18 ديسمبر، 2024 5:20 م

حسين كامل والسيد الخوئي وأنا

حسين كامل والسيد الخوئي وأنا

في عام 1991والانتفاضة الشعبانية تلفظ أنفاسها الاخيرة كنا مجموعة من الشباب المتحمس يحمل السلاح بوجه أعتى طاغية وأشرس ماكنة عسكرية لم تتأثر بأنكسار الجيش في معركة الكويت وهزيمته التي سمحت للشعب بالانتفاضة ضد هذا النظام وكان الحرس الجمهوري والحرس الخاص والملتحقين به من مناطق الانبار وصلاح الدين والموصل وديالى هي الادوات التي قمع بها الانتفاضة بالاضافة الى سماح الامريكان لصدام بأستعمال طيرانه في قمع الانتفاضة رغم أنه كان ممنوع من هذه الخاصية ، كنت اقف حاملاً بندقيتي الكلاشينكوف في مفرق الرجيبة على الشارع الرابط بين كربلاء والنجف وكانت كلا المدينتين سقطت بيد الحرس الجمهوري والحرس الخاص بقيادة حسين كامل وبقيت مدينة طويريج لم تسقط بعد كنت اقف بجانب سيارة حمل عليها مدفع مقاومة الطائرات مختبئ خلف تلال من التراب مع مجموعة من المقاتلين كنت اصغرهم سناً كان احدهم يحمل ناضور صاح هناك رتل من السيارات المرسيدس الرئاسية وبلا حماية قادمة من النجف باتجاه كربلاء فعلا رأينا الرتل الكبير ثم صاح الرجل انه حسين كامل كانت فرصة كبيرة للاقتصاص من هذا المجرم الذي فعل الجرائم والابادة الجماعية في كربلاء وكان قتله يعتبر نصر كبير لايقدر بثمن وكان المدفع يستطيع ابادة السيارات عن بكرة ابيها وانزل الرجل الذي على المدفع سبطانته استعداداً لضرب الرتل الذي بات قريب علينا ثم صرخ نفس الرجل ان احدى السيارات يجلس في الصدر السيد الخوئي …. بقينا محتارين أنضرب السيارات أم لا وحدث نزاع بين الرجال حتى باتت السيارات قريبة ولكنها كشفت وجود المدفع وانسحبت بسرعة .. ولم نستطيع ضربها بطلقة واحدة .. بنفس الليلة حوصرت مدينة طويريج من اربعة جهات وضربت بالمدفعية الثقيلة ودخلها الجيش من اربعة محاور محور اياد فتيح لراوي من الحلة ومحور حسين كامل من الرجيبة ومحور كربلاء ومحور السدة بعد يومين استطعت الخروج من القضاء لكوني احمل هوية طالب في السادس أعدادي وذهبت الى الاسكندرية مشيا على الاقدام ثم الى بغداد وهناك رايت السيد الخوئي يجلس مع صدام ليصف الانتفاضة بانها غوغاء ورأيت الكثير من اخوتي المنتفضين يعرضون على لشاشة التلفاز ويعترفون بأشياء لم يفعلوها وأثار التعذيب بادية عليهم ولم اسمع عنهم شيء الا بعد سقوط الطاغية في المقابر الجماعية .