في خطوة تُعد بالايجابية و تسجل موقفاً تاريخياً لبعض الجامعات العراقية ومن قبلها ما قام به الأزهر الشريف من أجل القضاء على منابع الإرهاب وعدم الترويج لأفكاره السقيمة بين الشباب العربي المثقف ففي الوقت الذي كنا ننتظر من أهل الحل و العقد في بلاد المسلمين باتخاذ حزمة من القرارات الايجابية و التي تعود على مجتمعاتنا بالنفع الكبير أولها تجفيف منابع الإرهاب و إلى الأبد و ثانيها الحفاظ على شبابنا من خطر الانزلاق بهاوية الفساد و الإرهاب معاً لكننا ومع كل الأسف نجد أن علية القوم و كبارئهم قد علقوا آمالهم على الحلول العسكرية وما ستؤول إليه من نتائج متوقعة عندهم متناسين حجم الأضرار و الدمار الهائل الذي سينتج من وراء الاستخدام المفرط للآلة الحربية بمختلف صنوفها فهذا لم يكن بالحسبان عند القيادات السياسية لأنهم لم يضعوا في حساباتهم حقيقة داعش فهل يا تُرى هو تنظيم مسلح مثلاً ؟ هل هو جناح عسكري ينتمي لجهة سياسية أو دولة ما ؟ وهذا ما يجعل النتائج تأتي مخيبة للآمال لان الآلة العسكرية لا تعرف إلا القتل و الخراب و الدمار أما داعش وبعد مرور السنوات و الأيام على ظهورهم في الساحة العالمية تبين أنهم تنظيم فكري يعتمد كلياً على نشر الأفكار و غسل الأدمغة و التغرير بالناس فلا فرق بين الجميع وهذا ما عاب القيادات السياسية فجاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ، لكن في الحقيقة لو تنزلنا جدلاً و دققنا النظر طويلاً بحقيقة ما ينشره داعش من أفكار و عقائد و الأصول التي يعتمدها التنظيم المارق عند كسب الأنصار أو في الحوارات و النقاشات مع الآخرين نجدها تسير عكس تيار ديننا الحنيف قولاً و فعلاً فمثلاً الإسلام رفض استعباد البشر مهما كانت قيمة و مكانة المستعبد إما داعش فقد أعادوا بأفعالهم الرق و العبودية المذلة المتداولة في الجاهلية وما أسواقهم الخاصة ببيع النساء و الأطفال خير شاهد على خرقهم لكل القوانين الإنسانية و النواميس السماوية هذا ابسط دليل على بعدهم عن الإسلام الأصيل و القائمة تطول لجرائمهم البشعة التي لم ترى البشرية لها من مثيل وهذا ما يدعو إلى ضرورة دراسة منابع و جذور معتقدات و أفكار داعش حتى يمكننا بعدها القضاء جذرياً على منابع الإرهاب الداعشي المارق فحقيقة نحن نعتقد أن خطوة حظر كتب أئمة و علماء داعش ليست خطوة كافية لأننا سنعطي الذريعة لهؤلاء المارقة بالاستفادة من تلك الخطوة و ظهورهم بلباس المسكنة و المظلومية و أن كل مَنْ يحظر كتبهم لا يمتلك القدرة العلمية على مناظرتهم و مجادلتهم بالحوارات و النقاشات العلمية و الفكرية لذلك يتم منع و حظر كتبهم من التداول فيتمكنون من خداع الشباب الواعي بتلك الأساليب القذرة وهذا ما يفسح المجال أمامهم للحصول على منافع كثيرة و موطأ قدم في طريق سعيهم نحو نشر الفساد و الإفساد بغية هدم الأركان الأساسية للإسلام مما يتوجب على كل مَنْ يُريد القضاء على الإرهاب و يحظى بمجتمع مثالي خالٍ من القتل و سفك الدماء و هتك الأعراض و المقدسات لابد و أن يأخذ الأفكار و العقائد الداعشية على محمل الجد و يبدأ من نقطة الصفر بالنقاش العلمي الفكري المجرد من العاطفة و الإحساسات الجياشة حتى يكشف حقيقة الترهات الداعشية ومدى حجم الضحالة الفكرية و المستوى العلمي المتدني من العلم الذي يعتمده أئمة و قادة داعش وكما أشار إليه الكثير من المفكرين و المحققين في عصرنا هذا فيقول احدهم : ((فلا توجد نهاية لهذا التكفير وللمآسي التي يمر بها المجتمع المسلم وغيره إّلا بالقضاء على هذا الفكر التكفيريّ ))