حقائق مُزعِجة وراء الحروب الإسرائيلية لإبادة الشعب الفلسطيني (الحلقة الثالثة)

العنصرية الصهيونية والإبادة البشرية والٱِنتهازية والتظلم حتى في المواقف الإنسانية

يهود غربيون يعيشون في أوروبا وأمريكا لأجيال عديدة ولهم جنسيات مزدوجة أو متعددة، كانوا في زيارة تجارية، سياحية، ٱِجتماعية، أو دينية للكيان الصهيوني الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، عندما بدأت الحرب الجديدة يوم السبت 07 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وكانوا في مدن بعيدة عن قِطَاع غَزَّة والضفة الغربية ولم تتعرض حياتهم لأي خطر. ومع ذلك بدأوا بالٱِرتعاد والبكاء والعويل والشكوى والتذمّر من الحالة غير الآمنة في إسرائيل، وظهروا أمام عدسات المراسلين والقنوات الفضائية وهم يطالبون حكوماتهم الغربية بإلحاح بتسيير رحلات فورية خاصة من مطار “تل أبيب”. وبالفعل تمّ حتى الآن إجلاء أعداد من الكيان العنصري وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية في أوروبا وأمريكا وآسيا. وحصلنا على الأعداد التالية من عشرات المصادر الإعلامية المتنوعة التي أدرجناها في نهاية المقالة، وفيها معلومات متغيرة أو متضاربة أو غير محددة، ولا تشير بالضرورة إلى الأعداد الفعلية للجاليات اليهودية الأجنبية الموجودة في الكيان العنصري. من ناحية أخرى، لا يرغب كل الرعايا الأجانب بمغادرة الكيان الإسرائيلي وإنما جزء منهم فقط.

وقامت الدول التالية بإجلاء رعايا مزدوجي الجنسية (إسرائيلية وأخرى) من إسرائيل بتنظيم رحلات جوية وبحرية متعاقبة، لغاية يوم 22 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهي مرتّبة حسب الأبجدية بعد حذف أل التعريف. وذكرنا أعداد الفلسطينيين المُحاصَرين في قِطَاع غَزَّة حيثما توفّرت المعلومات:

أرجنتين: (1,246).

إسبانيا: (500).

أستراليا: (10,000).

ألبانيا: (40).

ألمانيا: (4,500).

أمريكا (الولايات المتحدة الأمريكية): (159) إسرائيلي أمريكي وصلوا إلى قبرص بطريق البحر على ظهر السفينة الفاخرة “رابسودي أوف ذَ سِيز”. وحسب تقديرات يهودية متضاربة، فإن عدد الأمريكيين الإسرائيليين المقيمين في إسرائيل يبلغ بين (200-500) ألف شخص. مقابل ذلك، فإن عدد المواطنين الفلسطينيين الأصليين الحاصلين على الجنسية الأمريكية والمُحاصَرين في قِطَاع غَزَّة يتراوح بين (400-600) فلسطيني.

أوروغواي: (77).

أوكرانيا: (207) إسرائيلي، (243) في قِطَاع غَزَّة.

إيطاليا: (200).

برازيل: (14,000) برازيلي يقيمون في إسرائيل، (6,000) في الأراضي الفلسطينية.

برتغال: (190).

بريطانيا (المملكة المتحدة): (900).

بولندا: (250).

تايلاند: (30,000).

تشيكيا (جمهورية التشيك): (34).

دانمارك: (1,200) إسرائيلي، (90) في الأراضي الفلسطينية.

رومانيا: (245).

سنغافورة: (6).

سويد: (3,000) إسرائيلي، (800) في الأراضي الفلسطينية.

سويسرا: (28,000) يعيشون في إسرائيل وفلسطين.

شيلي: (209).

فرنسا: (أعلنت إجلاء رعاياها ولكن لم تظهر أية أعداد رسمية أو صحفية).

قبرص: (أعلنت إجلاء رعاياها ولكن لم تظهر أية أعداد رسمية أو صحفية).

كندا: (1500) إسرائيلي من تل أبيب تم نقلهم فعلًا، (430) فلسطيني محاصرين في قِطَاع غَزَّة.

كوريا الجنوبية: (163) من أصل (470).

كولومبيا: (110).

نرويج: (170).

نمسا: (200).

نيبال: (4,500).

هنغاريا (المجر): (215).

هولندا: (200).

يابان: (51).

وكان وزراء ومسؤولون من الحكومات الغربية بِٱستقبال الإسرائيليين الصهاينة بالمطارات الدولية، وسط موجات العناق والقُبَل ودموع الفرح. وهؤلاء العائدون إلى أوطانهم الأصلية ليست لهم أية جذور مع الكيان الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، ولكنهم على الأقل يؤيدون العقيدة العنصرية الصهيونية، ويستفيدون من ٱِمتيازات ٱِزدواج الجنسية والسكن المجاني الآمن على الأراضي الفلسطينية المغتصَبة.

ومِن بين هؤلاء الأدعياء فتاة إسرائيلية كَنَدية إنكليزية اللسان ٱِسمها “جيس بيرك” (Jess Burke)، عادت إلى وطنها الأصلي، كندا، وتعيش في تورنتو، وظهرت في عدة مقابلات مع محطات التلفزيون والصحافة الكندية قائلة: “إنه شعور غير مسبوق، لا يبدو الأمر حقيقيا”. وقد ذهبتْ إلى إسرائيل الأسبوع السابق ليوم السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، للزواج من صديقتها، التي حصلت مؤخرًا على الجنسية الكندية، وقضاء شهر العسل معها. وتضيف أنها “من الجيل الثالث من الناجين من المحرقة. وتقارير اليوم تفيد بأن هذا هو أكبر عدد من اليهود الذين قُتلوا في يوم واحد منذ المحرقة. يبدو أنها مذبحة”. وكانت متذمّرة لأن “الإرهابيين” أفسدوا عليها حفل الزفاف في القدس المحتلة. وعندما قرأنا تفاصيل التقرير المصوَّر ٱِتَّضح لنا أن هذه “اليهودية” شاذّة جنسيًّا (سحاقية)، وسافرت إلى إسرائيل في 5 تشرين الأول/أكتوبر 2023، لإجراء مراسيم “الزواج المِثْلِي” بحضور أقربائها وأقرباء عشيقتها مع المصوِّرين، بالرغم من أن الحكومة الإسرائيلية والشريعة اليهودية لا تبيح مطلقًا هذا النوع من الزواج. وتقدِّم الفتاة الصهيونية نفسها على حسابها في “تويتر/أكس” بهذا الترتيب: تقدّمية، يهودية، سحاقية، ناشطة، مربية، مخرجة.

وفي تقارير تلفزيونية كثيرة رأينا وسمعنا بأنفسنا عن عودة عائلات صهيونية إلى أوطانهم الحقيقية في كندا وغيرها من البلدان بعد أن تركوا وراءهم أولادهم وأزواجهم للقتال في الجيش الإسرائيلي. ومن الجدير بالذكر أن معظم السكان الأجانب في الكيان العنصري هم من الجيل الثاني، والقليل من الجيل الثالث من أبناء الغزاة الإرهابيين.

ومِن غرائب الأمور أنّ كل شخص صهيوني يعيش في دولة غربية منذ أجيال ويؤيد إسرائيل ماديًّا ومعنويًّا هو في الواقع خائن لبلاده لأن ولاءه الأول للكيان العنصري والثاني للوطن الحقيقي الذي يعيش فيه. وبرغم كل العلاقات الممتازة بين النظام الإرهابي في إسرائيل وبين الدول الغربية التي أوجدتْه فإن الصهاينة اليهود الساكنين في بلدانهم لا يترددون لحظة بالتجسس الأمني والتقني عليها لصالح إسرائيل. ويمكن أن نُلخِّص علاقة اليهود والمسيحيين الصهاينة بإسرائيل بأنها علاقة مصطنعة وطارئة وٱنتهازية وأحيانًا عقائدية صهيونية، وذلك للزيارة والتجارة والتجسس والتسليح والقتال وغيرها من المصالح المتبادلة.

تلك الصورة أعلاه مناقضة تمامًا للصورة التي يعيشها فلسطينيون مزدوجو الجنسية وجدوا أنفسهم محاصَرين في قِطَاع غَزَّة الذي يخلو من أي مطار، وسلطات الٱِحتلال الإسرائيلي قطعت الطرق ومنعت كل وسائل المواصلات البرية والجوية والبحرية، وفرضت حصارًا شاملًا وصارمًا. وهؤلاء الفلسطينيون هم أهل فلسطين الأصليين لآلاف الأجيال الذين عاشوا فيها منذ أربعة آلاف (4,000) سنة بصورة متواصلة. ثم قامت السلطات الإرهابية الإسرائيلية بتهجير الفلسطينيين قسرًا، وبعضهم لجأوا إلى بلدان غربية في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا. والفلسطينيون المُهَجَّرون أصبحوا فيما بعد مزدوجي الجنسية، وهم يزورون أهلهم في قِطَاع غَزَّة والضفة الغربية كلّما ٱِستطاعوا ذلك. ويوجد حاليًّا في غَزَّة آلاف الفلسطينيين مع عوائلهم مُحاصَرين كبقية السكان المدنيين ولا يستطيعون المغادرة بأيّ ٱِتّجاه. وبرغم نداءات الٱِستغاثة المُلِحّة منهم ومن المدنيين الآخرين، الموجَّهة إلى المنظمات الإنسانية الدولية وحكوماتهم، بمساعدتهم للخروج من غَزَّة فإن محاولاتهم لم تلقَ آذانًا صاغية من حكومات الدول التي لجأوا إليهم بعد تهجيرهم من أراضيهم الفلسطينية في وقت سابق. وبذلك فقد أباحت الدول الغربية لإسرائيل أن تنفِّذ حكم الإعدام الجماعي بهؤلاء وغيرهم من الفلسطينيين المدنيين العُزَّل. وسواء ماتوا أو نجوا من المجازر الإسرائيلية فإن هؤلاء الفلسطينيين شهدوا بأنفسهم تآمر الدول الغربية لمساعدة إسرائيل في جرائم الحرب وجرائم ضد البشرية وخرق كافة القوانين الدولية التي تدَّعي ٱِحترامها والٱِلتزام بها.

تَذَكَّرُوا دائمًا هذا التسلسل الزمني البسيط لتقييم إسرائيل: غزو وٱِحتلال عسكري بريطاني، غزو العصابات الإرهابية اليهودية الأوروبية لأرض فلسطين التاريخية، تفوّقهم على النازية والفاشية بكافة الوسائل الإجرامية، طُرُقُهم الإرهابية أسوأ من عناصر المنظمات الوهّابية الإرهابية المُسمّاة “داعش”، تمييز عنصري وثقافي وديني ضد الفلسطينيين، بُغْض شديد للسلام، ضغائن عميقة ضد البشرية عمومًا وضد العرب والمسلمين خصوصًا، حروب إبادة منظَّمة ضد السكان الفلسطينيين الأصليين على مدى (106) سنين، ترهيب العرب والمسلمين وخلق التوترات والحروب المستمرة، إضاعة وتفويت فرص التقدم والنمو والٱِستقرار والحضارة. وهذا هو المطلوب!

مجموع المصادر: (58) مصدرًا.

Sources: