23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

حفاظا على العراق وسوريا..عاصفة ترامبية ستطمر السعودية

حفاظا على العراق وسوريا..عاصفة ترامبية ستطمر السعودية

لوّح ترامب بإعادة رسم خريطة السياسة العالمية، وفق رؤية الجمهوريين، في امريكا، منذ تثقيفه لبرنامجه الانتخابي، قبل أن تحسم النتائج بفوزه، بدءا بالحد من الهجرة غير الشرعية، وتجفيف منابع الإرهاب… ولنا في هذا الشأن حديث عن الزواج الكاثوليكي، بين السعودية و”داعش” ومن قبلها “القاعدة” كنتاج لحلف آل سعود، مع محمد عبد الوهاب، ضد الرشايدة “آل رشيد” مطلع القرن العشرين!
لذا لحظة فتح صناديق الاقتراع، التي أسفرت عن فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة الامريكية، تعتبر بدء العد التنازلي للنفوذ السعودي، في المنطقة، وهو نفوذ ناتج عن توظيفها أموال النفط، بدعم الارهاب، في العراق وسوريا، ومناصبة دول أخرى، عداءً طائفيا، يتواصل مع فتاوى عبد الوهاب، الذي يغير بجيشه، من مدة الى أخرى لتهديم ضريح الإمام علي.. عليه السلام.
فإنتظروا معي تقسيم السعودية، في ظل ترامب، والحفاظ على وحدتي العراق وسوريا.. كل على حدة؛ فأولى خطوات ترامب الإجرائية، قبل تسلمه مفاتيح البيت الابيض الأمريكي، من سلفه أوباما، هي حظر دخول “المتأسلمين – السعوديين” الى الاراضي الامريكية، خدمة للداخل… ولنا في هذا شأن ثانٍ.
إنه يريد خدمة الداخل، من حيث خفض الضرائب، والعناية بالصحة، والقضاء على البطالة؛ بإيجاد وظائف.. رجل ذو تفكير داخلي معتدل، وخارجي متطرف نحو الصواب، ستنال منه السعودية عقابها؛ جزاء ما عاثت من إرهاب في العالم، بينما ضحياها.. العراق وسوريا، سيقربون من ترامب، بدليل ترحابه بالتهنئة التي تلقاها من الرئاسات العراقية الثلاث.. الجمهورية والنواب والوزراء، مبديا تضامنه ضد “داعش” وهو بالتالي تضاد مع السعودية، بحكم العائدية التي كشفتها هيلاري كلنتون، بقولها الصريح، أن “السعودية تمول الارهاب”.
ومن دلائل قطع الجمهوريين للعلاقات الارهابية الأمريكية، مع العالم، من خلال ترامب، هو التخوف الذي أبدته وكالة المخابرات القومية والاستخبارات المركزية؛ لأن عملهما مع الخارج، سيتعارض مع قناعات ترامب، الذي ينوي تصحيح ما خربته أمريكا في العراق وسوريا، جراء تطلعات الديمقراطيين للهيمنة على العالم.
فترامب ذو نزعة داخلية، تتضاد مع الأصدقاء الخارجيين، خاصة في تعاون الوكالة مع السعودية، ضد سوريا وروسيا، وهذا ما أكده مدير المخابرات السابق مايكل هايدن، مؤكدا: “ترامب يستخف بإجراءاتنا وتقاريرنا” ويعني بذلك التعاون مع الحلفاء الستراتيجيين.. السعودية ومحورها ومحيطها وعمقها الداعشي.
مخاوف وكالة المخابرات الامريكية، من إعادة نظر الجمهوريين، بالصداقات والعداوات التي أرساها الديمقراطيون، تتأكد من تطابق وجهات النظر التي أعلنها الرئيس الروسي بوتين مع آراء ترامب، وهذا يعني توقف الحرب الباردة، بين القطبين، ولن يجد مشعلو الحرائق الوهابيون، جمرا ينفخون رمادة؛ فيستعر ليصبوا نفطا سعوديا على لهيبه.