وأنا اكتب هذه الكلمات القليلة جداً، أشهد الله لا يساورني أي شك في شجاعة وبطولات العراقيين سواء أكانوا نظاميين في الفوات المسلحة أو متطوعين في تشكيلات شبه عسكرية، فقد اختبرهم العالم في ثورة العشرين وثورة الواحد والأربعين وحرب ١٩٨٠ و١٩٩٠ و ١٩٩١ و ٢٠٠٣ وقبل ذلك عربياً اختبرتهم أرض فلسطين ١٩٤٨، واختبرتهم سماء مصر في سرب الهوكرهنتر ١٩٧٣ واراضي وسماءالاْردن وسوريا ١٩٧٣ولكن لفت انتباهي الحقائق والارقام والنتائج التالية:
– قبل سنة ونصف صرحت المخابرات الامريكية أن داعش تتراوح بين ٢١،٥و ٣٠ ألف.- قبل حوالي أسبوع قالت روسيا انها قتلت ٤٠٠٠داعشي في سوريا.- قبل فترة صرحت بريطانيا بأنها قتلت حوالي ٤٠٠٠ داعشي في سوريا والعراق.- قبل معركة الرمادي أكد الأمريكان والسيد صباح كرحوت واحد أشهر وأخبر الجماعات المسلحة ( د هشام الهاشمي) بان عدد داعش يتراوح بين ٢٠٠- ٣٥٠في مدينة الرمادي – يوم أمس ٢٠١٦/٥/٢٢ أعلن المتحدث العسكري الأمريكي العقيد ستيفن وارن أن القوات الامريكية قتلت (٣٠) ألف أكرر ثلاثون الفاً.- يوم أمس أكد د هاشم الهاشمي أن عدد أفراد داعش في هيت كان بحدود ١٠-١٢ ألف داعشي.- يوم أمس ٢٠١/٥/٢٢ أكدت المصادر الامريكية والدكتور هشام الهاشمي ومصادر من حكومة الانبار أن عدد داعش في الفلوجة يتراوح من ( ٩٠٠- ١٠٠٠- ١٢٠٠).- أيضاً قدر ستيف وارن ان عدد مقاتلي داعش في الموصل ١٠-١٢ ألف مقاتل.
نتائج وتخوفات:
– تمّ تحرير مركز مدينة الرمادي واجزاء من جهتها الشرقية وصولاً الى الخالدية ( الضفة اليمنى / الغربية للفرات) ، وكان عدد الدواعش كما ذكرنا بحدود ( ٣٠٠) وتم تدمير ٨٠٪ من بيوت المواطنين وقدرتها امريكا( ٨٠٠٠) منزلاً تدميراً كاملاً ، ولا زالت اجزاء من داعش في جزيرة الخالدية ، السؤال يعني ان عدد قتلى داعش بحدود ١٠٠ والباقي هرب الى جزيرة الخالدية او هيت ، فيما استشهد المئات من الجيش والشرطة والحشد العشائري ( فقط من يوم التحرير فان عدد الذين استشهدوا من العناصر الأمنية والمواطنين بالبيوت المفخخة تجاوز ١٠٠شهيد).هذا فضلاً عن تدمير (٨) الف منزلاً.
– تحرير هيت كان أفضل كثيراً من تدمير الرمادي.- الآن بدأت معركة تحرير الفلوجة وأعلن ذلك رسمياً القائد العام أمس ٢٠١٦/٥/٢٢، وتمّ تحشيد عشرات الآلاف من جيش وشرطة اتحادية ومتطوعي عشائر وقوات الحشد الشعبي وقوات دعم جوي امريكي ، وتمّ تعيين الاخ ف ر عبدالوهاب الساعدي قائداً لعمليات تحرير الفلوجة.- وانا ارى راجمات الصواريخ وهي ترمي على الفلوجة ، وأنا ارى المدفعية والهاونات ترمي على الفلوجة ، فأنني اشعر بالحزن بل والتشاؤم لماذا؟؟لأن في الفلوجة اكثر من (٥٠) ألفاً من المواطنين الأبرياء المحاصرين هناك منذ اكثر من سنة ونصف، أقول ان عدد داعش (١٢٠٠) في الفلوجة مقابل اكثر من (٥٠) الف مواطن بريء، فهل المدفعية وراجمات الصواريخ والهاونات هي الأسلحة المناسبة لتحرير منطقة مبنية ( Urban Area) ؟لا وألف لا إذا استمر الحال على هذا المنوال فان ٨٠٪ من بيوت الفلوجة ستدمر، وان مئات او ربما آلاف من الأبرياء ستتم اصابتهم بالقصف!!!اتمنى ان يوقف القائد العام وقائد القيادة المشتركة والفريق الركن عبد الوهاب الساعدي استخدام القصف المدفعي وراجمات الصواريخ والهاونات ويستخدم الأسلحة المناسبة والاساليب التي يعرفها الضباط الجيدين وهم كُثرة.مقياس النصر أيها الاخوة( أقل التضحيات- أقل وقت- أقل الأضرار )، اما ان تقتل ٣٠٠ من داعش مقابل عدد كبير من الشهداء وتدمير كامل لمدينة فهذا لعمري ليس تحرير بل تدمير.
اللهم برداً وسلاماً على اهلنا في الفلوجة،اللهم برداً وسلاماً على اهلنا في العراق