منذ اكثر من ثلاث او اربع سنوات طالبت المرجعية الرسالية الواعية في النجف الاشرف بتخصيص رواتب حكومية عن طريق المؤسسات الدينية كالوقف الشيعي لطلبة الحوزة العلمية لتوفير فرصة للعيش الكريم لمثل هكذا شريحة اعرضت عن العمل لغرض ايصال صوت ال محمد (عليهم السلام) الى مجتمعاتهم وعشيرتهم كما جاء في الآية الكريمة {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة : 122] فخص الله تعالى هذه الشريحة بان تكون رسل الحق الى اهلهم ليعلموهم امور دينهم ويعينوهم على حل مشاكل دنياهم من معاملات وغيرها .
وما ان لبث حتى صار هذا المطلب مطلبا جماهيريا من قبل طلبة الحوزة حتى وصل عدد التواقيع التي جمعتها احدى الجهات الى اكثر من 8 الاف توقيع في حين ان العدد الذي يتراوح به عدد طلبة الحوزة لا يتعدى الخمسة عشر الفا فتجاوز عدد المطالبين حسب هذه النسب النصف .
لكن تفاجئ المطالبون ببيان يصدر من مكتب السيد السيستاني يطالب بإلغاء مثل هكذا امر بحجة ان الحوزة مستقلة عن الحكومة ((ان المرجعية لم تأخذ اموالاً من أي حكومة طوال تاريخها، مع انه عرض على المرجعية مراراً تلقي الأموال لكنها أبت دائماً ان تقبل ولو ديناراً واحداً. وأوضح الناطق الرسمي باسم المرجعية الشيخ علي النجفي، نجل المرجع الديني بشير النجفي التوجيه بان المرجعية والحوزة العلمية، ولكي تحرصا على المحافظة على الاستقلالية، تتحفظان عن قبول الأموال والرواتب من الدولة، ولهما مصادرهما الشرعية في توزيع الرواتب على الطلاب والأساتذة.
من جانبه اكد الشيخ النجفي ان أخذ الأموال من الدولة بحجة الرواتب خط أحمر لا يمكن قبوله، مشيراً الى ان المرجعية تدعو المسؤولين الى توزيع الثروة بصورة عادلة على الشعب ))[1]
الا ان هذا المطلب – الذي وجه به مكتب السيد السيستاني – وان كان الكلام تراه لأول وهلة صحيحة الا انها حجة ليكون طلبة الحوزة العلمية تحت وطئة الاحتياج لهم حتى يتحكموا كيفما شاءوا هم وليحكموا قبضتهم على طلبة الحوزة العلمية وللأسف الشديد .
وبالتالي ما ان ينتقد احد المرجعية واسلوبها في تسويف مطالب الامة حتى ينتقد بل وتقطع رواتب طلبته بل ويحرم بيع كتبه في مكتبات الحويش وغيرها وهو ما حصل لطلبة السيد كمال الحيدري في النجف الاشرف حيث تم اغلاق حتى الجوامع التي كان يدرس بها طلبته طلبة الحوزة بأمر من المرجعية المتسلطة على رقاب الحوزة .
ومثله تماما ما حصل مع اتباع السيد محمود الشاهرودي عندما فتحوا مكتبهم في النجف الاشرف وقاموا بتوزيع بعض الرواتب على طلبة الحوزة حتى جاءت توجيهات المرجعية بغلق المكتب وحرمة استلام الرواتب، وما هذا الا تأكيد لما قلناه من ان مرجعية السيد السيستاني لا تريد للحوزة ان تتحرر من فرض السلطة عليها لتوجيهها ساعة ما يشاءون .
ولكي يعلم القارئ ان هذا الديدن متبع في الحوزة اما ان تخضع وتكون كريما امام الناس ووضيعا عندهم او تُهجّر ويُحرّم ذكر اسمك .
وما ان لبث الوضع كما هو عليه حتى صدرت توجيهات من مكتب السيد السيستاني تطالب به الحكومة للإسراع بضم العتبات المقدسة الى ديوان الوقف الشيعي !!!!
وكان ذلك لتخصيص وراتب حكومية لاتباع مكتب السيد السيستاني حصرا وبعض من اساتذة الحوزة القائمين على ادارة العتبات في العراق وهم من المنتمين الى مرجعية السيد السيستاني او من تقول المرجعية بانه يستحق راتباً حكوميا !!!
حتى انه صار عدد المنتسبين الى العتبات المقدسة يقدر بعشرات الالاف وهم من لمكتب السيد السيستاني يد السلطة عليهم وكأن الامر اصبح بتجنيد مليشيات تحت غطاء حكومي تدار من قبل القائمين او الوسطاء لمكتب المرجعية في النجف الاشرف .
وهنا يظهر جليا صحة ما ذكرنا من ان المرجعية تريد فرض سلطتها على ابناء الحوزة العلمية الشريفة لا اكثر وما كان قرار الغاء تخصيص رواتب لهم ما هو الى خوف من ان تخرج هذه الحوزة عن سياق الطاعة لهم والا كيف تفسرون توجيه منع الرواتب على الطلبة ثم المطالبة بالخفاء بتخصيص رواتب لبعض الطلبة التابعين لهم بحجة انهم يعملون في العتبات المقدسة ؟
اين العدل في هذا، امن الانصاف ان يفعل هكذا بطلبة الحوزة .
مالكم كيف تحكمون .
________________________________________
[1] ) نص ما نشره موقع الحياة على الرابط التالي http://www.marafea.org/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=23705