17 نوفمبر، 2024 10:38 م
Search
Close this search box.

حشد شعبي ــ و ــ حرس دواعشي …

حشد شعبي ــ و ــ حرس دواعشي …

اسوأ ما في المقارنة, ما بين الشيء والمضاد له, بين الخير والشر مثلاً, الصدق والكذب, الوطنية والخيانة, الوفاء والعمالة, وكذلك التطوع والأستئجار, هنا لا يمكن تفادي حالات الأجحاف لمجرد ان نضع الفضيلة مقابل الرذيلة, بعد سقوط ثلث جغرافية العراق في 10/06/2014 واحتلال الموصل وأجزاء من صلاح الدين وديالى من قبل اراذل الدواعش المحلية والمستورد من البهائم الأنتحارية وضمن سياق المخطط الخياني تم استقطاع كركوك وافراغ مناطق ايزيدية ومسيحية وتركمانية وشبكية من قبل دواعش البيشمرگة الجمهوري وفدائيي الجنرال ثم الأعداد لأحتلال بغداد واسقاط المتبقي من حلم العراقيين في دولة مدنية مؤسساتية كبديل عن دولة الفساد والأرهاب المليشياتي القائمة, كان للوطن نداءه, فتطوع اكثر من مليونين من عراقيي الجنوب والوسط, والتهب سعير الحمية الوطنية في ضمائر البعض من عشائر ومواطني المحافظات الغربية فوقفوا سداً من الدماء والأرواح, اوقف تمدد كارثة الأنهيار عند حدودها ثم مواصلة التقدم لأستعادة ما اغتصب . 
 
الحشد الشعبي وابناء العشائر الوطنية في المحافظات الغربية وكل من كان حريصاً على سلامة الوطن ووحدة العراقيين من اخطار التمزق والتقسيم والأنهيار الكامل لحاضر ومستقبل العراق, تطوعوا متجردين عن المنافع الشخصية والمكاسب الفئوية, بلا مؤونة واغلبهم باع ما يمتلك ليشتري قطعة سلاح ليلتحق في ساحات التدريب ثم المواجهة, الذين تداعشوا وخانوا الأرض والعرض والممتلكات, وبعد ان وقفوا على حافة هوة الخزي والعار والموت الضميري التام, وحتى لا يتم النصر على ايدي القوات الأمنية الوطنية ومتطوعي الحشد الشعبي والبعض من عراقيي المحافظات الغربية, استنفرت حثالات الدواعش المحلية والوافدون من عواصم الأرتزاق الأقليمي الدولي ومن ينتظرهم في فنادق اربيل, المستنقع المعفن بالكراهية والخيانة ودسائس الخذلان, فأعلنوا مؤتمرهم وساعة صفر خيانتهم بتاريخ 19/12/2014  .
 
اذا كان متطوعي الحشد الشعبي والعشائر الوطنية في المحافظات الغربية, قد لبوا نداء الوطن وقرروا افتدائه بأرواحهم ودمائهم, فالدواعش المنكسرة تحاول عبر خدعة الحرس الوطني تجميع فلولها واكتساب شرعية بقائها الى جانب توأمها في العملية السياسية ثم مواصلة تآمرهما من اجل اتمام انهاك الدولة والمجتمع ثم فرض واقع الأستسلام, الحرس الدواعشي المستأجر دائماً يطالب قبل تشكيله بسلاح وتدريب وحصة في الموازنة, شتان بين من يلبي نداء الوطن ويدفع ثمن الأنتماء والولاء, وبين من يعرض شرفة وضميره في مزادات الأستئجار للمشروع الأمريكي الأقليمي الأسرائيلي .
 
حكومة الصفقات المذلة والأتفاقات المجحفة, المخادعة بسلوكها اللعوب بغنجها الراقص على مسرح التضليل والأستغفال المجتمعي, ومن خلف ستار روزخونياتها, تستقطع من كرامة وهيبة الدولة وسيادة الوطن, و وحدة العراقيين اجزاءً تطعم فيها صقور مشروع التقسيم, يبدو انها (الحكومة) مكبوسة داخل خيارين لمقايضة وضيعة, فأما تنفيذ ما اتفق عليه قبل تشكيلها, واما تفقد ما حصلت عليه من مسؤوليات ومواقع سيادية دون استحقاق او تخويل شعبي (انتخابي), ومن بين الذي عليها تمريره, هو ان تستقر فأس (الحرس الوطني !!) في رأس الوحدة الوطنية, انها تمارس تقطيع المتبقي من شرايين الأرادة العراقية بسكاكين من لا يريد خيراً للعراق .
الحرس الوطني قائم فعلاً كطرف في المواجهات الوطنية بالضد من دواعش المؤامرة, عشائر البو نمر والجبور والجغايفة واغلب عشائر الدليم مثالاً وطنياً رائعاً, اما ما اتفق عليه امريكياً واسرائيلياً وعروبياً وحثالات داخلية, والذي ستمرر عبوره حكومة الصفقات غير النزيهه, ما هو الا (حرس دواعشي) للأستعمال الخياني, واجهات متأمركة لأنهاك الدولة ومحاصرتها داخل جدران ضعفها وفرض امر واقع استسلامها, فمن يرغب ان يكون وطنياً كما يدعي, عليه ان يبادر في التطوع من داخل صفوف المناضلين والمجاهدين للحشد الشعبي والقوى الخيرة لعراقيي المحافضات الغربية, تطوع غير مشروط وضمن اطار وضوابط الدولة والمصالح العليا للشعب والوطن, لا ان ايكون وجهاً مشبوه آخر لعملة دواعش التآمر الخياتي.
 
ندعوا جميع المثقفين الوطنيين, كتاب وباحثين ومحللين واعلاميين وصحفيين وغيرهم, الى وقفة وطنية واعية متصدية لدسيسة تشكيل ما يسمى بالحرس الوطني!!, اسفنجة داعشية لأمتصاص واعادة تأهيل فلول دواعش البعث والمتواطئون معهم, صيغة جديدة لمؤامرة قديمة بغية انجاز ذات الأجندات التي كلفت بها عبر العشرة اعوام الأخيرة وكانت ساعة صفرها الأخطر يوم 10/06/2014 .
 
المثقفون والوطنيون منهم تحديداً يجب وبالضرورة ان يتصاعد زخمهم ويعطوا الأستثنائية حقها في انتاجهم الفكري والسياسي وصيغ تنظيمية تميزهم في المواقف الرصينة, بوصلة تاريخية تتصدر الأتجاهات الوطنية للرأي العام العراقي والحراك المجتمعي بشكل عام .
 
علينا ان نواكح ما استطعنا وبنفس طويل لمواجهة الأعلام المأجور المتعملق على حساب ارباكنا وضعفنا الأعلامي, امراً ليس يسيراً, لكن الوطنية العراقية لا زالت لها جمرة ملتهبة في ضمائرنا, الوطنية العراقية هوية انتماء و ولاء ودليل عمل لا بد منها ونحن نشاهد السقوط المهين لمستثقفي مراحل الأنكسارات والتردي, فالضمائر التي تم افراغها من المضمون الوطني للهوية المشتركة اصبحت مكبات للتخاذل والتطبع على الأرتزاق .

أحدث المقالات