23 ديسمبر، 2024 9:37 ص

حشدنا المقدس .. بوركت سواعدكم!

حشدنا المقدس .. بوركت سواعدكم!

صرخات الحشد المدوية بــ (لبيك يا عراق)، أرهبت الدواعش، بعد أن حملوا دماءهم على الأكف كالطوفان، ضد العصابات الإجرامية، التي إستباحت منافذ حياتنا، بلحاياها العفنة، لكن أنصار المرجعية لبوا النداء، حين قالوا هيهات منا الذلة، إنهم رجال رفضوا الهوان والفساد، وإتخذوا من عاشوراء مواكب للفداء، والشهادة من أجل عراق المقدسات، وإستحضروا الدروس والعبر، في مقارعة الظلم والطغيان، وعليه فرجال المرجعية لن يركزهم الدعي إبن الدعي، فهم مشاريع إستشهاد طوعية، لحفظ الأرض والعرض، وقادم الأيام ستثبت للعالم، بأن الحسين سر إنتصاراتنا!  التأريخ مع سيرة الحشد يقف مندهشاً، من العقيدة الولائية الحسينية، التي يحملها أينما تطلبت الحرب خوض غمارها، فهذا البطل الجسور قد حفر إسمه في الجبل، والسهل، والهور، والنهر، ونال من المجد والخلود ما أضاءت له دفات الكتب. حشدنا اليوم، يمثل شراعاً دافئاً لحماية سفينة العراق، لترسو على شواطئ الأمن والأمان، في مرحلة تلاحمت فيها عقيدتان، الأولى وطنية عراقية، والثانية مرجعية مقدسة،

لذا أفرز عراق ما بعد عام2014، لوحة إبداع عقائدي بإمتياز، رسمها غيارى الحشد الشعبي، وتحت خيمة إسمها العراق العظيم.إن أهم ما يميز هذه القوة، أنها تمتلك الجرأة، في إختيار حياة لا موت فيها، إنها النهاية الخالدة مع الصديقين والصالحين، التي نذرت نفسها من أجل شرف العراق، فحلم الأمان والسلام بات على الأبواب، لوجود حشد يصنع نصراً عراقياً، فكل مَنْ ينتمي له ينادي: لبيك يا عراق. وصفات الحرية، التي منحها شهداء الحشد الشعبي للناس جميعاً، توضح أنهم رجال على قدر الفتوى العظيمة، لأنهم أبناء الطف، ورجال الحسين (عليه السلام)، فطوبى لمن قدم روحه من أجل الدين والعقيدة، فقد عادت الطفوف من جديد، وعاد يزيد بفكره المنحرف مرة أخرى، لكنهم لا يدركون أن كل يوم كربلاء، وكل أرض عاشوراء، فلا مجال للشك أبداً، أن أحرار حشدنا المقدس، ينهضون بقلوب صامتة مفعمة بالكرامة والولاء،

لسحق الدواعش، لأن القضية ليست على مزاجهم، بل هي طريق مرجعي مسدد ألهياً!  تبقى مرجعيتنا الرشيدة صمام الأمان للعراق، وهذا شيء لا يمكن تقاسمه مع أحد أبداً، لأنها حفظت الأرض والعرض، وكلاهما أمران لا يمكن تقاسمهما مع أحد أيضاً، فالعراق للعراقيين فقط، وكرامة شعبه من الشمال الى الجنوب، ومن الغرب الى الشرق واجب، يتحمله الجميع مهما كانت ديانته، وقوميته، ومذهبه، فالشريك في الوطن، عليه أن يحافظ على روابط الأُخوة، حيث تجمعه مع الشريك الآخر، وهذا ما أثبتته الأيام والمحن، التي مرت على العراق.مناظرة خطيرة، يعتمد على أساسها بقاء الدين والمقدسات، وحفظ الدم، هكذا كانت الصورة عندما جاءَ دواعش العصر، يحملون ألوية الشرك والكفر، بقيادة (عمر بن سعد) المتمثلة (بأبي بكر البغدادي)، ليعيدوا ذبح عراق الحسين مرة أخرى، وأهدافهم الخبيثة هذه لا يمكن تحقيقها، بوجود الجنون الحسيني وشعائره، التي لا تموت أبداً، لذا إنتفض رجال الحق والنصر، وهدفهم لا يحيدون عنه، لأنهم أصحاب الحسين (عليه السلام)، فإختاروا إستلال السيوف (السلة)،

على أن يحكم الدواعش أرض الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، فصنعوا طفاً خالداً، ووطناً للصبر والحرية! هناك أمر آخر مهم جداً أفرزته المرحلة الراهنة، هي ولادة السند الجهادي العملاق، الذي وفرته المرجعية الرشيدة للعراق، وهي مؤسسة الحشد الشعبي المقدس، حين جمعت كل المكونات والأطياف، تحت راية الله أكبر، وكان الهدف تحرير الأراضي العراقية، من براثن التكفيريين والسفاحين، عليه يجب أن نكون في حالة تقدم دائم الى الأمام، لأن هناك أشياء كثيرة يتقاسمها العراقيون، وهم مصرون على بقائها.    ختاماً: إنها فتوى الجهاد الكفائي، بعد العاشر من حزيران (2014)، حيث بات البلد عرضة للإستباحة، من قبل تنظيم إرهابي، أنتجه الموروث الجيني، الذي يسري بدمائهم القذرة، على مدى العصور، من جدهم الأكبر (يزيد بن معاوية)، بمساعدة قوى الإستكبار العالمي، للقضاء على الإسلام بطريقة بشعة ورخيصة، وخاصة شعائر كربلاء، فما كان من المرجعية الحكيمة، إلا إستعادة الإرث الحسيني وثورته، دفاعاً عن الحق، فتجد رجال الحشد الشرفاء، يقولون كما قال إمامهم الحسين (عليه السلام): إن كان هذا يرضيك، فخذ حتى ترضى!