23 ديسمبر، 2024 8:08 ص

وهذا حجي عراقي جمع حصيات لكي يرجم بها الشيطان، فالحصى يصبح عزيزاً في هذه الفترة التي تسبق رجم الشيطان، المسكين وضعهن في قطعة قماش على فراشه، وعندما عاد لم يجد الحصيّات، لقد سرقها احد الحجاج، فوقف حائراً، ( يمعودين، بيش ارجمه بالكليجه)، يعني الفساد حتى في بيت الله وتصل الامور الى سرقة الحصى البسيط، والاخ ابراهيم الجعفري يقول ان الشعب مختل نفسياً، لان الحكومة قدمت له كل شيء، وهو لايعلم ما يريد، وهو يعلم ان السرقات المرصودة بلغت 700 مليار دولار، ونفط البصرة يتعرض للقرصنة من قبل الحكومة، تريد ان تبيعه لعشرين سنة قادمة، والاخ بصفته طبيب استطاع ان يشخص حالة الشعب لكنه للاسف اهمل نفسيات السياسيين الذين سرقوا العراق.

اتريد يا سيادة الوزير ان نحلل نفسيا شخصياتكم الهزيلة التي اعتمدت اللصوصية، وصار العراق بلد العصابات والاوبئة والجراد، والهجرة، صدقني لم تكن هجرة انه هروب من حياة قاهرة، لا يستطيع احد تحملها مهما اوتي من قوة وصبر، السنة بكاملها لطم وبواجي، وفيّات وقتل، مقبرة النجف وصلت او سوف تصل للسعودية، كوليرا وامراض، داعش واميركا وستدخل روسيا على الخط بعد ايران، لا يستطيع اي احد منكم تحليل عودة ظهور الجثث المجهولة الهوية، اتعرف ياسيادة الوزير، كيف جلبنا مرتبات المدرسين لهذا الشهر، لاتعرف اكيد لان الحمايات تجلب مرتبك بحقائب، اتعرف كل 25 في اي شهر كم مدير مدرسة يتعرض للتسليب او القتل، لاتعرف طبعاً، لانك لم تتعرض لأية عملية من هذه العمليات.

انا معك الشعب مختل نفسيا، لكن من هو السبب في اختلال عقلية ونفسية الشعب، ارجع لأول ستة اشهر بعد سقوط صدام، وانظر الى النظام، مع العلم حتى شرطة مرور لم تكن موجودة، لكن حين تسلمتم الدف وعزفتم على جراح الناس وسرقتموهم بعمليات مافيوية منظمة، اختلت نفوسهم وشتت عقولهم، اتعرف ياسيادة الوزير بسبب عقليتك الفذة وعقلية من سبقك واتى بعدك صار الناس يدورون على البيوت حين يموت احد، وهم يحملون الصواني ويجمعون المال لشراء الكفن وهم ينادون: ( جفن غريب).

ويحكى ان معاوية بن ابي سفيان، سأل عمرو بن العاص: مابلغ من دهائك؟ فقال: مادخلت في أمرٍ الا عرفت كيف الخروج منه، فقال معاوية: لكنني ما دخلت في أمرٍ

قط وأردت الخروج منه، ولا ادري من سيسقط من؟ ، انتم ستسقطون الازمة الامنية والازمة المالية، ام ان الازمتين بقوتهما ستقومان باسقاطكم، والشعب هو ذات الشعب، في العشرينيات والاربعينيات، والستينيات، والسبعينيات، وهو ذاته الآن، لم يكن مختلاً في يوم ما، وانما انتم المختلون، وانتم من حمل جوع سنين طويلة، اي انكم حملتم البطون الجائعة التي لاتشبع.

دعني احكي لك حكاية بسيطة حدثت لصديق لي سائق تكسي، وجد محفظة، قرب احد النوادي الليلية في بغداد، فتح المحفظة فوجد ثماني ورقات فئة مئة دولار، وعشرين الف دينار وعشر هويات او باجات، كارتات اقامة في الامارات وكردستان وهوية دراسة القانون في الامارات، هذا الشاب ابن مسؤول مطلوب للقضاء، وهارب، وهو من مناطق شرق القناة،وبالتحديد العبيدي، وابوه محامي،وتسلم هوياته ومحفظته قرب اذاعة العهد، فكيف به اذا كان والده في الوظيفة، ابناؤكم جميعاً هكذا، وهم وانتم المختلون وليس الشعب الذي يتمتع بهوية واحدة، هوية العراق، والعراق فقط، وسؤالي الاخير لك والذي لاتستطيع الاجابة عنه: هل تستطيع ان تجلب عائلتك للعراق وتعيش كالعراقيين وانت تطلب الجنة في تدينك، امام داعش والكوليرا، أم انك اعتدت على حياة الكفار كما يطيب لكم ان تقولوا عنهم.