23 ديسمبر، 2024 9:31 ص

حضارة العراق الى اين

حضارة العراق الى اين

العراق هو المهد الاول للحضارات القديمة ومهبط للتنبؤات والشرارة الأولى للأضاءات في الفكر البشري ،وهو المنطلق الأول لتطور الحياة البشرية في شرق الأرض ومغاربها،وأول من عرف ألكتابه ،ونور طريق العالم بأسره هي حضارة العراق .ومن أهم الحضارات التي عرفها العالم التي ولدت في العراق هي (الحضارة الأشورية ،والحضارةالأكدية ،والحضارة السومرية، والحضارة البابلية ) .
واكثر من ذلك من انجازات رسخت وطبعت للحضارة الأولى فكيف لنا ان نهمل هذه الثروة التي منه علينا بها الله دون خلقه؟ لماذا لانستطيع ان نحمي الحضارة، ان نحمي العراق ،سؤال يجب ان تفكر به الحكومه العراقية والعراقيين جميعا ،هل عددنا لايكفي، هل نحن بلد فقير ،هل عدتنا لاتسعفنا, هل يراود الحكومة الحالية كيف كان صدام بدعم من الدول المحتله يضبط العراق ،هذا دليل قاطع على ان صدام حسين كان قائد ضروره وعندما ان الأوان لرحيله، وانتهاء مدة صلاحيته استطاعت امريكا وبلا معاناة ان تسقطه وهذا دليل ايضا على ان امن العراق واستقراره بيد الاحتلال الامريكي الغاشم. و أميريكا ألان تخطِّط أن تقود العراق إلى قاع الظلام، وحكومة الضرورة الحالية صورية لا أكثر، وإلا لماذا لا تستطيعا سوية أن تحمي البلد من الارهاب والبطش وبراكين الدم؟ و لماذا حكومة العراق الآن غير قادرة على حماية نفسها وحماية مواطنيها، وحماية اقتصاد العراق فتنهبه هي وغيرها وكأن الجميع في حالة هجوم مركز على خيرات العراق تاركين المواطن العادي والفقير يموت تحت عجلات ديكتاتورية فاشلة حتى في حيثيات الديكتاتورية، اين الديمقراطية المزعومه ان كلمة ديمقراطية تبدو لي إزاء ما أرى فارغة من مضامينها، لأن المواطن في العراق يحتاج إلى أمان ولقمة خبز، لأن المواطن العراقي لا يهمه الآن سوى الأمان ولقمة الخبز، لا يهمه الديمقراطية بقدر ما يهمه أن ينام دون أن يضع ألف متراس خلف الباب ويتصور أن بيته سينفجر وهو في نومه العميق، ولا أظن أنه نام نوما عميقاً منذ أن هبَّ هواء الديمقراطية الكاذبة التي بشر بها طغاة هذا الزمان، كجورج بوش ومن هم على سدة الحكم في العراق منذ سقوط الصَّنم حتى الآن!
    لهذا الجميع يتسائل اين حضارة العراق العريقه ، إلى متى سيبقى شعب العراق غارقاً في نزاعاته وصراعاته وحروبه وجنونه؟ ألا يفهم الشعب العراقي بكل طوائفه ومذاهبه وقومياته، أنه لو لم يتضامن مع بعضه بعضاً سيرزح تحت أنياب الغول الغربي وتحت قادة غير مفصّلة على مقاسات العراق؟
    إن العراق أكبر من قياساتِ الضرورة لأنه الضرورة بعينها، ضرورة أن ينهض من تلقاء نفسه، وليس من خلال ضرورات الغرب أو ضرورات رؤى ظالمة وظلامية، العراق كان مهد الحضارات والآن هو بؤرة خصبة للفساد والهلاك، هلاك المواطن بكل تلاويينه، ألا يفهم ويعي العراق بكل مواطنيه، كيف يحلِّل الأديان والمذاهب والأقوام والسياسات والتاريخ والحضارة والواقع المدمَّر الآن، ويعطي لكل ذي حقٍّ حقّه؟! يتحتم على كل عراقي أن يتخلَّى عن رؤاه التي لا تخدم العراق، فكل رؤية تقود إلى صراع دموي مهما كان مستندها ومحتواها وجوهرها هي فكرة عتيقة خرافية شريرة عفا عنها الزمن، على الجميع أن يتجاوزو برامجهم التي تصب في منحى الظلامية القمعية المتشددة، وعليهم أن يتمسكوا بكل ما هو عادل وقانوني وإنساني، وأن يسنُّوا قوانين جديدة قوامها المواطن الإنسان، بعيداً عن لغة المذاهب والمحاصصه ،وعلى الجميع أن يحترم خصوصيات كل هذا الخليط الديني الموجود في العراق ، ويدعم كل طرف بقية الأطراف من منظور المواطنة، لأن لكل مواطن كيفما كان دينه وجنسه وقوميته ومذهبه، حق مثل أي مواطن آخر، وقيادة الدولة يجب أن تقوم على بناء مؤسسات يقودها مواطن جدير بقيادتها وليس بحسب الرؤى الدينية والقومية والمذهبية والعشائرية، يجب أن تكون المسؤولية ملقاة على عاتق قادة يفهمون لعبة إنقاذ العراق من دمار محتم طالما ينظرون من منظور ديني طائفي متعصب كل واحد لطرف ضد آخر، لأن بناء العراق أو أي بلد في دنيا الشرق والغرب والشمال والجنوب من بقاع الدنيا، يقوم على أكتاف مواطن يفهم ويحلل متطلبات بلده ضمن إطار العدالة والمساواة والحرية والحق بعيداً عن التعصب ، وبهذا المنحى سيتم منح كل مواطن حقه في العيش والوئام المشترك مع الحفاظ واحترام معتقدات كل مواطن، دينياً ومذهبياً وقومياً، وأن لا يتعدَّى أي طرف على طرفٍ آخر،على ان يتم قيادة الوطن ضمن إطار العدالة والمساواة والحرية كمنظور دستوري وقانوني وأخلاقي ، وبه نحفظ تراثنا وأرضنا وثرواتنا من كل الأيدي الخفية التي تتستر بالدين لكي تنهب وتخرب حضارتنا العريقة.