19 ديسمبر، 2024 6:01 ص

يعد العراق البلد الوحيد الذي يحرق أمواله بيده، في الوقت الذي يشهد عجزا كبيرا في موازناته النقدية بسبب آفات الفساد التي بدأت تنخر جسده منذ أعوام والتي اتعبته بصورة ملحوظة لسوء الممارسات السياسية التي فرضت عليه .

وربما كان موضوع حرق الأموال لافتا للنظر ومشكك فيه للسامع لكنه موجود على أرض الواقع فالحكومة تحرق سنويا أكثر من 13 مليار دولار وهي ثمله ليس لشربها الخمر ولكن بسبب نشوة الفساد الذي انتشرت بسرعة فائقة في الأعوام القليلة الماضية .

 

والمشكلة ليست فقط بحرق الأموال لكن هناك انبعاثات مرافقة له ، تعد من السموم التي تلوث بيئتة، فضلاً عن ارتفاع نسبة السرطان بين الساكنين قرب تلك الحقول، وهنا ينقسم الكلام الى فقرتين  :

 

إن العراق خسر أكثر من 35 مليار دولار منذ تطوير الحقول النفطية بسبب حرق الغاز المصاحب للعملية الاستخراجية ، حيث وقعت وزارة النفط عقدا في تشرين الثاني 2011 على إنشاء شركة غاز الجنوب لمعالجة الغاز المصاحب، حيث توقعت الشركة خفض نسبة الخسائر في عام 2017 تصل إلى 15% .

 

ولو قارنا التكاليف الإجمالية لإنشاء برج خليفة في الامارات التي بلغت مليون ونصف دولار أمريكي ، يعني أن بمقدور الحكومة العراقية أن تنشأ أكثر من 17 برج مقابل حرقه للغاز المصاحب.

 

ومن الجانب الإنساني هناك عشرات الحالات التي شخصتها منظمة الصحة الدولية التي أصابها مرض السرطان لتلوث الهواء بسبب التركة التي تخلفها العملية الاستخراجية للنفط .

 

في وقت أن الحكومة العراقية عامةً ووزارة النفط خاصة  تعد غير جادة في وضع الحلول المناسبة لإنتشال المواطنين من خطر الموت بسبب نقمة النفط فكثير من إبرام العقود النفطية كانت تخلوا من شروط تحسين البنى التحتية للمناطق السكنية التي ستتأثر سلبيا من العمليات الاستخراجية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات