كل مكان أصبح في هذه البلد يتحدث عن السياسة وصراعاتها واحزابها ومقاطعاتها ويتحدث أيضا عن الحرب والموت الذي جسدته المفخخات في كل زقاق ،ودمرت كل مفاهيم الحياة المدنية التي يدب الوطن اليعيشها.
أعطني الناي وغن فالغناء سر الوجود
وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود
بصوت الموسيقى وانين الناي يتوقف حديث الموت ليعلو حديث الامل ،.فقد جاء حفل بغداد ليهب لنا روح جديدة كأنها انبثقت من رقصات الشباب وهم موشحون بالاعلام وصرخاتهم التي تهتف بحب الوطن والخلاص من الارهاب ،وباصوات الفنانين التي اعتلت ليل بغداد وهم يصدحون بحب العراق ووحدته ،.واخر يقول “مثل مرجوحة ماتمرهه اطفال صرنة بدون بغداد ” تعبيرا عن شوق الذين غادرو البلد بسبب العنف.
فالحفل الذي أقيم على ملعب الشعب لنخبة من الفنانين العراقيين والعرب دغدغ ذكريات الزمن الجميل الذي كان طابع بغداد في الماضي واتاح لجيل من الشبان والشابات الذين حضروا بكامل اناقتهم وتسريحاتهم العصرية، اكتشاف جماليات تكتنزها بغداد وروح عصرية كان الكل يحتفل تحت سمائها ، وقد غاب عنها منذ اعوام طويلة لتزايد العنف الذي يحصد المئات يوميا ، فكانت الابتسامة ضيف سماء بغداد التي لم تفارق وجوه الشباب ورقصات متمايلة كانها تقول للارهاب هذه افراحنا على هزائمك فنحن شعب يحب الحياة ويسعى للنصر ويبتسم كيف ما حلت به الظروف… فأن تقيم حفلة في قلب العاصمة رسالة إلى كل من يراهن على توشيح بغداد بالسواد والموت وقتل الانسانية والافرح في هذا الشعب ..