22 ديسمبر، 2024 6:51 م

حصاد العراقيين وزرع حكامهم!

حصاد العراقيين وزرع حكامهم!

ما يزرعه الأنسان في حياته يحصد ثماره لا حقا فأن كان زرعه خيرا وطيبا وصحيحا حصد مثله والعكس صحيح ، والمقصود هنا في الزرع ليس زرع الأرض بالبذور والأشجار! ، فهذا تعبير مجازي فما نقصده هوالتصرفات والمواقف والسلوك الأجتماعي اليومي في كل مفردة من مفردات حياته ، والجميع هنا مقصودين ، السياسي وغير السياسي والعسكري والمدني والأستاذ الجامعي والمعلم والرئيس والمواطن البسيط وكل وباقي المسميات والعناوين الأخرى0 ولكن تأثير زرع رئيس البلاد والقائد العسكري الكبير والقائد السياسي يختلف سلبا وأيجابا عن زرع من هم في المسميات الأخرى التي دون ذلك ، فهؤلاء لهم تأثير ، ولكن ليس كتأثير من يكون في موقع المسؤلية الأول والأكبر في البلاد كرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية والملك فبيدهم القرار الأول والأخير ، حيث يكون تأثيرهم كبيرا وخطيرا لأنه يؤثر على البلاد وعلى الشعب بشكل مباشر ، فعندما لا يكون زرع رئيس الدولة أو الطبقة السياسية الحاكمة عموما زرعا طيبا ويتسم بالفوضوية وعدم الدراسة ، ستكون النتائج كارثية حتما ولربما تؤدي الى ضياع البلاد والشعب (عندما تأتي حسابات الحقل ليست كحسابات البيدر) كما يقال ، وهذا ما نحن عليه الآن! ، فما جرى على العراق من ضياع وخراب ودمار منذ 20 عاما ولحد الآن هو نتاج طبيعي للسياسة الهوجاء الرعناء التي أنتهجها رئيس البلاد السابق والتي ، جَرت الويلات على البلاد وعلى الشعب حيث قاد البلاد والشعب بدكتاتورية عمياء لا يسمع بها ألا صوته ولا يرى فيها ألا نفسه وعنجهيته ، بعد أن أخذه الزهو والخيلاء بنفسه المريضة بأن يكون زعيما للأمة العربية! ، وبدون أن يعرف حجمه وحجم شعبه وقدراتهم ، وبالتالي حصد الخيبة من وراء ما زرع ! وضَيع العراق وفتت الأمة العربية ودمرها بحماقة دخول الكويت ، وأنتهى المطاف الى أحتلال غاشم للعراق من قبل أمريكا وبريطانيا 0 أن حالة الجمود السياسي وعقدة وأزمة عدم تشكيل الحكومة التي يعيشها العراق الآن ، بعد مرور سنة على أجراء الأنتخابات في ( 10/10/2021 ) ، والتي لربما ستجر المجتمع الدولي المتمثل بالأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل بالشأن الداخلي العراقي! ، حيث تتحدث الأنباء والتسريبات الأعلامية بأنه في حال عدم قدرة الطبقة السياسية والأحزاب الحاكمة من تشكيل الحكومة خلال الأسابيع ولربما الأيام القادمة! ، فسيكون هناك قرار دولي بتشكيل حكومة طواريء وأنقاذ وطني! ، لأخرج البلاد من أزمته السياسية الخانقة ، وأذا حدث ذلك فأنه سيجر البلاد الى أمور كثيرة لا يحمد عقباها ! ، وبنفس الوقت أن تهديد المجتمع الدولي للطبقة السياسية بالعراق بالتدخل ، كشف جانب مهم وخطير وهو أن العراق لا زال يخضع لعقوبة البند السابع ! الذي يسمح لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة بالتدخل في العراق بما يرونه مناسبا! ، وهو في الحقيقة (أحتلال جديد!!) للعراق وهذا ما أتوقع وأخشى حدوثه !!0 نعود الى صلب الموضوع أن الأزمة السياسية التي مضى عليها عام كامل هي في الحقيقة نتاج طبيعي وحصاد لما زرعته الطبقة السياسية الحالية وأحزابها الحاكمة ، التي قادت البلاد من بعد الأحتلال الأمريكي البريطاني الغاشم للعراق في 2003 ، حيث لم تزرع الخير والطيب ، فلم يكونوا بناة دولة بل طلاب سلطة فقط لا غير! ، عندما أتفقوا على آلية المحاصصة السياسية والمذهبية والقومية كسياسة توافقية فيما بينهم عند تشكيل أية حكومة! ، تلك السياسة التي جلبت الخراب والدمار وأشاعة الفساد حتى أصبح العراق واحدة من أوائل الدول الفاشلة بالعالم!0 ولا أدري لماذا يلومون بعضهم البعض ويتهمون هذا القائد السياسي وذاك الحزب بأنه هو من وضع العقدة في المنشار وأنه هو السبب! ، فماذا كانوا يتوقعون من سياستهم التوافقية التي أعتمدت على المحاصصة كأساس لتشكيل أية حكومة من أجل مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم بعيدا عن مصلحة الشعب والوطن0 يبدوا أن الضيم والذلة والقهر والمصائب والموت والخراب والدمار، كانت ولا تزال هي حظ العراقيين مع حكامهم منذ فجر التاريخ! ، أستثناء من بعض فترات الرخاء والراحة البسيطة التي تكاد لا تذكر، ويبدوا أن هذا هو قدر الله مع العراقيين! ، ولا ندري الى متى سيستمر حصاد الشر والمر هذا في حياة العراقيين؟ ، وهل سيرى العراقيين شيء من الراحة والأستقرار ويذوقوا طعم الحياة الكريمة والعيش الرغيد ولو لبضع سنين؟ فنحن منذ 40 عاما ونحن من حال سيء الى أسوء! ، ولو أني أشك في نوايا محور الشر الأمريكي البريطاني ومن معه والذي يسيطرون على العراق بأن يسمحوا للعراق أن يرتاح قليلا! ، ولكن تبقى أرادة الله هي أكبر من كل ما يخططون من سوء ودمار للعراق، اللهم رد كيدهم الى نحرهم واحفظ العراق منهم0