا كان موطنا للكثير من الحضارات التي تدعي كثير من الأمم ان أجدادها من بنى تلك الحضارات ، او ان الزعامات العراقية كانت وراء تشجيع الاحتلالات، ولو عاد اي منا الى استعراض سريع للتاريخ منذ سقوط بغداد في الثالث والعشرين من محرم عام 656 للهجرة ، الموافق 29 كانون ثاني عام 1258 للميلاد على يد هولاكو لوجد ان مئات من الجيوش عبرت حدود بلدنا وكان آخرها الاحتلال الداعشي لثلث أراضيه ، والغريب ان ثمة احتلالات لم تقف ورائها دول انما شراذم بشرية حاقدة على الإنسانية وليس على العراق بالذات غير ان العراق وقع في طريقها وهو مكشوفا ضعيفا بفعل عوامل كثيرة منها معول الفرقة الذي كان وراء كل تمكين للاعتداء ، فهل داعش دولة .؟ لكي تحتل العراق ، الجواب كلا انها لم تكن دولة ولا يمكن ان تكون دولة لانها لاتحتكم على شروط قيام أبسط الدول ، ولكنها استطاعت أن تدخل الأراضي العراقية بفعل وهن الدولة ، ومن اسباب وهن الدولة حكم الجهالة،، حكم المبتدئ المعتد بالذات ، بتعبير اخر حكم من لا حكمة له ، وهذا لا يعني ان المواطن العراقي برئ، بل العكس ان الدراسات السياسية العلمية الحديثة تحمل الشعوب مغبة فشل الدول ، العراقيون منذ لحظة سقوط الصنم لم يكن ليبالوا بالاحتلال الامريكي لبلدهم ، بل توجهوا صوب اموال دولتهم لا صوب المحتل ، وسرقوا كل ما في مخازلها ، ودمروا كل معالمها ، واتوا حتى على متاحفها ونفائسها ، ولم يكن لاعتراض المعترضبن على هذه الافعال الا الاهانة والتجريح ، ولم يقتصر العبث على العوام الجهلة ، بل ان هناك احزاب كانت تترعرع في الخارج ساهمت هي الاخرى في هذه الأعمال المدمرة والمشينة ، ومنذ تلك اللحظة تغييرت أساليب تدمير الذات بأسلوب نرجسي مؤلم فقد تحول النهب العشوائي إلى نهب منظم تقوده احزاب وأشخاص وجهات لا ترحم ، وتحول النهب المبرمج إلى فساد أخذ يتوسع بفعل التقادم الزمني ليستقر على شكل قواعد وضوابط يعاقب بكل الوسائل من يعاديها او يقف ضدها بالكلمة او بالقانون ، والسؤال الان هو لماذا كل هذا التراجع عن الثوابت .؟ الجواب بسيط الا وهو ان الكثير منا وبفعل عوامل التعرية الأخلاقية وبفعل تقبل ما كان عيبا اصبح بلدنا ضحية ابنائه بعد ان كان ضحية اعدائه ، وصار يسير ثقيلا ، ولولا ان وهبه الله كل هذه الثروة لصار العراقبون يقاتل بعضهم بعضا على حبة التمر،
أننا ندرك جييدا اننا ضحية العاب الغير ، وأننا خسرنا الكثير لجهالتنا واتباعنا خطوات هذا الغير الذي يريد ان يظل قابعا على صدورنا باشكال واساليب متعددة لان هذا الغير صار يحب ثروات بلادنا اكثر من حبنا لها وهنا صرنا لا نستحق هذا البلد العظيم بثرواته…..